أبدى النجم الإيفواري السابق يايا توريه الذي لعب لبرشلونة ومانشستر سيتي سعادته بالنجاح الكبير لكأس العالم في قطر على الصعيدين التنظيمي والفني، وأكد أن الجماهير من مختلف دول العالم عاشت تجربة لا مثيل لها في تاريخ بطولات المونديال في ظل الفعاليات والمباريات المثيرة التي شهدتها النسخة الحالية من البطولة.
وقال توريه في حوار خاص لـ لوسيل إن قطر كسبت الرهان من خلال الاحترافية العالية في التنظيم ووسائل النقل والمواصلات التي سهلت على الجماهير التنقل بين مختلف الملاعب والفعاليات بسهولة وبدون تكلفة وهذا يحدث للمرة الأولى.
وعلى صعيد البطولة والمباريات أبدى توريه إعجابه بالمستوى الفني وقال إن المنتخب البرازيلي تصدر المشهد من خلال المستوى الراقي الذي قدمه في دور المجموعات ومرحلة ثمن النهائي عقب تخطيه لعقبة المنتخب الكوري الجنوبي وبعرض مميز على استاد 974.
توريه رشح منتخب السامبا للمنافسة على اللقب كما توقع مواجهات مثيرة في مرحلة الدور ربع النهائي التي ستجمع أبرز المنتخبات على حد تعبيره وسيكون العالم على موعد مع إثارة ومباريات من العيار الثقيل تمهيداً لرؤية الأربعة الكبار في مرحلة الدور نصف النهائي.
في البداية سألناه عن أجواء بطولة كأس العالم والتنظيم وردود الأفعال حول الحدث العالمي في قطر، فقال: كوني شاركت في ثلاث نسخ سابقة من كأس العالم أعتقد أن التنظيم في قطر كان متميزا من حيث انتقال المشجعين واللاعبين كما أن المسافات المتقاربة بين الملاعب سهلت من مهمة اللاعبين وأيضا الجماهير التي تواجدت لحضور المباريات والفعاليات وحدث ذلك في ضوء الموقع الجغرافي لقطر التي استضافت مئات الآلاف من المشجعين خلال دور المجموعات ومرحلة ثمن النهائي، وساهم تقارب المسافات في قطر بين الملاعب في إتاحة الفرصة للجماهير لمشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، وهو أمر لم يحدث على مدار تاريخ المونديال.
كيف تابعت عملية التنقل بالنسبة للجماهير ومعايشتها للحدث العالمي الكبير في قطر؟
جماهير الكرة العالمية عاشت تجربة فريدة من نوعها في ظل سهولة التنقل وعدم تحملها لتكلفة إضافية في البطولة وهو ما ساعدها في الاستمتاع بالبطولة ومعايشة الفعاليات المتنوعة وحضور المباريات بكل سهولة وهذا في حد ذاته يعتبر نجاحاً كبيراً لدورة قطر التي كسبت الرهان وأثبتت للعالم قدرتها على تنظيم البطولة بشكل احترافي وغير مسبوق، وأعتقد أن الجماهير العالمية تفاعلت مع الحدث بشكل كبير وتعرفت على عادات وثقافة وكرم الضيافة في هذا البلد وهذا ما نلاحظه في صور الجماهير التي تلبس الثوب العربي وبألوان بلدانها وهو ما يعكس تمازج الثقافات لتبقى كرة القدم هي التي توحد الشعوب من مختلف الجنسيات خلال بطولات كأس العالم وهذا هو الهدف الذي يسعى له الاتحاد الدولي ونجحت قطر في ترجمته على أرض الواقع.
رأيك في البطولة من حيث المستوى الفني وما هي أبرز المنتخبات التي لفتت نظرك؟
البطولة ارتفع فيها المستوى الفني وبشكل تدريجي وسيبلغ ذروته في الأدوار المقبلة وحتى الآن خطفت البرازيل والأرجنتين الأنظار إضافة إلى منتخب فرنسا وسنكون على موعد مع مواجهات قوية في الأدوار المقبلة وهذه حلاوة كأس العالم التي شهدت خروج بعض المنتخبات الكبيرة ومفاجآت في مرحلة المجموعات بعد وداع بلجيكا وألمانيا، المنافسة ستكون على أشدها ونحن سعداء كمتابعين بهذا المستوى الرائع الذي تم تقديمه وهو ما يعكس نجاح كأس العالم في قطر فنياً وتنظيمياً وما زلنا نترقب في الأيام المقبلة المزيد من المتعة.
كيف تابعت تألق بعض النجوم مثل ميسي زميلك السابق ونيمار ومبابي في البطولة؟
هذا الأداء المميز سواء من ميسي أو مبابي أو نيمار ليس مستغرباً لأنهم يقدمون مستويات عالية في السنوات السابقة مع منتخباتهم وأنديتهم وأتمنى لهم التوفيق جميعا وقد نكون على موعد مع مواجهة مرتقبة بين ميسي ونيمار في مرحلة الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم، الأدوار الإقصائية المقبلة ستكون أكثر تشويقاً للجماهير ومتابعي ومحبي كرة القدم في العالم وبالنسبة لي لا أتمنى أن ينتهي كأس العالم حتى نشاهد المزيد من المتعة في المباريات.
هل كنت تتوقع المزيد من المنتخبات الأفريقية في هذه البطولة؟
المنتخبات الأفريقية تقدم مستويات جيدة في كأس العالم وتتقدم بشكل واضح وفي هذه النسخة تأهل المغرب والسنغال للدور ثمن النهائي وكانت غانا قريبة من التأهل، وينبغي أن نفخر باللاعبين الأفارقة حيث إن القارة الأفريقية متميزة للغاية واللاعبون يمتلكون قدرا كبيرا من الشغف.
لماذا أخفق منتخب كوت ديفوار في التواجد بهذا المونديال هذه المرة؟ وما سبب تراجع أداء المنتخب؟
السبب الأساسي في هذا الإخفاق لمنتخب بلدي وعدم تواجده في النسخة الحالية لكأس العالم يرجع إلى نقص الخبرة لدى الجيل الحالي اليافع للأفيال مقارنة بالأجيال السابقة.