نظمت كلية الدراسات الإسلامية التابعة لجامعة حمد بن خليفة مؤتمرا خاصا لمناقشة الروابط الوثيقة بين ريادة الأعمال والسياسات العامة والتعليم تحت عنوان: ثلاثية ريادة الأعمال والسياسة العامة والتعليم .
وركزت النقاشات على قضايا ريادة الأعمال والابتكار التي تتناول بشكل مباشر رحلة قطر للتحول إلى اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، وقادر على المنافسة عالميا ولديه المرونة الكافية لمواكبة التأثير الثقافي الخارجي.
وأكد المشاركون ضرورة تبني فكر ريادة الأعمال في المجتمع القطري تحقيقا لرؤية الدولة 2030 والتي ركزت على تنويع الاقتصاد والتقليل من الاعتماد على النفط والغاز كمصدر وحيد للدخل، مشددين على ضرورة تكاتف كافة الجهات المعنية بدعم وتطوير ريادة الأعمال في الدولة.
وبينوا ضرورة العمل على تغير الفكر لدى الشباب القطري وتشجيعهم على الدخول إلى عالم ريادة الأعمال عبر سياسات التعليم المختلفة للخروج بهم من زاوية الراحة إلى زاوية الإنتاج والعمل مما يدعم الاقتصاد الوطني.
فرص تدريبية
وأكد المدير التنفيذي للإستراتيجية وتطوير الأعمال في بنك قطر للتنمية حمد خميس الكبيسي أن البنك سيطرح مجموعة من الفرص التدريبية والبرامج النوعية بالتعاون مع معاهد وجامعات عالمية لزيادة الوعي لدى رواد الأعمال.
وقال الكبيسي إن البنك أعد 77 دراسة حول الأسواق المحلية بالإضافة إلى 306 خدمات لرواد الأعمال القطريين والشركات الصغيرة والمتوسطة ودراسات جدوى نتج عنها مشاريع بقيمة 427 مليون ريال قطري خلال العام الماضي.
وأوضح أن إستراتيجية بنك قطر للتنمية تركز على إزالة التحديات والمعوقات الخاصة بالوصول إلى المعلومات والتدريب، لذلك شارك البنك في برامج تدريبية مختلفة ومسابقات مثل مسابقة الفكرة ومسابقة نهاية الأسبوع في كل من جامعة قطر وجامعة حمد بن خليفة، بهدف تطوير القدرات بحضور 1100 مشارك، وشمل 13 ورشة للبرنامج التأسيسي، و12 ورشة خاصة ببرنامج إدارة الابتكار، و6 ورش خاصة ببرنامج التدريب الصناعي، بالإضافة إلى تدريب ريادة الأعمال وتدريب قطاع الأغذية.
وحول برامج ريادة الأعمال وتطوير مهارات رواد الأعمال قال الكبيسي إنها تعد أحد الأهداف الرئيسية المنوطة بالبنك، حيث يقوم بالتعاون مع الجهات المختلفة بوضع برامج تدريبية لتحسين إنتاجية وكفاءة رجال الأعمال وتحسن من إنشاء الأعمال وتسييرها بالطريقة الأفضل.
وأشار إلى أن البنك مشارك رئيسي في مؤتمر ريادة الأعمال بالتعاون مع جامعة قطر في العامين الماضيين وسيشارك في المؤتمر خلال العام الحالي. ومن ضمن خطة بنك قطر للتنمية إعداد برامج تدريبية يستفيد منها طلاب الجامعات وذلك بالتعاون مع جامعة قطر ومركز ريادة الأعمال.
تغير الفكر
إلى ذلك أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة إنجاز قطر عماد الخاجه أن اهم التحديات التي تواجه ريادة الأعمال في قطر هو تغير الفكر والعقلية المسيطر على الشباب والخروج بهم من زاوية الراحة، لافتا إلى أن كافة أدوات النجاح موجودة أمام الشباب في الدولة.
وبين أن المؤتمر يمثل اجتماع كافة الجهات ذات العلاقة بريادة الأعمال في دولة قطر من أجل دراسة أبزز التحديات والمشكلات التي تواجه رواد الأعمال من أجل الوصول إلى الحلول لتطوير وتعزيز ريادة الأعمال بين الشباب، لافتا إلى أن كل الجهات لها دور في بناء نظام ريادة الأعمال.
وأشار إلى أن مؤسسة إنجاز قطر هي مؤسسة غير ربحية تعمل على إلهام الشباب وإعداده للنجاح في الاقتصاد العالمي، تعنى بتثقيف الطلاب وتعريفهم بمفهوم الجاهزية للعمل، ريادة الأعمال والثقافة المالية من خلال برامج تجريبية تعليمية، لافتا إلى أنه يشارك في برامجها عشرة ملايين طالب سنويًا في أكثر من 122 بلدًا.
وأوضح أن مؤسسة إنجاز قطر استطاعت خلال السنوات العشر الوصول إلى أكثر من 25 ألف طالب وطالبة بمختلف المؤسسات التعلمية عبر 70 من المدارس الحكومية والخاصة و7 من الجامعات، مشيرًا إلى أننا عملنا على تحويل الأفكار إلى شركات صغيرة عبر برنامج يهدف إلى تنمية المشاريع الطلابية بمساعدة فريق من المتطوعين هم أصحاب اختصاصات مختلفة في إدارة الأعمال ودورها يتمثل بدفع الطلاب إلى الابتكار من خلال تقديمها الدعم التعليمي والتوجيهي اللازم لهم.
