أبرزها تسريح العمالة بسبب الخسائر غير المسبوقة

مخاطر تواجه قطاع بناء السفن في كوريا الجنوبية

لوسيل

القاهرة – محمد الطيب

تستعد ثلاث أكبر شركات كورية لبناء السفن في العالم لتسريح العمال بسبب تكابدها خسائر غير مسبوقة، ما قد يلحق أضرارا بالغة باقتصاد كوريا الجنوبية، وفقا لخبراء قطاع بناء السفن.

وأشار الخبراء إلى أن شركة هيونداي للصناعات الثقيلة، وشركة سامسونج للصناعات الثقيلة وشركة دايو لبناء السفن والهندسة البحرية (وكلها شركات كوريا الجنوبية)، مُنيت بأول خسارة تشغيلية مجتمعة بلغت 8.5 تريليون وون (ما يعادل 9.9 مليار دولار) في العام الماضي، حسبما ذكر موقع ستريتز تايمز السنغافوري.

ومن المرجح أن تلجأ هذه الشركات الثلاث العملاقة للاستغناء عن 6000 وظيفة هذا العام وحده، إضافة إلى بيع الأصول غير الأساسية وإغلاق وحدات الأعمال المعطلة، وتجري شركة هانجين للشحن وشركة هيونداي للتجارية البحرية، وهما أكبر خطوط الشحن البحري في كوريا الجنوبية، مفاوضات مع ملاك السفن لخفض أسعار الاستئجار، وسط محادثات الاندماج بهدف التحسين والتنافس بشكل أكثر فعالية أمام المنافسين العالميين.

وقال الخبراء إن قطاع النقل البحري يعد العمود الفقري وتعتمد عليها صادرات كوريا الجنوبية بشكل كبير، وإذا أوقفت هانجين و هيونداي عملياتهما، فسيؤدي ذلك إلى فقدان أكثر من 5 آلاف فرصة عمل، ومن المتوقع أن يتكبد الاقتصاد خسائر فادحة قد تصل إلى 258 مليار وون (19.13 مليار دولار)، وفقا لتوقعات جمعية مالكي السفن في كوريا.

ويعد قطاع بناء السفن، ما يمثل 6.5% من إجمالي الناتج المحلي، والذي يوظف نحو 200 ألف عامل، ركيزة أساسية لاقتصاد كوريا الجنوبية منذ تحولها السريع إلى التصنيع بعد الحرب الكورية 1950 - 1953.

وقالت إميلي دابس، المحللة الاقتصادية لدى وكالة موديز إن هانجين و هيونداي ستواجهان ضغوطا أكثر طيلة هذا العام، لحين تحسن الأوضاع العالمية في أواخر العام المقبل، ومع ذلك، فقد أشارت إلى أن ثمة بعض النقاط البراقة لأن الحكومة تدعم جهود الإعادة الهيكلية وتحث الشركات على الحفاظ على الميزة التنافسية.

وجدير بالذكر أن صناعة بناء السفن ي كوريا تفتقر إلى التكنولوجيا الجديدة التي يتميز بها منافسوها، وإذا ركزت البلاد عليها، فستظل لاعبا مهما في العالم.

من جهته، ذكر كيم بيونغ كي، البروفيسور في جامعة كوريا، أن هذا القطاع يواجه تحديات كبيرة ولكنه يعتقد أن الكوريين الجنوبيين سيتوحدون وسيتغلبون على هذه التحديات.

ومع ذلك، تدعو النقابات العمالية في هذا القطاع وقطاع السيارات أيضا لاحتجاج وطني يوم 22 و23 يوليو وتأمل في حشد 100 ألف عضو من أجل رفع الأجور والمزيد من المكافآت.

وصرح كيم تاي جونغ، المدير التنفيذي في اتحاد عمال المعادن الكوري، والذي يشرف على قطاع بناء السفن، بأن الاتحاد يعارض تماما تسريح العمال وسيدافع عن أعضائه للحفاظ على وظائفهم، فيما قدم بعض العمال استقالتهم طوعا وبحثوا عن وظائف أخرى، بدلا من انتظار عمليات التسريح المتوقع.