لا يزال الجدل العالمي قائما بخصوص استخدام دواء هيدروكسي كلوروكين ، المضاد لمرض الملاريا، في علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).
ففي بداية انتشار جائحة كورونا أعلنت العديد من الدول أنها تستخدم هذا الدواء ضمن البروتوكول العلاجي للمصابين بفيروس (كوفيد- 19)، وأكد عدد من المسؤولين في تلك الدول في حينه أن العلاج يأتي بنتائج جيدة، لا سيما مع المرضى الذي وصفت إصاباتهم بالخفيفة، وأن علاج الملاريا هذا أثبت قدرته على مساعدتهم في تعافي الكثير من المرضى.
واستمرت مجموعة من الدول باعتماد هذا الدواء في البروتوكول العلاجي، وكشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من الشهر الماضي أنه يتناول هذا الدواء على سبيل الوقاية.
بقي الأمر على ما هو عليه إلى أن أعلنت منظمة الصحة العالمية في 25 مايو الماضي أنها علقت استخدام الدواء المضاد لمرض الملاريا في اختباراتها لعلاج فيروس كورونا المستجد بسبب ما أسمتها مباعث قلق .
وأطلقت المنظمة برنامج تجربة التضامن في 18 مارس الماضي لإجراء اختبارات سريرية دولية من المرحلة الثالثة والرابعة مع شركائها بهدف المساعدة على إيجاد علاج ناجع لمرض (كوفيد- 19). وحذرت المنظمة رابطات الأطباء والأخصائيين من التوصية بهذه العلاجات غير المثبتة أو وصفها للمرضى بالعدوى ومن تعاطيها كعلاج ذاتي.
عادت منظمة الصحة العالمية الأربعاء الماضي لتقرر مجددا استئناف اختبارات دواء هيدروكسي كلوروكين المضاد لمرض الملاريا في علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد.
وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهنوم غيبريسوس، إن خبراء اللجنة المعنية نصحوا بإعادة هيدروكسي كلوروكين إلى برنامج تجربة التضامن الخاص بالاختبارات الدولية للأدوية المحتملة ضد عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).
وأوضح أنه بناء على المعلومات المتوفرة حول مستوى الوفيات، قدم أعضاء اللجنة توصية مفادها أنه لا توجد أسباب لتغير بروتوكولات الاختبارات.
وأوضح المدير العام للمنظمة أن الفريق التنفيذي تلقى هذه التوصية وصادق على مواصلة تجارب كل أنواع الأدوية في إطار برنامج تجربة التضامن، بما في ذلك هيدروكسي كلوروكين.
وشدد غيبريسوس مع ذلك على أن هذا الأمر لا يعني الاعتراف بفعالية هذا العقار في علاج المرض، مشيرا إلى أنه لا توجد حتى الآن أدلة تثبت نجاعة أي دواء في خفض مستوى الوفيات جراء (كوفيد- 19).
أكد عدد من الأطباء أن دواء هيدروكسي كلوروكين ، وهو علاج قديم جدا مكتشف منذ 1955 ويستخدم في علاج الملاريا ومرض الذئبة الحمراء وأمراض الروماتيدم وبعض الخلل في جهاز المناعة، ساهم بشكل كبير في تعافي الكثير من المصابين بفيروس (كوفيد- 19) لا سيما ممن يعانون أعراضا خفيفة.
وقالوا إن العلاج له نتائج ممتازة لا سيما للحالات البسيطة والمتوسطة، مشيرين إلى أن المسحات التي أخذت من عدد من المرضى بعد تناولهم للعلاج ساهم في تغير نتيجة الفحوصات الى سلبية بشكل كبير.
وأشاروا في ندوة طبية نظمتها قناة (cnbc) أن قرار وقف الدواء في معالجة حالات (كوفيد- 19) يقوم على دراسات مغلوطة، حيث اعتمدت على مرضى يعانون مشاكل صحية كبيرة وتم الحديث عن زيادة كبيرة في عدد الوفيات دون ربطها بحجم الجرعات.
إلى ذلك قال د. حسام أمين، رئيس قسم الحالات الحرجة في مستشفى نيويورك، إن هذا العلاج من أهم خصائصه أنه يمنع الفيروس من الدخول إلى داخل الخلية، لذلك استخدامه في بداية الإصابة يساعد سريعا في الشفاء من كورونا، وأنصح أن يكون هناك توافق بين المريض والطبيب على استخدامه.
وأضاف مفعول العلاج ممتاز جدا في الأيام الأولى من المرض وهذا الدواء يستخدم منذ سنوات طويلة وليس له أي أعراض وهناك مبالغة في الحديث عن خطورته .
بدوره قال د. علي الأتاتا، الأستاذ المساعد في جامعة نيويورك، وأخصائي الصدر للحالات الحرجة أثبت هذا العلاج فعاليته في معالجة مرض السارس وهو يعمل بعدة طرق ويقلل العدوى، وهو مستعمل في العديد من البلدان، وفي بداية الأزمة استعملنا الدواء وجميع المرضى الذين استخدموه لم يدخلوا إلى المستشفى، والدواء غير سيئ .
قال د. محمد عبدالحكيم النادي، أستاذ الأمراض الصدرية والحالات الحرجة إن الدواء قديم جدا وهو مكتشف منذ 1955 ويستخدم في علاج الملاريا ومرض الذئبة الحمراء وأمراض الروماتيدم وبعض الخلل في جهاز المناعة، وهو يمنع تكاثر الفيروس داخل الخلية وله نتائج ممتازة للحالات البسيطة والمتوسطة والمسحات تتغير إلى سلبية بسرعة كبيرة.
