قال سعادة السيد عمر البرزنجي سفير جمهورية العراق لدى دولة قطر، إن إعادة تفعيل اللجنة المشتركة للتعاون الإقتصادي بين قطر والعراق فرصة مهمة لدعم الإقتصاد، مشيراً لإمكانية الإستفادة من الشركات القطرية لإعادة إعمار البنية التحتية في العراق.
واوضح السفير العراقي في حوار لـ لوسيل إن قطر وخلال زيارة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أبدت رغبتها في توسيع آفاق الاستثمار في العراق، وهناك العديد من الفرص الإستثمارية في مجالات مثل الزراعة والطاقة والصناعة والتي ستعود بالنفع علي البلدين.
وأضاف أن العراق يتطلع للاستفادة من الإستثمارات والخبرات القطرية المتقدمة في مجالات مثل الغاز والبتروكيماويات. إلى الحوار:
أولاً: ما أهمية زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري للعراق؟
في اطار توجهات الحكومة العراقية والسياسة وانتهاجها سياسة حيادية إيجابية، وطموحها بان يكون العراق منفتحا على كل العالم بالقدر المطلوب، وحرصها في الوقوف على مسافة واحدة مع الجميع دون انتهاجها سياسة المحاور والذي يعزز التعاون المشترك، ومن منطلق العلاقات الثنائية بين جمهورية العراق ودولة قطر، فان العراق يثمن مستوى العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين، ودائماً ما نتطلع نحو الارتقاء بهذه العلاقة إلى مستويات افضل في المستقبل.
والزيارة تأتي إستجابة للدعوة التي وجهها معالي الدكتور فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي لنظيره سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال زيارته للدوحةِ مؤخّراً. وبحثت الزيارة العلاقات الثنائيّة بين البلدين، وسُبُل الارتقاء بها بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، لاسيما تفعيل اللجنة العراقية-القطرية المشتركة، وبما ينعكس على قطاعات الاستثمار والتنمية والتعاون، فضلاً عن بحث الأوضاع السياسيّة، والأمنيّة في المنطقة، وتطوُّراتها، وتبادَلَ وجهات النظر، والحُلـُول الناجعة لما تـُعاني منه المنطقة من أزمات، وبما يعكس استعادة العراق لدوره الفاعل والمُبادر ضمن سياسة خارجيّة متوازنة تعزز ذلك.
وتضمنت لقاءات نائب رئيس مجلس الوزراء مع عدد من السوؤلين في العراق تمحورت حول تعزيز التعاون والتأكيد على وجهات النظر المشتركة على المستويين الإقليمي والدولي. كما تلقى فخامة الرئيس الدكتور برهم صالح رسالة خطية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى تضمّنت دعوة رسمية لزيارة الدوحة، وبالتأكيد فانه يأتي حرصاً على توثيق العلاقات الثنائية باتجاه أُطر قوية ومتينة.
كيف تنظرون لعلاقاتكم مع الدوحة؟ هل نتوقع علاقات استراتيجية في الفترة المقبلة؟
تاريخ العلاقات القطرية-العراقية قديم جداً وبدأت بعد استقلال دولة قطر عن بريطانيا عام 1971، وتم تبادل التمثيل الدبلوماسي معها بعد فترة وجيزة، وهذه العلاقة ماضية نحو تعاون مبني على أساس المصلحة المشتركة الذي يعود بالنفع والخير للبلدين الشقيقين.
ويسعى العراق لإيجاد شركاء دوليين واقليميين فاعلين، وبما أن دولة قطر تُعد ضمن الدول الفاعلة من خلال دبلوماسيتها المتميزة في المنطقة، فالعراق لديه الرغبة بتعزيز العلاقات الثنائية بشكل ارحب والتي تأتي بالنفع الايجابي على البلدين الشقيقين، فعلى وقع التطورات الايجابية التي يعيشها العراق جاء سعي قطر لتقوية العلاقات مع بغداد، عقب تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة، كما ان بغداد حريصة كُل الحرص على بلورة علاقاتها مع الدوحة، ومن جانبنا، فاننا نؤكد ان العلاقات العراقية- القطرية ستشهد مزيداً من التقدم، وستساهم في النهوض في مجالات عديدة، كالواقع الاستراتيجي الذي يشمل السياسة والامن والاقتصاد لا سيما في مجالات الاستثمار.
