قال QNB في تحليله لهذا الأسبوع إن ديناميكيات مجموعة العشرين تتطور على نحو يجعل من المجموعة ترتيباً متزايد الأهمية للحوكمة الاقتصادية العالمية، مع التقدم الذي تحرزه الاقتصادات الناشئة الكبيرة واستمرارها في النمو بشكل أسرع من الاقتصادات المتقدمة الكبرى. واعتبر الانفراج الأخير في التجارة الثنائية بين الولايات المتحدة والصين، مجرد آخر تعبير عن الديناميكيات الجديدة للمجموعة وعن أهميتها كمنتدى اقتصادي. لقد قطعت مجموعة العشرين شوطاً طويلاً بالفعل منذ نشأتها في أواخر التسعينيات، ومن المتوقع أن تصبح أكثر محورية مع حدوث التقارب الاقتصادي العالمي. يركز تحليلنا على العوامل الاقتصادية الكامنة وراء التأثير المتزايد لمجموعة العشرين.
ولفت التحليل إلى أن مجموعة العشرين تعتبر منتدىً دولياً للحكومات ومحافظي البنوك المركزية لبعض أكبر الاقتصادات في العالم، والتي تعتبر ذات أهمية نظامية للنظام المالي الدولي. لافتا إلى أن مجموعة العشرين كانت قد أنشئت في البداية من قبل الدول الصناعية السبعة من أجل معالجة قضايا الاستقرار المالي الدولي المرتبطة بتأثيرات أزمة ميزان المدفوعات والديون في الأسواق الناشئة في أواخر تسعينيات القرن الماضي. وذكر في تحليله عندما تم إنشاء مجموعة العشرين، كان لا يزال ينظر إلى الاقتصادات الناشئة باعتبارها أهم مصادر الأزمة المالية الدولية. لكن، تغيرت هذه النظرة بشكل ملحوظ بعد الأزمة المالية الكبرى (2007-2009)، عندما تم اختيار مجموعة العشرين كمنتدى مفضل لتنسيق جهود التعامل مع الأزمة. ثم تغير وضع مجموعة العشرين وبدأت الأنشطة تشمل قمة لرؤساء الدول أو الحكومات. كانت قمة مجموعة العشرين لعام 2009 في لندن بمثابة لحظة فاصلة للتنسيق الاقتصادي العالمي، حيث تعهدت الدول الأعضاء بتوفير 1.1 تريليون دولار لدعم تمويل التجارة والمنظمات المالية الدولية. ومنذ ذلك الحين، تطورت مجموعة العشرين لتصبح المنتدى الرئيسي لمناقشة وتخطيط ومراقبة الاقتصاد العالمي. وعلى نحو هام، بدأ يُنظر إلى الاقتصادات الناشئة الممثلة في عضوية مجموعة العشرين على أنهم شركاء متساوون أو جزء من حل الأزمة التي نشأت في الاقتصادات المتقدمة بدلاً من كونها مصادر للمشاكل المالية .
وربط التحليل تغير وضع اقتصادات الأسواق الناشئة داخل مجموعة العشرين في الغالب بأدائهم الاقتصادي وزيادة تأثيرهم في الأنشطة والتمويل العالمي. وقال في حين كانت دول مجموعة السبع تمثل 73% من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي بالدولار الأمريكي لمجموعة العشرين عندما تم إنشاء المنتدى، فإن هذا العدد قد تقلص إلى 60% خلال ذروة الأزمة المالية الكبرى ويقارب 50% حالياً. في المقابل، زادت اقتصادات الأسواق الناشئة من حصتها في الناتج المحلي الإجمالي ضمن مجموعة العشرين من 15% إلى 25% في ذروة الأزمة المالية الكبرى إلى 34% حالياً. وكانت الدول الكبيرة في مجموعة بريكس ومجموعة ميست في مقدمة هذا المسار .
وبحسب التحليل فإن الصين والهند وإندونيسيا وتركيا وكوريا الجنوبية وروسيا أفضل دول مجموعة العشرين نمواً في القرن الحالي، مشيراً إلى أنه وتحت قيادة هذه الدول، تمكنت دول مجموعة بريكس ودول مجموعة ميست من تحقيق نمو أسرع بواقع 8.6 و2.4 مرة على التوالي من دول مجموعة السبعة من حيث القيمة الاسمية بالدولار الأمريكي. وتمثل مجموعة بريكس حالياً حوالي 27% من اقتصادات مجموعة العشرين، في حين تمثل دول ميست حوالي 5% من تلك الاقتصادات.
وذكر البنك وخلال الأعوام الخمسة القادمة، يقدر صندوق النقد الدولي أن دول مجموعة بريكس ودول مجموعة ميست ستستمر في النمو بوتيرة أسرع من اقتصادات مجموعة السبعة. وخلال الفترة من 2019 إلى 2023، يُتوقع أن تنمو دول مجموعة بريكس ودول مجموعة ميست أسرع بواقع 2.2 و1.8 مرة من اقتصادات مجموعة السبعة، حيث ستمثلان 31% و6% على التوالي من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي بالدولار الأمريكي لمجموعة العشرين.
وتوقع QNB أن يستمر التقارب الاقتصادي العالمي، متوقعاً أن تزيد أهمية مجموعة العشرين كمنتدى للحوكمة مع تزايد الأهمية النظامية للاقتصادات الناشئة الرئيسية في تحقيق الاستقرار المالي والنمو العالمي.
أشغال تستكمل الأعمال الرئيسية لمشروع البحيرات الموسمية لتخزين المياه المعالجة
وزير المالية يقرع جرس افتتاح السوق في بورصة لندن إيذانا بانطلاق يوم قطر
