استعرض مركز تمكين ورعاية كبار السن إحسان التابع للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي اليوم، نتائج دراسة علمية أجراها للبحث في كيفية تقديم الرعاية للأشخاص المصابين بالقصور الذهني والزهايمر في دولة قطر، والتعرف على العقبات التي تواجههم طوال فترة رحلة الرعاية.
وتستهدف الدراسة التي حملت عنوان رعاية المصابين بالقصور الذهني في قطر: إعداد قاعدة أدلة لإحاطة السياسات والممارسات/، توثيق الاحتياجات، والعقبات، والتحديات التي تواجه مقدمي الرعاية للأشخاص المصابين بالقصور الذهني، وذلك ضمن السياق الاجتماعي الثقافي والمؤسسي الخاص بقطر، والإسهام في إعداد قاعدة أدلة لإحاطة السياسة والممارسة المعنية بالتصدي للقصور الذهني، وتعزيز الخدمات التي يقدمها المركز للأسر التي ترعى أشخاصا مصابين بالقصور الذهني.
وترفد الدراسة، العاملين في مجال الرعاية الصحية، وصانعي السياسات، والأكاديميين، والأشخاص المعنيين بالقصور الذهني، ومؤسسات الرعاية الاجتماعية والصحية، وطب الشيخوخة بالدولة، بعدد من التوصيات يمكنهم الاستفادة منها.
ويأتي الكشف عن نتائج الدراسة، متزامنا مع انطلاق حملة مركز /إحسان/ التوعوية بعنوان /لنتحدث/ والتي انطلقت خلال الشهر الجاري، للحديث عن مرض الزهايمر وأعراضه، وآثاره وعلاجه، حيث يحتفل العالم باليوم العالمي للزهايمر الذي يصادف 21 سبتمبر من كل عام.
وبهذه المناسبة، أكد السيد مبارك بن عبدالعزيز آل خليفة المدير التنفيذي لمركز تمكين ورعاية كبار السن، أن الأخير يحرص عبر تدشينه هذه الدراسة وغيرها من الدراسات العلمية العديدة التي أجراها في الفترة الماضية، على أن يقدم عملا جديدا ومتفردا ومرتبطا بالواقع، ومتسقا مع الغايات الوطنية، ليسهم بذلك في تحويل رؤية قطر 2030 إلى واقع حي وإلى تنمية مستدامة وتقدم فعلي في تلبية احتياجات قطاع رعاية وتمكين كبار السن، مؤكدا حرص المركز على أن يصل بالخدمات المقدمة لكبار السن إلى أرقى المستويات العالمية.
وقال آل خليفة، إن ما يميز هذه الدراسة العلمية أنها تمت بالتعاون بين /إحسان/ والمراكز البحثية بجامعة قطر، معتبرا أن العمل عليها ينطلق مما تقوم به دولة قطر كإحدى الدول الرائدة في هذا المجال، من اهتمام واضح بتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية للمصابين بالقصور الذهني والزهايمر وتحسين الالتزام بالمواثيق العالمية التي تسعى إلى بذل كافة الجهود للتصدي لهذا المرض، واتخاذ خطوات عملية جادة في هذا المجال، مشيرا في هذا الصدد إلى إنشائها المرصد العالمي للخرف التابع لمنظمة الصحة العالمية كمنصة مراقبة دولية لتسهيل الرصد وتبادل المعلومات المتعلقة بسياسات القصور الذهني وتقديم الخدمات في هذا المجال.
وأوضح أن هذه الدراسة هي الأولى في قطر في هذا المجال، حيث تتناول تجارب مقدمي الرعاية سواء من العاملين بالمؤسسات الصحية والاجتماعية أو من أسر كبار السن، وهو ما يؤكد شمولية الدراسة وواقعيتها .
وأضاف حرصنا من خلال هذه الدراسة على مواجهة العوائق التي يمكن أن تمنع التشخيص المبكر، والاستفادة من البيانات الحديثة المنبثقة عنها، كقاعدة بيانات يمكن الاستفادة منها في الحملات التوعوية العامة، مبينا أنها شملت توصيات على ثلاثة مستويات، يمكن ترجمتها إلى أعمال وإجراءات محددة للجهات المعنية بالتصدي للقصور الذهني، وتشمل هذه المستويات، السياسة الوطنية والمؤسساتية في هذا المجال، وصعيد الأسرة والمجتمع المحلي.
وشدد آل خليفة، على الدور الذي يمكن أن يضطلع به مركز /إحسان/ في مواجهة القصور الذهني والزهايمر بحكم قربه من الأسر، والجهة التي لديها إدارة رعاية منزلية هي الوحيدة حاليا التي تقدم خدمات الرعاية الاجتماعية والعلاج الطبيعي لكبار السن من غير المرضى، بالإضافة إلى قرب تدشين مشروع رائد يسهم في خدمة كبار السن المقيمين بين أسرهم ويساعد في تحقيق النتائج المرجوة.
من ناحيتها، أكدت الأستاذة مريم إبراهيم الأنصاري مديرة مكتب التخطيط والتطوير بالمركز، أن عمل /إحسان/ في الدراسة بدأ بعد توقيع اتفاقية مع جامعة قطر في مجال التعاون البحثي، أعقبها اختيار موضوع القصور الذهني من بين عدة موضوعات تم طرحها للدراسة والبحث، موضحة أن اهتمام المركز بهذا الموضوع يعود إلى ملاحظات مقدمي الخدمة بالمركز للزيادة الملحوظة في حالات القصور الذهني المسجلة في المنازل والتي تقدر بحوالي 60 حالة ووجود بعض الصعوبات في التعامل معها.
وأكدت الأنصاري، أن دور المركز لم يقتصر على الإشراف العام على تنفيذ إجراءات الدراسة وتمويلها، بل ساهم بتقديم كافة التسهيلات لفريق البحث من خلال عدة اجتماعات لمناقشة الصعوبات التي واجهتهم والعمل معا على تذليلها.
وقالت إن المركز سعى لتوفير عينة الدراسة من كبار السن والتي اعتمد عليها الفريق من خلال زيارات فرق الرعاية المنزلية التابعة للمركز، كما شارك المركز في الندوة التي عقدها فريق البحث بالجامعة للتعريف بالدراسة وأهم محاورها بورقة عمل توضح دور المركز وأهم الخدمات التي يقدمها لكبار السن، وتنظيمه كذلك لحلقة نقاشية تستعرض أهم النتائج التي توصل إليها فريق البحث في نهاية المرحلة الأولى من إجراءات الدراسة للحصول على تغذية راجعة من المختصين تساهم في تطويرها.
من جهتها، أشارت الدكتورة كلثم علي الغانم أستاذة علم الاجتماع بجامعة قطر والمشرفة على الدارسة، إلى أن الأخيرة جاءت ثمرة تعاون بين جامعة قطر بوصفها بيت خبرة تتوفر فيه قدرات بحثية متمكنة في العديد من التخصصات التي تلبي احتياجات المجتمع من الدراسات والبحوث العلمية المتخصصة، ومركز /إحسان/ الذي يعتبر مركز الخدمات المجتمعية الوحيد المخصص لإتاحة شبكة دعم للمسنين وأسرهم في قطر.