ضرر قطاعا الطيران والسياحة في منطقة الشرق الأوسط حيث تشير التقديرات إلى أن السفر بالجو من وإلى المنطقة العربية انخفض بنسبة 35% منذ 11 سبتمبر، وقد قامت شركات طيران كبيرة عدة بإلغاء بعض الخطوط وتقليص عدد الرحلات لديها.
البعض يقول: يكفي أن تذهب لأي من مطارات العالم في أوروبا وأمريكا، فمجرد أن يدركوا أنك من إحدى الدول النامية أو الدول التي صنفت ضمن الدول الراعية للإرهاب، تواجه بسيل من الإجراءات ونظرات التشكيك، فأنت بنظرهم مجرم ومخطئ إلى أن تثبت لهم عكس ذلك ونفس الأمر ينطبق على التأشيرة التي تزداد إجراءات الحصول عليها يوماً بعد، كل هذه العوامل وغيرها خفضت حركة الطيران في المنطقة نحو أوروبا وأمريكا.
وهنا يذهب الكاتب والباحث التركي محمد زاهد جول، قائلا إن المنطقة كان بها الكثير من الوعود الاقتصادية والسياحية الجيدة قبل أحداث سبتمبر، خاصة بدعوى عملية السلام العربية الإسلامية التي كان مروجوها يربطونها بالسلام والرخاء، ولكن أحداث سبتمبر جعلت قطاع السياحة في المنطقة من أكثر القطاعات خسارة.
ويبين الدكتور أنور عشقي أن هجمات سبتمبر أحدثت تغييراً كبيراً في الشرق الأوسط، تبعته الحرب الخليجية الثالثة ضد صدام حسين الأمر الذي أثر على سوق السياحة بشكل كبير خاصة الدول التي تعتمد في وارداتها على السياحة مثل تونس والمغرب والأردن ولبنان وكذلك دبي.
وأضاف محمد جول: لقد وضعت قيود على الحركة السياحية بين الدول، فضلا عن المخاوف من السفر نفسه، وبالأخص أن التهم بالإرهاب كانت موجهة ضد الإسلام والمسلمين، وكانت الحملة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن تشبه الحرب على الإرهاب بالحروب الصليبية، التي تشحذ الشعب الأمريكي والغربي بالكراهية ضد المسلمين وبلادهم، وهو ما أثر كثيرا على قطاع السياحة، لم تستطع كل الدعاية الغربية اللاحقة من معالجته بالكامل حتى الآن.