أشاد سعادة السيد فيكتور تسفيركون سفير جمهورية مولدوفا لدى الدوحة، بالعلاقات الدبلوماسية بين بلاده ودولة قطر، وقال: إن قطر أول دولة عربية تفتتح سفارة لها في العاصمة المولدوفية كيشيناو.
وكشف السفير تسفيركون في حوار لـ لوسيل بمناسبة اليوم الوطني، عن أن البلدين يعملان على اتفاقيات جديدة بمجالات الزراعة والطيران المدني ومنع الازدواج الضريبي من أجل التوقيع عليها مستقبلاً، وقال إن بلاده تتطلع لرؤية المزيد من الاستثمارات القطرية وتقدم حوافز حكومية للشركات التي ترغب في الاستثمار.
وشدد السفير على أن مولدوفا تتطلع للاستفادة من تجربة دولة قطر في مجال رقمنة التراث الثقافي والمكتبات الوطنية، موضحاً انه يترقب زيارة لرئيس وزراء مولدوفا للدوحة برفقة عدد من رجال الأعمال لبحث الاستثمارات عالية المستوى بين البلدين.
بداية سعادة السفير نود أن نسلط الضوء على العلاقات الدبلوماسية بين قطر ومولدوفا؟
كما تعلمون، أقامت جمهورية مولدوفا ودولة قطر علاقات دبلوماسية في 13 يونيو 1997 وتبع ذلك تعيين أول سفيرين غير مقيمين للبلدين (سعادة الدكتور حسن النعمة في نوفمبر 1999) وأنا سفيراً لجمهورية مولدوفا في مارس 2003) وكلاهما كانا في أنقرة. ومنذ ذلك الحين وحتى الآن هناك حوار وتعاون نشط بين البلدين يقوم على مبدأ الصداقة والمعاملة بالمثل.
وفي 2013 تم افتتاح أول سفارة لجمهورية مولدوفا في الدوحة، لتصبح الأولى من نوعها في دولة عربية وافتتاح سفارة دولة قطر في كيشيناو لتصبح أول سفارة عربية في جمهورية مولدوفا، مما يؤكد نية بناء علاقة متبادلة المنفعة ودائمة. معيار آخر لتقييم التعاون القطري المولدوفي يُعزى إلى النهوض بالحوار السياسي والقطاعي بما في ذلك من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى ومشاركة وفود مولدوفا في منتدى الدوحة المرموق وزيارات العمل في مختلف المجالات على مستوى رئيس الوزراء والوزراء والأمين العام لوزارة الخارجية وغيرهم من الخبراء.
بالتالي يمكنني القول بأن العلاقات الثنائية تتقدم وهناك إمكانات كبيرة يجب أخذها في الاعتبار، كما تعمل السفارة بشكل مستمر للترويج للمبادرات التي من شأنها أن تعود بالفائدة على شعبي البلدين. نحن نبذل كل الجهود اللازمة لتوسيع نطاق البضائع المولدوفية المصدرة إلى دولة قطر.
وكيف هي العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين؟
سجل الميزان التجاري يميل إيجاباً لجمهورية مولدوفا في الوقت الحالي، وفي مجال الاستثمارات تعمل 5 شركات برأسمال قطري في جمهورية مولدوفا بإجمالي استثماراتها أكثر من 1.2 مليون دولار. ودعوتنا مفتوحة لرجال الأعمال القطريين لاعتبار بلدنا وجهة استثمارية وسفارتنا في الدوحة مفتوحة لتقديم كل الدعم المطلوب لمثل هذه الطلبات.
يمكن تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلدينا من خلال تعزيز الإطار القانوني، من خلال تشجيع مشاركة الشركات القطرية في نشاط المناطق الاقتصادية الحرة، والمتنزهات الصناعية في جمهورية مولدوفا، ومجمع تكنولوجيا المعلومات Tekwill الذي يوفر ظروفًا جذابة للمستثمرين الأجانب والمشاركة في العطاءات الخاصة بمشاريع البنية التحتية.
وأيضاً من خلال تنظيم الاجتماع الأول للجنة الحكومية القطرية - المولدوفية للتعاون الاقتصادي. وتنظيم بعثات تجارية ومنتديات ثنائية لتسهيل الحوار بين القطاع الخاص في البلدين. وهناك الكثير من الإمكانات في تطوير تعاوننا الاقتصادي الثنائي ونأمل مواصلة إحراز تقدم في تعاوننا.
إن الإمكانات القائمة والتشريعات المواتية القائمة على الحوافز المالية والمناطق الاقتصادية الحرة وغيرها من التسهيلات للاستثمارات يمكن أن تجعل جمهورية مولدوفا ذات أهمية كبرى في جذب الاستثمارات القطرية. وهناك فرص هائلة في القطاع الزراعي مثل توافر الأراضي والبناء، وقطاعات اخرى مثل التعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث تستفيد العديد من الشركات الأجنبية من القوى العاملة المتعلمة والماهرة المتاحة في بلدي. ومن الجدير بالذكر أنه بالنسبة لأي استثمارات تحفزها الحكومة وتقدم حوافز للشركات التي ترغب في تأسيسها في مولدوفا.
وبالتأكيد، نريد توسيع قطاعات أخرى من اقتصادنا مثل السياحة حيث نعتقد أن جمهورية مولدوفا لديها ميزات فريدة تقدمها، مثل السياحة البيئية والصيد. ونتطلع لمزيد من التفاعل بين البلدين، والمزيد من الشركات القطرية للمشاركة في المنتديات والمعارض المتخصصة وكذلك رحلات العمل المنظمة.
