كشف المهندس يوسف خالد الخليفي مدير إدارة الشؤون الزراعية لـ لوسيل بأن قطر أشرفت علي تحقيق اكتفاء ذاتي من التمور، مشددا على أن الوزارة سوف تحرص على الاستمرار في تحقيق الجودة العالية في الانتاج، لكون ان التمور الوطنية تدخل الآن في منافسة للمنتجات المستوردة من الخارج وتحرز نجاحات.
وأشار إلى ان إنتاج النخيل يشهد طفرة هائلة اثر 3 تقنيات اتبعتها الوزارة وهي زراعة الأنسجة والتلقيح السائل وتجفيف المنتجات، وذلك خلال الـ 3 أعوام الماضية، مؤكدا بأن الخبراء في ادارة البحوث يرون أن النخيل النسيجي خال تماما من الامراض ونموه اسرع من النخيل العادي، وهو ما يعكسه المنتج منه بالفعل، جاء ذلك على هامش افتتاحه لفعالية التمور أمس بساحة المزروعة.
وتشهد الساحة 3 فعاليات في فعالية واحدة تضمنها مهرجان التمور علي مدار 3 أيام تختتم السبت، الفاعلية الأولى تتعلق بعرض منتجات تمور تم تصنيعها في قطر تصل لـ 30 نوعا من الحلويات والبسكوت والتمور المعلبة والمحشوة بكافة انواع المكسرات بسعر يتراوح بين 150 ريالا و 750 ريالا، بينما توجد عبوات تصل لـ 60 ريالا.
وتضم الفاعلية الثانية 10 انواع من اجود انواع التمور المجففة ومنها الخلاص، الشيشي، الخنيزي، اما الفاعلية الثالثة والأخيرة فتضم منافذ لتوزيع فسائل نخيل مدعومة بحد اقصي 5 شتلات وبسعر مدعوم يصل لـ 85 ريالا للفسيلة الواحدة، ويحق لكل مواطن بالدولة أن يبرز بطاقته ويحصل على حصته بالسعر المدعوم بداية من شهر ابريل المقبل وليس الان، بينما السعر الاقتصادي للفسيلة الواحدة يصل إلى 225 ريالا كحد أدنى و250 ريالا كحد أقصى.
ويضم المنفذ فرنا يبين كيفية تجفيف التمر الي جانب باحثين يتولون شرح طرق إكثار وإستنباط نخيل الأنسجة، ومن الملاحظات علي المعرض ان التمور المصنعة غالبيتها مستوردة من دول في المنطقة ولا تعتمد عمليات التصنيع علي المنتجات المحلية ،وبالنسبة للتمور الوطنية قال لنا بعض العارضين انهم يشاركون بتمورهم في المهرجان بينما يتبرع غالبيتهم بمنتجات التمور لجمعيات خيرية وللفقراء وعلى سبيل الهدية.
وشارك في افتتاح الفعالية السادة : يوسف الخليفي - مدير إدارة الشؤون الزراعية- وحمد الشمري - مساعد مدير إدارة البحوث الزراعية - وعبدالرحمن السليطي - المشرف العام على ساحات المنتج الزراعي- وخليفة الانصاري - رئيس قسم شؤون المزارع - وبحضور عدد من أصحاب المزارع المنتجة للتمور.
الانتاج الكلي
وتشير بيانات ادارة الشؤون الزراعية أن العدد الكلي للمزارع المسجلة في دولة قطر يبلغ 1340 مزرعة منها 839 مزرعة نشطة ومعظمها تزرع النخيل وتنتج أنواعاً مختلفة من التمور ، وتقدر المساحة الكلية المزروعة بأشجار النخيل 2598,5 هكتار تمثل 20.83% ، بينما يبلغ الإنتاج الكلي للتمور 31.2 الف طن، والعدد الكلي لأشجار النخيل داخل المزارع 469616 نخلة، وبلغت النسبة المئوية من الاكتفاء الذاتي للتمور 88.4% وتستورد الدولة نحو 4396 طناً من التمور وتصدر 181 طناً.