ما أهمية إعادة تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين والتعاون الاقتصادي الذي تم خلال هذه الزيارة؟
خلال زيارة معالي وزير خارجية جمهورية العراق الى الدوحة في منتصف مارس الماضي والتي تلتها زيارة سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، اتفق الوزيران على تفعيل عدد من القضايا التي تخدم توجهات البلدين الشقيقين، وما تم بناؤه على تلك العلاقة ومن ضمنها المضي قدماً نحو ما تم تأسيسه في العام 2002 وتم استكماله عام 2018 وهي تفعيل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، وتم بحث استئناف عمل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين قطر والعراق في أسرع وقت، والاتفاق على استمرارية تفعيل عمل اللجنة المشتركة، وكيفية تنمية العلاقات وتعزيز التعاون بين بغداد والدوحة، والعمل مع الدول المجاورة لتهدئة أوضاع المنطقة، وما أظهرته هذه الزيارة من توافق في وجهات النظر بين البلدين.
ما نوع التعاون الاقتصادي المتوقع خلال الفترة المقبلة؟
زيارة سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أخذت طابعا اقتصاديا بإعادة تفعيل اللجنة المشتركة للتعاون الإقتصادي بين البلدين الشقيقين، ونتطلع لتوسيع آفاق الاستثمار بين البلدين في مجالات مختلفة، فضلاً عن سبل التنسيق لتحقيق الاستقرار في المنطقة وتعزيز التعاون المشترك بين الدوحة وبغداد، خاصة في المجال الاقتصادي، حيث ان التقارب العراقي - القطري سيعود على البلدين بمكاسب كبيرة.
وبما أن العراق اليوم يُعد هدفاً قوياً للفرص الاستثمارية الكثيرة، فان العراق يسعى الى تكثيف هذا التقارب مع الشقيقة قطر للاستفادة من خبراتها في مجالات الاقتصاد والطاقة، ومنها الاستثمار في قطاع الغاز وفي مجال البتروكيماويات، وقطر لديها خبرات متقدمة وكبيرة في هذا المجال ومن الممكن الاستفادة في خبراتها، وكذلك فرص إستثمار في مجالي الزراعة والصناعة، وأن مئات المصانع العراقية بحاجة لإعادة تأهيل، بالإضافة إلى فرص استثمارية كثيرة، يضاف الى ذلك أن قطر ستكون لها مساهمة في إعمار العراق، لا سيما المناطق المحررة من سيطرة تنظيم الدولة، ونؤكد ان هذه المكاسب ستعود بالنفع على البلدين من هذا التقارب والتي لا تقتصر على السياسة، بل تشمل جوانب عديدة أخرى، مثل الاستثمارات الاقتصادية، وهنالك علاقات اقتصادية نامية بين البلدين الشقيقين سيتم إستثمارها بشكل متميز فضلاً عن العلاقات الدبلوماسية الممتازة، من خلال دبلوماسية ثنائية هادئة رصينة لتحقيق أهداف على المدى القصير.
وما هي الفرص الإستثمارية للقطريين في العراق وفي أى القطاعات؟
ان حكومة جمهورية العراق مهتمة بتطوير العلاقات مع الجميع، ومتجهة نحو تفعيل وبلورة علاقاتها مع دولة قطر الشقيقة على الاصعدة كافة وتحديداً في مجالات الاستثمار والتشجيع على توسيعها من خلال الفرص الاستثمارية المتاحة في العراق، ويتسم العراق بوجود مقومات عديدة داعمة لعملية استقطاب رؤوس الاموال والاستثمارات بمختلف المجالات، فضلاً عن توافر موارد طبيعية كالنفط والغاز والموقع الجغرافي المتميز تتبعها موارد بشرية متكاملة.
