كشفت تقارير إعلامية عن بدء محادثات بين شركة (بترونت) الهندية للغاز الطبيعي المسال مع دولة قطر من أجل تجديد اتفاق غاز لعدة سنوات على الرغم من اضطرابات السوق، التي جعلت من العقود طويلة الأمد أمرا صعبا مع أثر العقوبات على قطاع الطاقة الروسي التي قللت من الإمدادات في السوق التي تعاني أصلا من الشح.
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعي فيه شركة (بترونت) - أكبر مستورد للغاز في الهند- لعقد صفقة بكمية أكبر وسعر أفضل مع قطر، وكانت بلومبيرغ أشارت إلى أن (بترونت) وقطر غاز يتعين عليهما التفاوض لتمديد الاتفاق الراهن المتعلق بشراء 7.5 مليون طن سنوياً قبل انتهاء العقد في 2023.
وذكرت وسائل إعلام هندية الاثنين الماضي إن الاستثمارات القطرية في الهند تضاعفت لحوالي (خمسة أضعاف) خلال العام الماضيين مع توسع البلدين في علاقاتهما الثنائية.
وحسب بيانات اطلعت عليها لوسيل بلغ اجمالي واردات الهند من الغاز الطبيعي المسال من دولة قطر حوالي 10.2 مليون طن في العام الماضي 2021.
وخلال الربع الأول من العام الحالي بلغ إجمالي الصادرات القطرية للهند حوالي 3.1 مليون طن من الغاز المسال.
وتشهد الهند حالياً موجات حرارة شديدة نتج عنها أزمة في الطاقة وانقطاع في امدادات الكهرباء الأمر الذي دفع السلطات بالتفكير بشكل أكثر جدية في تأمين عقود طويلة الاجل من الغاز المسال، حيث دفعت موجات الحرارة المرتفعة السكان لتشغيل المراوح وأجهزة التكييف وقام المزارعون بزيادة ضخ المياه في الحقول الجافة.
وعلى مستوى العلاقات التجارية بلغ اجمالي التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي 2021 حوالي 47.4 مليار ريال وفقاً لبيانات جهاز التخطيط التنموي والاحصاء مسجلاً ارتفاعاً بحوالي 15.6 مليار ريال مقارنة بحجم التبادل بين البلدين في 2020 الذي وصل مستويات 31.8 مليار ريال.
وبلغت الصادرات القطرية إلى الهند حوالي 40.7 مليار ريال وتتمثل بشكل أساسي في غاز النفط وهيدروكربونات غازية وزيوت نفطية ومشتقات الهيدروكربونات.
وتعتبر قطر أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال للهند حيث تمثل أكثر من 40% من واردات الهند من الغاز.
وتعتبر الهند من الوجهات الرئيسية لصادرات الغاز الطبيعي المسال من دولة قطر. وتطمح الهند لزيادة حصة الغاز في مزيج الطاقة مستهدفة نسبة 15% بحلول 2030 مقارنة بالنسبة الحالية 6.3% وتسعى شركة (بترونت) الهندية لإنشاء حوالي ألف محطة توزيع للغاز خلال السنوات الخمس المقبلة ضمن خطتها للتخلص التدريجي من الديزل.
وقال فينود كومار ميشرا المدير المالي لبترونت، أكبر مستورد للغاز في الهند، لمحلل في اتصال هاتفي بعد أن أعلنت الشركة النتائج المالية الفصلية إن الشركة لديها حتى نهاية العام المقبل لتجديد عقدها طويل الأمد للغاز الطبيعي المسال مع قطر للغاز إلى ما بعد عام 2028.
وأضاف أنها ليست الأجواء المثالية للمبادرة بصفقات طويلة الأمد مع ظروف السوق الحالية ومع بحث الشركات الأوروبية الحثيث على عقود لتقليل اعتمادها على روسيا بعد غزوها أوكرانيا.
وقال بدأنا بالفعل مفاوضات، لكن الأجواء لا تنبئ بأن الناس قد يوافقون على الأمر بسبب الكثير من الاضطرابات في السوق مشيرا إلى أن شركته ستشتري كميات أكبر إذا عرضت قطر بنودا تفضيلية في التسعير.
وفي فبراير من العام الماضي قامت شركة قطرغاز للتشغيل المحدودة (قطرغاز) بتسليم شحنة من الغاز الطبيعي المسال على متن ناقلة من طراز كيو-فليكس إلى محطة إينور لاستقبال الغاز الطبيعي المسال في الهند، وهي المرة الأولى التي ترسو فيها ناقلة مستأجرة من قطرغاز في هذه المحطة.
وتعتبر الهند سوقًا رئيسية لقطرغاز نظرًا لقربها الجغرافي وإمكانيات نموها. وبالإضافة إلى محطة الاستقبال إينور، قامت شركة قطرغاز بتشغيل محطة أخرى لاستلام الغاز الطبيعي المسال في موندرا بولاية غوجارات في مطلع عام 2020.
وتقوم الهند حالياً بتطوير العديد من محطات استقبال الغاز المسال والتي من شأنها أن تعمل على زيادة قدرة الهند على استيراد الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير، حيث تواصل الدولة اتخاذ خطوات كبيرة في تحقيق هدفها الطموح المتمثل في وصول نسبة 15٪ من الغاز في إجمالي أنواع الطاقة المستخدمة في البلد.