وخلال جولتنا بالمعرض لفت انتباهنا تباين في اسعار التمور ووصل سعر كيلو التمر المبروم الى 35 ريالا تعرضه شركة محاصيل ،ووصلت اسعار العبوة 400 جرام المجففة من التمور من 4 ريالات وحتي 10 ريالات ،بينما التمور المجففة غير المعلبة بـ 7 ريالات وتوجد عبوات اخرى من التمور المستوردة تتعدي الـ 150 ريالا للكيلو تعرضعها شركة حقول المملوكة لشركة حصاد ،بينما تباع عبوات 500 جم من التمور السكري بسعر يتراوح بين 25 وحتي 30 ريالا وتصل نسبة الانخفاض لاسعار التمور بالفعالية لنسب تتراوح من 20 وحتي 40%.
دعم المستلزمات
وحول رؤيته لتطور زراعة النخيل بالدولة قال يوسف احمد الطاهر صاحب مزرعة العطورية لـ لوسيل في مزرعتي 1400 نخلة توفر لنا الدولة جانبا من مستلزمات الانتاج باسعار مدعمة ونشتري ما نحتاجه بعد ذلك من الاسواق وعلي سبيل المثال السماد والمخصبات نشتريها بـ 150 ريالا ككلفة للنخلة الواحدة في العام ،مؤكدا بأنه يتعامل مع مطعم يصنع له منتجات التمور ويطرحها بعد تعليبها للبيع بمتوسط اسعار 60 ريالا للكيلو.
واوضح الطاهر بانه يشتري فسيلة النخلة الواحدة باسعار تتراوح بين 170 وحتي 220 ريالا، الا ان غالبية ما يحتاجه من فسائل يتولي مهندسون لديه بالمزرعة اكثارها.
ويختتم يوسف احمد بالقول ان تواجدنا بالساحات الزراعية يجعلنا نتعامل مباشرة مع المستهلك وهو ما يخلق ألفة وتعاونا بين المنتج والمستهلك.
ويرى محمود جعفر - مستهلك- ان مهرجانات الرطب وكافة مهرجانات الساحات الزراعية تطرح المنتجات فيها باسعار اقل وتكون اكثر جودة لذلك يفضل الشراء منها وهي تجربة تجتاح للتعميم. وفي ذات السياق يقول المهندس الزراعي محمد ابراهيم عطية بان المزارع التي تشارك في الساحات يتم انتقاؤها علي اساس تميزها وجودة انتاجها وعدم ارتكابها اية مخالفات ومزارعو النخيل يحتاجون المزيد من الدعم .ويطالب محمد ماهر الموظف بشركة عساك التي تعمل بمجالات تسويق منتجات التمور بفتح منافذ تسويق وتوزيع اوسع لتلك المنتجات.
6 فعاليات
وفي اعقاب افتتاح الفعالية قال يوسف الخليفي لـ لوسيل إن هذه الفعالية تعد الثانية من نوعها في ساحات المنتج الزراعي لهذا الموسم، وثمة 6 فعاليات اخري مقبلة. وأشار إلى إن الفعاليات تهدف في الأساس الى زيادة اقبال الزوار والجمهور على ساحات المنتج الزراعي من جهة والترويج للمنتجات المحلية والتعريف بالمزارع.
وأكد الخليفي أن فعالية التمور تعد المكمل لمهرجان الرطب المحلي والذي اقيم في الصيف الماضي، لافتا ان تركيز المهرجان كان على مختلف أصناف الرطب المحلية المنتجة في قطر، لتأتي فعالية اليوم مكملة ومتابعة للفكرة الرئيسية لترويج المنتج المحلي وابرازا للمرحلة الثانية من الفكرة وهي طريقة تصنيع التمور بمختلف اشكالها مثل التمور المجففة وغيرها من أنواع التمور، وتستمر هذه الفعالية على مدار 3 ايام ترتكز على هذه النوعية من المنتجات المحلية. وأوضح أن مشاركة المزارع في الفعالية مميزة ورائعة حيث تم دعوة عدد كبير من المزارع والشركات المحلية للمشاركة في الفعالية وابراز دور المنتجات المحلية، وقد شارك عدد لا بأس به من المزارع في الفعالية.
