«واقف» يستعد لانتعاشة جديدة في العيد

alarab
الملاحق 08 أبريل 2024 , 01:13ص
يوسف بوزية

تشهد مختلف محلات سوق واقف بما فيها الحلويات والمكسرات والعود والإكسسوارات والأقمشة إقبالا من المواطنين والمقيمين قبيل عيد الفطر المبارك، في ظل توافر كافة احتياجات الزبائن وتعدد وتنوع الخيارات أمامهم، كما استمر انتعاش حركة البيع والشراء خاصة لدى محلات العطور والإكسسوارات بمختلف أصنافها الرجالية والنسائية.
وأكد عدد من أصحاب المحال التجارية والزبائن زيادة حركة البيع طوال أيام الشهر الفضيل مع استمرار إقبال المواطنين والمقيمين على المحال.. لافتين إلى أن الأجواء التراثية الهادئة تستقطب العديد من الزائرين بمن فيهم الأجانب إلى جانب العديد من المواطنين والمقيمين، ما ساهم في زيادة معدل المبيعات وجذب الزوار بنسبة كبيرة.

وقال نبيل أمين، مشرف بأحد المحلات: إن سوق واقف هو أحد الأماكن المهمة في دولة قطر التي يستمتع الناس بها خلال زيارتهم والتجول فيه خلال أيام الشهر الفضيل ومن المتوقع زيادة الإقبال خلال أيام عيد الفطر المبارك، مبينا أن السوق يبقى إحدى الوجهات المفضلة للعائلات والزائرين الأجانب في مثل هذه المواسم؛ وذلك لما يتميز به من مطاعم ومقاهٍ تراثية ذات أجواء مميزة تناسب الزائرين والعائلات، فضلاً عن محلات العطارة والأقمشة والحلويات والمطاعم الحديثة، مشيراً إلى أن هذا التنوع في محلات السوق ينعش السياحة الداخلية، وهم يسعون دائماً من أجل الارتقاء للأفضل من خلال تقديم أجود الخدمات لزبائن السوق.

الأسعار في رمضان
ويؤكد محمد الذي يعمل في أحد محلات الخزف وجود إقبال كبير على محلات الحرف اليدوية مبينا أن الزبائن من الزوار الأجانب أو المقيمين الذين يحبون استكشاف التفاصيل المحلية، من خلال التسوق، لا يفوتون زيارة «سوق واقف»، لا سيما الحرف اليدوية مع عشرات المحال التراثية والمقاهي الشعبية، مؤكداً أن الناس لم ينقطعوا عن زيارة السوق طوال أيام شهر رمضان المبارك، باعتباره واحداً من أجمل الأسواق المفتوحة والمغلقة في آن واحد، وأحد أهم المعالم السياحية والمرافق التجارية الهادئة في الدوحة وأكثرها جذباً للزائرين. 
وأضاف أن ممارسة الحرف التقليدية بأيدٍ محلية أصبحت نادرة، وسوق واقف هو الذي حافظ على استمراريتها، خصوصاً أن إتقان الحرف اليدوية والمهن التقليدية لا يتم اكتسابه في المدارس والجامعات، بل يورث من الآباء والأجداد. 
وأشار إلى أن أكثر الشباب القطري لا يفضل هذه الحرف والمهن اليدوية؛ لأن أغلبهم اتجهوا إلى الهندسة والحاسوب والإدارة والبزنس.

العود
وأكد مظهر الخزاعي بائع بأحد المحلات أنهم دائماً ما يستعدون لمواسم الأعياد بتوفير نوعيات مختلفة من العود الأصلي الذي يستخدمه المواطنون في منازلهم ومجالسهم، والذي يتم جلبه من الهند وميانمار وماليزيا، لافتاً إلى أن الأسعار لم تشهد أي زيادة خلال شهر رمضان وكذلك لن تشهد زيادة خلال أيام العيد، حيث يُباع العود البورمي والذي يعد أغلى الأنواع بسعر 350 ريالاً، والكلاكاسي الهندي بـ 200، والموروي الهندي بـ 150 ريالاً، وأخيراً الماليزي بـ 100 ريال للتولة.


مستلزمات «مستوردة»
ويرى حسن إبراهيم أن محلات الحلويات والمكسرات شهدت إقبالا قياسيا خلال هذه الفترة، وأشار إلى أنهم قاموا باستيراد مستلزمات محلاتهم من عدة دول، من بينها لبنان وتركيا وإيران والهند وأمريكا، الأمر الذي ساهم في تعدد الخيارات والبدائل أمام الزبائن.
وأكد أن سوق واقف أكثر من مجرد وجهة تسوق تقليدية لأنه مكان مليء بالذكريات والحكايات البسيطة حيث ساهم في تعزيز التواصل والترابط بين مختلف الفئات المجتمعية من خلال اللقاءات اليومية، وهو ملاذ الكثير من الناس على اختلاف مشاربهم وأذواقهم ويحتضن الكثير من أصحاب المهن البسيطة والبضائع التراثية الجميلة، وأشار إلى أن السوق كان أكثر بساطة وأقل صخباً وطاله العمران الحديث فامتلأ بالمطاعم والفنادق المصنفة خمس نجوم معتبراً أن كبار السن من أصحاب المحلات القديمة لا يشتغلون في السوق بقدر ما «يعيشون» فيه منذ أكثر من 50 عاماً، ولا أحد من هؤلاء التجار يستغني عن ألفة هذه الجدران العتيقة وألفة الزبائن. 