وهناك العديد من الحوافز التي تقدمها مولدوفا حتى تصبح وجهة استثمارية جاذبة من بينها اتفاقيات تجارة حرة مع 43 دولة من الاتحاد الأوروبي (DCFTA) ورابطة الدول المستقلة وCEFTA و GUAM وتركيا، وأيضًا دولة عضو في منظمة التجارة العالمية منذ عام 2001. ولدى مولدوفا قواعد تيسير التجارة مع كل من مناطق الاتحاد الأوروبي وأوراسيا، مما يجعل مولدوفا رابطا تجاريا بين الشرق والغرب.
وتتميز أيضاً بموقع جغرافي مناسب بما في ذلك التوافق مع المنطقة الزمنية والقرب من أسواق المبيعات الواسعة، والرحلات المباشرة مع الوجهات المهمة، وميزة كونها واحدة من البلدان المدرجة في سياسة الجوار للاتحاد الأوروبي. ولديها نظام التأشيرات لـ 100 دولة، والسكان متعددو اللغات وقوى عاملة ماهرة وبتكاليف تشغيلية تنافسية، بالإضافة للبنية التحتية المتطورة لتكنولوجيا المعلومات والنافذة الواحدة والحوافز الحكومية الخاصة ونظام مالي جذاب.
ونحن مهتمون بالمنتجات البتروكيماوية من دولة قطر في نفس الوقت نريد الاستفادة من تجربة قطر في رقمنة التراث الثقافي الوطني وفي مجال المكتبات.
وما هي المجالات والقطاعات التي يمكن أن تتعاون فيها دولة قطر؟
أحد مجالات التعاون بين البلدين هو قطاع السياحة، ومولدوفا بلد به مجموعة متنوعة من العروض السياحية لجميع الأذواق. بالطبع يمكننا أن نذكر هنا علاماتنا التراثية حيث لدينا أكبر مدن تحت الأرض في العالم مثل Cricova و Mileștii Mici. علاوة على ذلك تقدم مولدوفا أنشطة السياحة الخارجية مثل سياحة تذوق الطعام، السياحة البيئية، سياحة الحياة الريفية، صيد الأسماك والقنص. لسوء الحظ بسبب الوباء تم إلغاء أو تعديل العديد من الأحداث هذا العام، لكننا ننظم سنويًا حوالي 37 حدثًا ومهرجانًا مخصصًا للسائحين لاكتشاف تقاليدنا والاحتفال معًا من بينها مهرجان الأوبرا والباليه الدولي ماريا بيو ، ومهرجان ديسكوبيرا، ومهرجان الجاز العرقي، ومهرجان ماي دولشي وغيرها.
هل هناك زيارات ثنائية يجري الإعداد لها؟
يمكن رؤية التعاون القطري - المولدوفي النامي من خلال النهوض بالحوار السياسي والقطاعي، بما في ذلك تبادل الزيارات رفيعة المستوى، ومشاركة وفود مولدوفا في منتدى الدوحة المرموق وزيارات العمل في مختلف المجالات التي استمتعنا بها على مدى سنوات عديدة.
في الوقت الحاضر، لا تزال الزيارات الثنائية رفيعة المستوى من الأولويات، ونعمل على تنظيم زيارة رئيس وزراء جمهورية مولدوفا إلى دولة قطر برفقة وفد من رجال الأعمال، والتي ستتضمن مناقشات ملموسة حول الاستثمارات عالية المستوى في اقتصاد جمهورية مولدوفا.
كم عدد مذكرات التفاهم والاتفاقيات الموقعة وأي منها قيد التنفيذ؟
يتمتع تعاوننا الثنائي بإطار قانوني واسع النطاق، يغطي مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك. في الوقت الحالي وقع البلدان 11 اتفاقية تغطي عدة قطاعات من الاقتصاد الوطني: التدريب الدبلوماسي، والصحة، والاستثمار، والتجارة، والسياحة، والخدمات الجوية، والتعليم، وتدريب الشرطة، والثقافة، والرياضة وغيرها.
من المهم الإشارة إلى أن هناك اتفاقات أخرى في ملف التعاون الثنائي، من المتوقع أن يتم التوقيع عليها. من بينها اتفاقيات حكومية في مجال الزراعة، وتجنب الازدواج الضريبي، والطيران المدني، وما إلى ذلك ونأمل أنه مع رفع القيود المتعلقة بالوباء أن تكون هناك إمكانية توقيع هذه الاتفاقيات.
كيف تنظرون لاستعدادات قطر لاستضافة بطولة كأس العالم 2022؟
نحن متحمسون لرؤية استضافة كأس العالم 2022 لأول مرة على الإطلاق من قبل دولة عربية. لذلك، أود أن أهنئ مرة أخرى دولة قطر على الإنجاز الناجح لاستضافة بطولة كرة القدم المرموقة لكأس العالم. في هذا الصدد أود أن أشير إلى أن الاتحاد المولدوفي لكرة القدم قد صوت لصالح قطر كدولة مضيفة.
في عملية الاستعدادات بالتأكيد يمكن ملاحظة التطور السريع والقوي في البنية التحتية الذي مرت به الدولة في السنوات الماضية. سواء كان ذلك في مجال النقل أو الملاعب، فإن ما فعلته قطر حتى الآن وما زالت تفعله لتنظيم الحدث على أعلى مستوى يثير إعجابًا كبيرًا.
لدي ثقة كبيرة في أن العالم سيشهد عرضًا ويحتفل بكرة القدم كما لم يحدث من قبل.