غرف التجفيف
وأكد الخليفي أن عملية تنمية التمور وتصنيعها عملية مستمرة لا تعتمد على فعاليات ومهرجانات محددة انما تأتي هذه الفعاليات مروجة لتلك المنتجات وداعمة لها.
واضاف أن الدولة تقوم بدعم كبير ومشكور للمنتجات المحلية التي تنتجها أصحاب المزارع القطرية بأشكال مختلفة، حيث تعنى ادارة البحوث الزراعية بالوزارة بالأبحاث المرتبطة بالتمور وانتاجها واشكال تصنيعها بالطرق الحديثة، مؤكدا ان هناك عدة تجارب تم دعمها من ضمنها غرف التجفيف والتي تعمل على تحسين خواص المنتج وقد تم تخصيص عينة من تلك الغرف بالفعالية لتعريف الجمهور بها ، وهناك ابحاث يتم الاشراف عليها مثل رش السائل حيث تقوم هذه التقنية باختصار الوقت على المزارعين الذين لديهم كميات كبيرة من الانتاج بمزارعهم. وكشف اكرم مسؤول الزراعات النسيجية بمحطة الاكثار ان ثمة صنفا يسمي بالمجهول هو في طور التجارب الان ادخلنا زراعته للدولة وحال تعميمه من الممكن ان يصل ثمن الكيلو من تمره الي 150 ريالا ويمتاز بجودة فائقة.
مشاركة واسعة
وأشار خليفة الانصاري رئيس قسم شؤون المزارع الى ان هناك اهتماما كبيرا واقبالا واضحا من المزارع والشركات المحلية، حيث شاركت 12 مزرعة و3 شركات مختلفة ومحلية خلال هذه الفعالية.
واضاف ان الفعالية تهدف للتعريف بأنواع واصناف التمور المختلفة وابراز اهمية تراث وشعبية هذا المنتج لدى المواطنين، ويظهر حجم الانتاج القطري للمستهلك، ولفت ان ابرز الانواع المطروحة في السوق هي: الخلاص الشيشي، الخنيزي، وتختلف أنواع التمور حسب الحجم والشكل والمذاق. بينما أكد السيد حمد الشمري مساعد مدير ادارة البحوث الزراعية ان الوزارة ممثلة في ادارة البحوث الزراعية تهدف من هذه المشاركة الى الاهتمام بشقين رئيسيين الاول هو اكثار النخيل نسيجيا ومراحل اكثارها نسيجيا حيث ان هذا النخيل النسيجي خال تماما من الامراض والاضرار النباتية ومقاوم للأمراض ونموه سريع اسرع من النخل العادي، وأما الشق الاخر هو مشروع تجفيف التمور لافتا ان هذا المشروع مشترك بين دولة قطر ودول الخليج بدعم من الامانة العامة للمجلس التعاون ، ويهدف هذا المشروع الى التعريف بكيفية تجفيف التمور بطرق الحديثة لتقليل الفاقد من التمور والمحافظة عليها بحيث يكون هناك تجربة مبسطة يتم نقلها الى المزارعين حتى يتم تقليل التكلفة المالية لتجفيف التمور.
في انتظار الجمهور
أشار عبدالرحمن السليطي المشرف العام على الساحات المنتج الزراعي ان أسعار التمور المطروحة في السوق هي في متناول الجميع لافتا ان أسعار التمور أقل من اسعار المنتجات في المحلات الاخرى. وقد تم التنسيق مع المزارعين والشركات المحلية لتخفيض الاسعار عن الاماكن الاخرى لجذب الجمهور للمنتجات المحلية وترويجها، مشيرا إلى أن الهدف من إقامة هذه الفعالية هو الترويج للمستهلكين أكبر، والتسويق للمزارع ومختلف انواع المنتجات المحلية وتنشيط عمل الساحات الزراعية، وجذب جمهور أكبر لتلك الساحات.