من ناحية أخرى، وحول نية دولة قطر في دخولها بالاستثمار في العراق، يمكن القول بان دولة قطر تمتلك بنية تحتية متميزة في التعليم والتكنولوجيا ولها شراكات دولية يمكن الاستفادة منها، فضلاً عن توفر العديد من المصالح السياسية والاقتصادية التي يمكن أن تستثمر بشكل جيد وتعم الفائدة على الطرفين، وامكانية الاستفادة من الشراكات القطرية من أجل إعادة إعمار البنية التحتية في العراق، كما ان العلاقات بين البلدين متجهة الآن بقوة نحو الانفتاح المتبادل وقد انعكس هذا الحرص خلال الزيارات المتبادلة، ولم يترك البلدان مناسبة إلا وقد عبرا عن الدعم والتضامن الايجابي.
خلال الزيارة أبدت قطر رغبتها في توسيع آفاق الاستثمار بين البلدين، ما هي أبرز المجالات التي تفضلونها؟
بالفعل أبدت قطر خلال الاتفاق على إعادة تفعيل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين والفرص المهمة لدعم الاقتصاد، رغبتها في توسيع آفاق الإستثمار والتعرف على الفرص الاستثمارية بالعراق، وهناك العديد من مجالات التعاون بين البلدين والتي من بينها المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والدبلوماسية والتعليمية وغيرها.
وتجدر الاشارة إلى ان هناك عدة تفاهمات بين قطر والعراق في مجالات الاتصالات، فقد اتفق البلدان على فتح آفاق تعاون مشترك بين البلدين في هذا القطاع، وفي مجال الأمن السيبراني، والزراعة والبيئة، والتعاون في المجال النباتي واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة الصديقة للبيئة وتبادل الخبرات في هذا المجال، أما في مجال التعليم، فقد تم الاتفاق على الإسراع في استكمال المباحثات بشأن مشروع البرنامج التنفيذي الثاني لاتفاقية التعاون الثقافي والعلمي بين البلدين.
ما أهمية المبادرات الجماعية للحفاظ على أمن دول المنطقة التي ذكرت خلال زيارة وزير الخارجية العراقي الاخيرة للدوحة؟
قال فخامة رئيس جمهورية العراق خلال لقائه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري: (إن أمام دول المنطقة مسؤولية كبيرة في تجاوز الأزمات والتوترات، والعمل على تثبيت دعائم الاستقرار الإقليمي ومواجهة الإرهاب)، وشدد على أن استقرار العراق وسيادته يُمثل مرتكزا لأمن واستقرار كل المنطقة، إذ أن العراق يمكن أن يكون عاملا للتفاهم بين القوى الإقليمية والدولية، ويدعم الجهود الرامية لمعالجة الأزمات الحالية، لكي تنعم شعوب المنطقة بالسلام والرفاهية، وان الوضع الاقليمي والدولي الراهن يتوجب على الدول بحث سبل التهدئة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وضرورة ضبط النفس وتغليب لغة الحكمة والحوار لتخفيف حدة التوتر والتصعيد، وان العراق يسعى إلى إقامة أفضل العلاقات مع أشقائة العرب بدون استثناء، كما يحرص على الاستمرار بدوره المحوري كساحة للتلاقي بين شعوب المنطقة.
ولعل أهم المصالح المشتركة كانت مواجهة التنظيمات الإرهابية المجرمة (داعش) ومحاربة توسعها في المنطقة واعادة اعمار المناطق المحررة والمتضررة من الارهاب، إذ يلاحظ ان دولة قطر تبدي حرصاً واضحاً على توثيق العلاقة مع العراق، وبعد التطورات التي شهدها العراق مؤخراً والتي اهمها تحرير الاراضي العراقية من براثن داعش الارهابي، كان الجانب القطري شديد الوضوح في نقل رسالة ايجابية الى الحكومة العراقية خلال تلك الفترة، من ان قطر متوجهة نحو العراق وان استقراره يعد اولوية ومصلحة متبادلة، كما تجدر الاشارة الى ان لدى البلدين مذكرات تفاهم موقعة خاصة في المجال الامني، فضلاً عن ان هنالك تدريبات مشتركة بين البلدين خاصة في المجال الامني والشرطوي.