دعت منظمة الأغذية والزراعة العالمية كافة الدول الى الالتزام بالمعايير العالمية لتوسيم المُنتَجات الغذائية،عند توسيم عبوات الأغذية، خاصة تلك التي يتم بيعها في الأسواق الدولية،وذلك من اجل ضمان حصول المستهلكين على اغذية تتناسب مع حالاتهم الصحية والحفاظ عليها،وفي ذات السياق ضمن تقرير علمي نشرته
مؤخرا ً،حددت الفاو 6 سمات تساعد المشتري من خلال علامات المُنتَجات الغذائية على شراء الغذاء وهي: المحافظة على الصحة من خلال فهم تركيبة الأغذية: الفيتامينات، المعادن، السعرات الحرارية، الدهون، إلخ، والتي من خلالها يمكن للمرء الحدّ من تناول السكّر والملح والتأكد من أنك تتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا. ويمكن أن تساعد كل هذه الترتيبات في الوقاية من الأمراض، مثل مرض السكري وأنواع معيّنة من أمراض القلب .
ومن السمات ايضا المحافظة على سلامة الإنسان حيث يمرض سنوياًّ أكثر من 600 مليون شخص، ويموت 420 ألف نتيجة تناول الطعام الملوث بالبكتيريا والفيروسات والطفيليات والسموم والمواد الكيميائية. وتوفر العلامات إنذارات ومعلومات مهمة حول طرق استخدام المنتج (إرشادات التخزين والطهي، مثلاً)، تُعتبر ضرورية لحفظ الأغذية آمنة .
وثالث محددات الفاو بشأن سمات الغذاء الصحي تمنعك من شراء المنتجات المقلّدة،وفي ذات السياق يعدّ منع الاحتيال أحد الأهداف الرئيسية لتوسيم المُنتَجات الغذائية. من دون تسميات مضمونة دوليًا، يمكن لباعة الأغذية تضليل المستهلكين عمداً من خلال صور زائفة على العبوات. فعندما تشتري الشوكولاتة، أنت تريد أن تتأكد من أنها حقيقة شوكولاتة أو عندما تشتري سمكاً، أنت تريد أن يكون هو نوع السمك المعروض .
ودعت الفاو من خلال المحددات الستة الى: اكتشاف مكونات الاغذية التي يمكن أن تسبب لك ردود فعل ضارة .واشارت الى: ان 10-25 % من سكان البلدان المتقدمة يعانون من الحساسية المتعلّقة بالمواد الغذائية. وتشمل أكثر الأغذية المسببة للحساسية شيوعا الفول السوداني وفول الصويا والحليب والبيض والأسماك والقشريات والقمح وشجرة الجوز. إذا كنت لا تعرف مكونات منتوج ما، قد تتناول خطأً شيئًا من شأنه أن يسبب أزمة حساسية، وقد تكون شديدة جدًا. إن توسيم المُنتَجات الغذائية يسمح بمعرفة ما يجب تجنبه .
وركزت الفاو في محدداتها على انه: يمكن لعلامات الموادّ الغذائية (عند قراءتها بشكل صحيح!) منعك من هدر الأغذية الجيدة. إذ يبيّن التاريخ على ملصقات الأغذية المدة التي يكون فيها المنتج صالحاً للأكل. ففي الاتحاد الأوروبي، يرتبط ما يقرب من 10% من الأغذية المهدورة بعلامات التاريخ. يمكن أن يساعد تثقيف المستهلكين وأصحاب سلاسل التوريد على منع هذه المخلفات الغذائية وجعل التاريخ يتطابق مع هدفه المتمثل في جعل الأغذية مأمونة للأكل .
وجاء المحدد الاخير للفاو ملفتا للانتباه ويدعو المستهلكين الى: دعم منتجي الأغذية المحليين لكون انه من شأن بعض التوسيمات التي تشير إلى أصل الطعام، على سبيل المثال القهوة الكولومبية (كولومبيا)، أو جبن مانشيجو (إسبانيا)، أو شاي دارجيلنغ (الهند) أو قهوة كونا (الولايات المتحدة الأمريكية)، جذب انتباه الزبناء وإضافة قيمة إلى المنتَج، وبالتالي للمنتِج .
وفي ذات السياق تشير الفاو: يحدّد المستهلكون عادة المنتجات الغذائية المحلية والنموذجية بحسب مكان معين وتُعزى خصائص مميزة - مثل الطعم والجودة - إلى مواقع جغرافية .
وفي دراسة أجراها البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير ومنظمة الأغذية والزراعة، ارتفع سعر المنتج النهائي بنسبة 20 إلى 50 % بالنسبة ل 9 منتوجات بفضل التوسيمات التي تتضمّن بيانات جغرافية. واليوم، أصبح المستهلكون يربطون بشكل متزايد بين الجودة والأصول الجغرافية والتقاليد .
وتروج منظمة الفاو لتوسيم الأغذية كأداة فعالة لحماية صحة المستهلك من حيث سلامة الأغذية والتغذية. وتنقل الوسوم الغذائية معلومات عن هوية المنتج ومحتوياته، وعن كيفية مناولته، وإعداده، واستهلاكه بأمان. ومع زيادة حجم التجارة العالمية، والتحول عن العلاقة التقليدية التي تجمع وجهاً لوجه بين منتج الأغذية ومشتريها، هناك حاجة أكبر إلى إنشاء وسوم غذائية واضحة ويمكن الوثوق بها.