المؤسسات التعليمية
قالت الرئيس التنفيذي لحاضنة قطر للأعمال عائشة المضاحكة إن الحاضنة تأسست منذ قرابة ثلاث سنوات، وتحتضن 56 شركة مختلفة، مشيرة إلى أن الحاضنة تمكن رواد الأعمال من إنشاء وتنمية شركاتهم من خلال توفير الاحتضان والتطوير والاستثمار والربط. وأضافت المضاحكة: نهدف إلى تطوير شركات قطرية بقيمة 100 مليون ريال قطري في قطر. فتأسيس الشركات تحت مظلة الحاضنة أو بنك قطر للتنمية ساعد رواد الأعمال على تأسيسها وتطورها، مشيرةً إلى أن قوانين الاستثمار تطورت كثيرًا الفترة الماضي، وهناك قوانين تحتاج إلى تطوير لتسهيل البدء في المشروعات بالنسبة لرواد الأعمال.
وأكدت أن الحاضنة تسعى إلى المساهمة في دراسات ريادة الأعمال وفخورون بالشراكة مع المؤسسات التعليمية في هذا الإطار، وهناك إقبال كبير من جانب الشركات لتمويل مشروعاتها، ونقوم باختيار تمويل الأفكار التي فيها إبداع وابتكار أكثر، في إطار تطوير اقتصاد قائم على المعرفة بما يحقق تنويع مصادر الدخل.
وبحسب البيانات المحدثة لحاضنة قطر للأعمال وصلت استثمارات الشركات المحتضنة والمستفيدة من برنامج التمويل الذكي 2.1 مليون ريال قطري، فيما يبلغ حجم إنتاجها 13.8 مليون ريال قطري.
وتركز الحاضنة على تدريب رواد الأعمال لتسريع نمو الشركة الناشئة وزيادة قيمتها، حيث صممت جميع توجيهات الحاضنة لتتناسب مع أعمال رواد الأعمال المختصة ومرحلة التنمية. وتهدف هذه الخدمات إلى تقديم أفضل توجيه ممكن لتحقيق النمو والنجاح للشركات الناشئة.
المشاريع الصغيرة
قال الدكتور عبد العزيز الحر الرئيس التنفيذي لأكاديمية قطر للمال والأعمال: كلنا يعلم أن الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة أصبحت تحتل جزءا كبيرا جدا من اقتصاديات الدول، وتصل مساهماتها في الدول المتقدمة إلى نسبة كبيرة للغاية حيث تشكل من 70 إلى 90% من هذا الاقتصاد.
وفي طريقها لتنويع الاقتصاد اهتمت قطر بمجال ريادة الأعمال بشكل كبير جدا حتى أنها تعتبرها واحدة من إستراتيجيات وأساليب تنويع الاقتصاد القطري، ولدينا في قطر اهتمام كبير - على مستوى القيادات والبنوك والمؤسسات وأيضا المجتمع المدني - بهذا المجال ولكن ما زلنا في حاجة إلى أن تتسق هذه الجهود مع بعضها البعض وتتناغم سويا بشكل أفضل حتى يمكننا أن نقدم لهذا المجال كل الدعم المطلوب ماديا وفنيا، وأيضا ما يتعلق بالجوانب المهارية والمعرفية. وهذا الدور هو ما تلعبه اليوم أكاديمية قطر للمال والأعمال.
وعن مدى إقبال الشباب القطري على مجال ريادة الأعمال قال: ما زال أمامنا طريق طويل لتشجيع الشباب القطري لخوض مجال ريادة الأعمال، لكن في السنوات الأخيرة كان هناك ازدياد في نسبتها ووعي متزايد في هذا المجال، صحيح ما زال كثير من الشباب يفضل أن يسلك المسار الأكثر أمانا وهو الوظيفة الحكومية في مقابل ريادة الأعمال، لكن عندنا أيضا بعض الشباب الجريء الذي بدأ يكسر هذه القاعدة ويتجرأ ببدء حياته في مجال ريادة الأعمال.
قال أحمد الجاسم رائد أعمال إن ريادة الأعمال من الأمور المهمة التي أخذت اهتماما كبيرا في دولة قطر خلال السنوات الماضية، لافتا إلى أن الموارد الاقتصادية في قطر قابلة للانتهاء مما يتطلب من الجميع عدم الاعتماد على الغاز والنفط ودعم رؤية قطر 2030 من خلال تطوير الاقتصاد الوطني بمشاريع مختلفة تحقق التنوع الاقتصادي، لافتا إلى أن ريادة الأعمال حديثة في الدولة ولابد أن تواجه تحديات ويجب علينا العمل على مواجهتها.
وقال من خلال تجربتي الخاصة في ريادة الأعمال عبر افتتاح كافيه واجهت عديدا من التحديات من عدم وجود التوجيه والإرشاد وهو تحد كبير أمام رواد الأعمال ، لافتا إلى أن التحديات التي تواجه رائد الأعمال تصقل الشخصية لتنمية الأعمال.
ووجه الجاسم رسالة إلى الشباب القطري بعدم الاعتماد على الدولة في توفير كافة الاحتياجات إذ أنها قابلة للتلاشي مما يستوجب إعادة النظر في ريادة الأعمال وافتتاح مشاريع تدعم الاقتصاد الوطني. وشدد على تدني الخدمات المقدمة من الدوائر والوزارات المعنية، مشيرًا إلى أن رواد الأعمال يحتاجون إلى دعم الجهات الحكومية من خلال إيجاد جميع الجهات الخدمية في مكان واحد بالإضافة إلى توفير الدورات التثقيفية لرواد الأعمال قبل البدء بالمشاريع.