قطر تنظم منتدى أمريكا والعالم الإسلامي غدا في نيويورك

الدوحة تستعرض رؤيتها لإزالة المفاهيم المغلوطة للإسلام

لوسيل

الدوحة - قنا

المنتدى يركز على دعم العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامي والسلام في الشرق الأوسط

الاقتصاد والأمن والتنمية البشرية والعلوم والتكنولوجيا ودور الصحافة والإعلام.. محاور مهمة يتناولها المنتدى

فرصة لتبادل وجهات النظر بين الجانبين حول المواضيع السياسية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك

المنتدى يصحح المفاهيم الخاطئة والتصورات المغلوطة للإسلام وقضاياه

تفتتح في نيويورك غدا الأحد، فعاليات منتدى أمريكا والعالم الإسلامي، والذي تنظمه اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بوزارة الخارجية، وتشارك فيه نخبة متميزة من السياسيين والمسؤولين والأكاديميين وقادة الرأي ورجال الأعمال والثقافة والإعلاميين البارزين من الولايات المتحدة ومن كافة بقاع العالم الإسلامي (من السنغال إلى إندونيسيا).

ويناقش المنتدى، في دورته الجديدة عبر جلساته العامة وجلسات العمل التي تستمر يومين، العديد من الموضوعات التي تتصل بالعلاقات القائمة بين أمريكا والعالم الإسلامي وعملية السلام في الشرق الأوسط والاقتصاد والأمن والتنمية البشرية والعلوم والتكنولوجيا ودور الصحافة والإعلام، ويعتبر المنتدى فرصة لتبادل وجهات النظر بين الجانبين حول المواضيع السياسية والاقتصادية والعلمية ذات الاهتمام المشترك للوصول إلى نتائج وحلول علمية وعملية تخدم العالم الإسلامي.
وتجلت أهمية منتدى أمريكا والعالم الإسلامي، في نوعية المواضيع التي يناقشها والتي تشمل الأزمات الراهنة والرأي العربي والهوية وكيفية التجانس بين الديمقراطية والتنمية إلى جانب قضايا الحرية الدينية والتغيير الاجتماعي والنمو الاقتصادي وصولا إلى قضايا الثقافة والفنون وحقوق المرأة حيث ستكون هذه القضايا المهمة محور جلسات المنتدى في سياق يهدف إلى بلورة الأفكار المشتركة بما يحقق التقارب الدائم بين الطرفين.
وسيكون المنتدى مناسبة لتعزيز علاقات التعاون بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة عبر تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة والتصورات المغلوطة عن العالم الإسلامي وقضاياه الراهنة، خصوصا وأن رؤية دولة قطر المستلهمة من توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تسعى لإبراز الوجه المشرق للإسلام والمسلمين وإزالة المفاهيم النمطية أو المغلوطة التي انتشرت في السنوات الأخيرة.
ويكتسب المنتدى أهمية كبرى في الوقت الراهن في ظل الظروف والمتغيرات الدولية خاصة وأن المصالح المشتركة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة قد أثمرت عن ترسيخ فهم مشترك وعلاقات متميزة تؤكد على أواصر العلاقات على أساس من الحوار والتفاهم، وتحديدا في القضايا التي يضطلع فيها الدور الأمريكي بأهمية خاصة، ولا سيما في تحقيق السلم والأمن الدوليين.

مسار العلاقات

ومن النقاط المهمة التي يمكن أن تساهم في تصحيح مسار العلاقات بين الطرفين هو موضوع فلسطين بوصفه قضية تهم جميع الشعوب العربية والإسلامية التي تتطلع إلى موقف أمريكي أكثر عدلا تجاهها ،علما بأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية مازال هو قلب المشكلة، وبمقدور الولايات المتحدة أن تسهم على نحو ملموس وكبير في تحقيق السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط.
وأصبح منتدى أمريكا والعالم الإسلامي، من الأحداث السنوية الهامة التي يتابعها المراقبون خاصة وأنه يهدف لرسم الطريق لما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الجانبين في ضوء ملامح التطورات والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أن هناك نقاط اختلاف في هذه العلاقات، إلا أن هناك أيضا نقاط التقاء كثيرة يمكن البناء عليها. كما أن الولايات المتحدة والعالم الإسلامي لا يحتاجان إلى التنافس ولا يقصي أحدهما الآخر، وهذا يعني أن النتيجة المنطقية التي تترتب على هذه القاعدة هي إقامة شراكة حقيقdة بالأفعال الملموسة التي تترجم قاعدة هذه العلاقات.