شهر الخير
أما نبيل العمودي فيقول: إن رمضان هو شهر الخير والبركة على أصحاب المحلات التجارية في السوق الذي أصبح مكاناً للتراث القطري وواجهة سياحية ومقصداً تراثياً وسط التنمية العمرانية السريعة التي تزخر بها الدوحة. وأكد أن شهر رمضان يمنح أجواء السوق نكهة مميزة خاصة لدى المواطنين والمقيمين، حيث تتوافر فيه الأكلات الشعبية التقليدية، وكذلك يلتقي فيه الأصدقاء للتسامر في المطاعم أو المقاهي المنتشرة في أرجاء السوق. منوهاً بأن العديد من السائحين بمن فيهم من دول الجوار يتوافدون خلال هذه الفترة خاصة مع حلول عيد الفطر المبارك، خاصة أن إدارة السوق اعتادت على تنظيم فعاليات متنوعة لجذب أكبر عدد ممكن للجماهير حسب ثقافاتهم وأذواقهم.

رواج المبيعات 
من جهته، أكد جاسم عباس أن المحلات التجارية في السوق شهدت طوال أيام شهر رمضان المبارك نشاطاً في حركة البيع؛ نظراً لزيادة الإقبال من جانب المواطنين والمقيمين، وقال: «إن السوق كان يشهد إقبالاً مضاعفاً خاصة طوال أيام رمضان؛ كما انه يستقبل العديد من الزائرين طوال أيام الأعياد كما أن السوق يستضيف عدة فعاليات على مدار العام وخاصة في فصل الشتاء.
وأكد حسين فضل أن محلات الحلويات والمكسرات تصدرت حركة البيع طوال الأيام الماضية في ظل زيادة الإقبال من المواطنين والمقيمين وارتفاع نسبة رواد السوق، حيث تراوح سعر كيلو الشوكولاتة ما بين 80 و300 ريال حسب النوع والجودة، أما المكسرات فتتفاوت بين 60 و280 ريالاً، وهناك الحلوى القطرية والرهش تتراوح بين 90 و200 ريال، وأشار إلى أنهم قاموا باستيراد مستلزمات محلاتهم من عدة دول، من بينها لبنان وتركيا وإيران والهند وأمريكا، الأمر الذي ساهم في تعدد الخيارات والبدائل أمام الزبائن.

محلات التراث
وقال ارمان، مشرف مبيعات بأحد محلات سوق واقف، إن حركة البيع تشهد انتعاشاً كبيراً خلال هذه الفترة مع استمرار إقبال المواطنين والمقيمين على السوق وزيادة عدد السياح الذين كانوا يزورون الدوحة بشكل عام.. لافتاً إلى أن العديد من رواد السوق الأجانب يرغبون في اقتناء السيوف العربية القديمة.

نوعيات مختلفة من الأقمشة 
وقال بدر العلي إن أصحاب محلات بيع الأقمشة وفروا مختلف النوعيات من الأقمشة البيضاء اليابانية المفضلة لدى المواطنين، والتي يصنعون منها الثياب الرسمية، استعدادا للعيد حيث يوفرون نوعيات مختلفة وأبرزها اللكزس والشكيبو والتيوبو، لافتين إلى أن المواطنين يفضلون شراء طاقة كاملة من القماش والتي تصنع 6 أو 7 ثياب على حسب الحجم، وتباع طاقة اللكزس بـ 350 ريالاً، والشكيبو بـ 450 ريالاً والتيوبو بـ 600 ريال.
فيما قال دانيش ريزفي الذي كان يبحث عن أحد محال العطارة إنه يحب التجول في الأماكن السياحية خلال النهار وذلك لرؤية معالمها جيداً، مؤكداً أن المحال التراثية المنتشرة في أكثر من مكان ضمن سوق واقف أعجبته كثيراً من حيث البساطة، وقد شكلت له قطر محطة مهمة للتعرف إلى أفضل النماذج عن العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، بحسب ما قرأه في الصحف كما لمسه على أرض الواقع. 
وأكد أن المقاهي الشعبية المكشوفة والمحال التراثية الصغيرة في السوق تجذبه بساطتها رغم المولات الكبيرة ومقاهي الكوفي شوب ذات العلامات التجارية المعروفة العاملة في الدوحة.