مرقاة قطر للخطابة تعقد جولة للخطيب الحافظ

لوسيل

الدوحة - لوسيل

خصصت مبادرة مرقاة قطر للخطابة التي يقيمها أسبوعيا الملتقى القطري للمؤلفين ضمن فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي جلسة الإثنين الثاني عشر من أبريل الجاري جولة للخطيب الحافظ حيث تبارى المشاركون في تقديم خطب تم إعدادها وحفظها مسبقا.

وقال الخبير اللغويّ الدكتور أحمد الجنابي المشرف على المبادرة، في كلمته إن اختيار الموضوع للخطبة المحفوظة جاء بعنوان: (مَنْ أنا) ليحدثنا الخطباء عن أنفسهم، فالهدف العام لهذه الخطبة هو التعارف من جهة، والهدف الخاص هو التعبير عن الذات بكل فخر واعتزاز ورضى نفسي، حيث يتكلم الخطيب عن نفسه بما أنجزه لما في ذلك من تحفيز للمتلقين، واستزادة للمتحدث نفسه، وتعتمد مرقاة قطر على هذا النوع من الخطابة على شاهد من قول طرفة بن العبد في معلقته: إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني*عنيت فلم أكسل ولم أتبلد مشيرًا إلى ضرورة أن تتضمن كل خطبة عناصرها الأساسية من مقدمة وعرض وخاتمة، وحدد لكل خطيب ثلاث دقائق فقط تفعيلا للقاعدة اللغوية: خير الكلام ما قلّ ودلّ، مع الاهتمام بمواضع همزتي الوصل والقطع في النطق.

كما شهدت الجلسة قراءة لخطبة قس بن ساعدة أشهر خطباء العرب قبل الإسلام في إطار إحياء الخطب التاريخية.

ومن جانبه أكد الكاتب محمد الشبراوي المشرف المشارك على مبادرة مرقاة قطر للخطابة أهمية أن يجمع الخطيب بين الحفظ خاصة للمتون ومواطن الاستدلال من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأبيات شعرية وخطب وكلمات نثرية مع الإدراك الواعي والفهم حتى لا يحبس لسانه إذا تعرض للسهو والنسيان، مؤكدا أن العرب اهتموا بالحفظ والفهم، فعندما سئل أبو عمرو بن العلاء: هل كانت العرب تطيل؟ فقال: نعم ليسمع منها قيل: فهل كانت توجز؟ قال: نعم ليحفظ عنها.

ومن ذلك قول الخليل بن أحمد الفراهيدي لَيسَ بِعِلمٍ ما حَوى القِمَطرُ... ما العِلمُ إِلا ما حَوَاهُ الصَّد.