دورات الانعقاد

وقد عُقد منتدى أمريكا والعالم الإسلامي لأول مرة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة عام 2001، وعقد المنتدى اثنتي عشرة دورة جميعها كانت في الدوحة باستثناء دورة واحدة عقدت في واشنطن في أبريل من عام 2011 ، وقد عمل المنتدى ومازال على مدّ جسور التفاهم بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، وابتكار شبكة علاقات متينة بين قيادات أمريكية وإسلامية على كافة المستويات الحكومية والمدنية، والتي تشمل عالم الفن، الأعمال، العلم والتكنولوجيا، والتربية، وذلك في سبيل تعزيز بناء العلاقات الإيجابية وتوفير فرص للحوار وتبادل الأفكار ووجهات النظر حول القضايا المشتركة وحلولها.
ويأتي اهتمام دولة قطر وتنظيمها لهذا المنتدى، انطلاقا من ثوابت سياستها الخارجية المرتكزة على مبادئ الحفاظ على السيادة والاستقلال، والدفاع عن هوية البلاد العربية والإسلامية، واحترام العهود والمواثيق الدولية، وتوطيد السلم والأمن الدوليين، والدفاع عن الحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان، فالسياسة الخارجية لدولة قطر تقوم على مبدأ توطيد السلم والأمن الدوليين عن طريق تشجيع فض المنازعات الدولية بالطرق السلمية، ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتعاون مع الأمم المحبة للسلام.
وقامت دولة قطر بالوساطة في العديد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية وبذلت ولاتزال تبذل جهوداً دبلوماسية وسياسية حثيثة على المستويات الإقليمية والدولية في الوساطة بين الفصائل والكيانات والدول، وبطلب من الأطراف المعنية، ودون التدخل في الشأن الداخلي للدول، لتقريب وجهات النظر وإيجاد حلول مستدامة للنزاعات والخلافات، كما تقوم دولة قطر باستضافة المفاوضات بين أطراف متنازعة أو تلعب دورا من أجل تمهيد الطريق للحوار بينها، وقد حققت هذه الجهود الكثير من النجاحات التي أسهمت في تعزيز وصون السلم والأمن الدوليين.

نظرة السلام

وتنظر دولة قطر إلى السلام بشمولية، فالسلام الدائم في نظر الدبلوماسية القطرية ليس في مجرد غياب العنف وإنما يقوم على التسويات والعدل، ويتطلب تعزيز التنمية البشرية، ولا سيما في مجالات التعليم والصحة العامة وفتح فرص العمل بالانتعاش الاقتصادي والإدماج السياسي والاقتصادي للشباب، والدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز التماسك الاجتماعي برفض الظلم والإقصاء، حيث تؤكد دولة قطر دوما على أهمية قيام مجلس الأمن بدوره عبر المبادرات والوساطة والدبلوماسية الوقائية التي ينبغي للمجتمع الدولي ترسيخها، فهناك العديد من الصراعات والنزاعات لا يمكن أن تحل إلا عبر الجهود متعددة الأطراف.
وتنص رؤية قطر الوطنية 2030 على أن دولة قطر عضو نشط ومسؤول في المجتمع الدولي يسهم في إحلال السلام والأمن الدوليين من خلال المبادرات السياسية والاقتصادية والمساعدات الإنمائية والإنسانية. وقد استفادت العديد من الدول من المساعدات القطرية خلال الفترة القصيرة الماضية لتشمل أكثر من 100 دولة في مختلف قارات العالم، وتتضمن المساعدات القطرية الإنسانية والإنمائية مناطق جغرافية بعيدة ومتعددة حول العالم ولا تقتصر فقط على الجوار الجغرافي الإقليمي العربي والإسلامي.

مجلس التعاون

وتعتز دولة قطر بانتمائها الخليجي والعربي، وهي عضو فاعل في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية والترتيبات الإقليمية ودون الإقليمية وتلك القائمة لحماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية والتنمية للجميع، وتلك المعنية بترسيخ العلاقات الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية، كما تعمل كجسر للتفاهم بين الشمال والجنوب من خلال شراكتها التعاونية مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومن خلال تمثيلها المتنوع في تلك الكيانات العالمية، تساهم قطر في بلورة رؤى استراتيجية لقضايا الأسرة الدولية، ومنها قضية الصراع في الشرق الأوسط، فتؤمن بأن لا مناص عن خيار السلام كتسوية منطقية للنزاع العربي الإسرائيلي القائم على حل الدولتين، بما يحقق الأمن والسلام والتنمية لشعوب المنطقة. وتنتهج في ذلك سياسة الاعتدال والتسامح الثقافي والحضاري والديني مع الجميع، ولا تألو جهداً في نشر ثقافة السلام والتعايش المشترك وقبول الآخر بين جميع الشعوب وإدانة كل أشكال وأنواع التطرف والعنف والإرهاب، الذي ينبغي معالجة جذوره.