المدير التنفيذي لمعهد الدوحة للأسرة عضو مؤسسة قطر لـ «لوسيل»:

العزل المنزلي أتاح فرصة لتقوية الأواصر الأسرية

لوسيل

الدوحة - لوسيل

قالت الدكتورة شريفة العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة عضو مؤسسة قطر، إن العزل المنزلي بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن فيروس كورونا كوفيد- 19 كوباء عالمي، يتيح فرصة كبيرة لتعزيز الترابط وتقوية الأواصر الأسرية.

وقالت الدكتورة العمادي في تصريح لـ لوسيل بمناسبة يوم الأسرة في قطر إن العديد من الدول في جميع أنحاء العالم اتخذت تدابير وإجراءات للحد من انتشار هذا الوباء، وقد أدى ذلك إلى إغلاق المدارس، والمطاعم، ومعظم الأماكن العامة، بينما دعت العديد من المنظمات موظفيها للعمل عن بعد. مما يعني أن الطلاب سيكملون دروسهم بالتعلم عن بعد من المنزل، كما سيواصل الآباء مهام عملهم من المنزل، وبالتالي، سيقضي أفراد الأسرة المزيد من الوقت معًا.

وأضافت الدكتورة العمادي، بالرغم من أن هذا قد يكون وقتًا صعبًا ومربكًا للآباء والأبناء على حد سواء، إلا أنه من المهم أن تتم المحافظة على الإيجابية والتفاعل، وأن نعتبر هذه المرحلة كفرصة لتعزيز الروابط الأسرية من خلال القيام بأنشطة صحية وإبداعية ممتعة تجمع بين كافة أفراد الأسرة .

وأظهرت دراسة أجراها معهد الدوحة الدولي للأسرة حول قوة الروابط الأسرية في قطر والأردن وتونس، أن هناك سبع نقاط قوة رئيسية مشتركة بين الأسر العربية، وهي: المسؤولية، والدعم، ومهارات التواصل الجيدة، والاحترام، ونقل التقاليد، والقدرة على التكيف، والحب. وقد يكون الوقت الذي يقضيه أفراد العائلة معًا فرصة لمواصلة تعزيز نقاط القوة والقيم هذه.

وحول الأنشطة التي يمكن لأفراد الأسرة ممارستها معًا لتحفيز الأبناء على مدار اليوم، قالت العمادي إنه يمكن للوالدين إشراك أطفالهما من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل إكمال عملهم المدرسي، ولعب ألعاب الطاولة وأنواع أخرى من الألعاب، وقراءة الكتب، ومشاهدة الأفلام، وممارسة الحرف اليدوية، والحفاظ على النشاط البدني، فهذا هو الوقت المناسب للتواصل مع الأطفال وترسيخ القيم والتقاليد العائلية الرئيسية.

سلوكيات غير صحية

وأظهر بحث أجراه معهد الدوحة الدولي للأسرة، مؤخرًا أن 32% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 15 عامًا في قطر يتناولون وجبة الإفطار أقل من ثلاث مرات أسبوعيًا، بينما يتناول 43% من المراهقين الوجبات السريعة 3 - 7 مرات في الأسبوع.

وأضاف أن هذه السلوكيات غير الصحية تؤثر سلبًا على صحتهم ورفاههم. وبالتالي، هذه فرصة مناسبة لتعليم الأطفال خيارات الطعام الجيدة وعادات الأكل الصحية وأهميتها لنموهم وتطورهم. وفي نفس الوقت، هذا هو الوقت المثالي للآباء لتناول ثلاث وجبات يوميًا مع أطفالهم والاستفادة من هذا الوقت للتواصل وتبادل الخبرات وتقديم الدعم العاطفي.

كما أوضحت الأبحاث التي أجراها معهد الدوحة الدولي للأسرة أن نسبة من عينة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 15 سنة في قطر، يقضون أكثر من ست ساعات في اليوم على الإنترنت، كما يفضل 60% من المراهقين قضاء أوقاتهم في تصفح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من قضاء الوقت مع الأسرة.

ونظرًا لأن الأطفال يقضون حاليًا المزيد من الوقت في المنزل مع عائلاتهم حتى تعاود المدارس فتح أبوابها، من الوارد أن يقضوا وقتًا إضافيًا على هذه المنصات، مما قد يضر بسلامتهم العقلية والجسدية. نتيجة لذلك، يجب على الآباء تشجيع أطفالهم - بحسب أعمارهم واهتماماتهم - على ممارسة الأنشطة البدنية، ومشاركتهم ألعاب الفيديو والانخراط في أنشطة أخرى عبر الإنترنت، وقراءة الكتب.

وقد يوّلد انتشار وباء فيروس كورونا في العالم شعورًا بالهلع والخوف لدى الأسر، وهنا تتجلى قيمة الأسرة، وضرورة تدعيم أواصر المحبة والتلاحم بين أفرادها وتقدير الأجواء العائلية.