وأضاف أن قرار وقفه يقوم على دراسات مغلوطة حيث اعتمدت على مرضى يعانون من مشاكل صحية كبيرة وتم الحديث عن زيادة كبيرة في عدد الوفيات دون ربطها بحجم الجرعات، وأعراضه طبيعية جدا.
وأشار إلى أن السبب الوحيد للامتناع عنه هو الحساسية المفرطة حتى مرضى القلب يستطيعون أن يتناولوه بإشراف طبيب قلب، كما أن سعر الدواء في متناول الجميع في حين الأدوية الجديدة المطروحة غالية جدا.
الطبيب الفرنسي ديدييه راؤول مدير المعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا، كشف في وقت سابق من بداية الجائحة أن علاج هيدروكسي كلوروكين الذي كان يُستخدم لمحاربة الفيروسات، أثبت نجاعته في علاج فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19).
وأكد الطبيب الفرنسي أن تجارب سريرية أجريت على مصابين بالفيروس أثبتت أن هذا الدواء يعطي نتائج جيدة، وبيّن أنه اقترحه منذ عشرين عاما وهو موجود في كل الكتب المرجعية في العالم، ومن بين من يوصف لهم كبار السن المصابون بمرض كورونا.
وأوضح راؤول أن العقار مركب من هيدروكسي كلوروكين و الأزيثروميسين ، حيث أظهرت أعمال أربعة فرق أنه فعال في مواجهة تكاثر أربعة أنواع من فيروسات كورونا في الخلايا.
واستشهد بتجارب الصينيين في علاج مصابي فيروس كورونا، إذ إنه وبعد تجارب سريرية صدر تقرير أولي يوصي باستخدامه لمعالجة المصابين، وبينت هذه النتائج أن الفيروس معه يختفي بعد أربعة أيام مقارنة مع عشرين يوما من دونه.
تعتمد دولة قطر بروتوكولا علاجيا لتوفير الرعاية للمصابين بفيروس (كوفيد- 19)، وأعلن د. عبداللطيف الخال، الرئيس المشارك للجنة الوطنية للتأهب للأوبئة في وزارة الصحة العامة ورئيس قسم الأمراض المعدية في مؤسسة حمد الطبية في وقت سابق أن هناك العديد من الدراسات حول العالم التي تتحدث عن أدوية ولقاحات لعلاج فيروس كورونا المستجد لكن حتى الآن لا توجد نتائج علمية نهائية تؤكد فاعلية هذه الأدوية.
وأكد د. الخال أن دولة قطر توفر جميع الأدوية من أجل علاج مرضانا ما عدا الأدوية المستجدة والتي لم يتم إنتاجها تجارياً حتى الآن.
وأشار إلى أن أنه يتم استخدام أدوية مثل هيدروكسي كلوروكوين (علاج الملاريا)، والذي وجد من خلال التجارب المخبرية والإكلينيكية أنه فعال ضد هذه الفيروسات. بالإضافة إلى (أزيثرومايسين) وهو مضاد حيوي، وهو ليس له مفعول مباشر على الفيروس وإنما يخفف من رد فعل المناعة في حال الإصابة، لأن جزءا من شدة الإصابة بهذا الفيروس يأتي من رد الفعل العنيف للمناعة في الجسم.
انقسام العالم حول استخدام عقار هيدروكسي كلوروكوين لمعالجة المصابين بفيروس كورونا المستجد، جاء عقب دراسة نشرتها مجلة ذي لانسيت الطبية في 22 مايو الماضي مشيرة إلى أن العقار غير مفيد لمعالجة مرض (كوفيد- 19) وأنه يزيد من خطر الوفاة ومن عدم انتظام ضربات القلب.
وسرعان ما انتقد قسم من الأوساط العلمية المنهجية التي اتبعها واضعو الدراسة، على غرار ما حصل عند صدور دراسات سابقة أشادت بفاعلية العقار.
ودفعت الدراسة العديد من الدول إلى وقف استخدام العقار فيما أعلنت دول أخرى أنها مستمرة في استخدامه بعد أن أثبت فاعلية في علاج حالات (كوفيد- 19).
مجلة ذي لانسيت الطبية العريقة نأت بنفسها عن دراستها السابقة بعد تعرضها لانتقادات كثيرة وأقرت في تنبيه رسمي بأن أسئلة علمية كثيرة تحيط بالدراسة.
ونشر التنبيه مساء الثلاثاء الماضي على شكل تعبير عن قلق، وهي عبارة رسمية تستخدمها المجلات العلمية للإشارة إلى أن الدراسة تنطوي على مشكلة محتملة.
وتعرضت دراسة ذي لانسيت أيضا لحملة لاذعة من المدافعين عن الهيدروكسي كلوروكين في مقدمة هؤلاء الباحث الفرنسي دييديه راولت.
عقار هيدروكسي كلوروكين ، (Hydroxychloroquine) اعتمد رسميا عام 1950 لعلاج الملاريا والوقاية منها، ويستخدم أيضا لعلاج أمراض المناعة الذاتية كالتهاب المفاصل ومرض الذئبة والملاريا.
ويوصف العقار باكتساب مقومات سلامة عالية، وهو معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية ومركز الوقاية والتحكم في الأمراض الأمريكي.
ومع انتشار فيروس كورونا أجريت دراسات عدة في فرنسا والصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بحثت إمكانية معالجته للوباء المستجد.
وفي فبراير الماضي أظهرت دراسة لأطباء من أكاديمية العلوم الصينية، نجاح العقار في وقف انتشار فيروس كورونا الجديد في الخلايا البشرية.
الدراسة الصينية أعقبتها أخرى فرنسية بالمعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا، أكدت شفاء جميع المصابين بفيروس كورونا بعد علاجهم على مدى ستة أيام متواصلة بعقار هيدروكسي كلوروكين والمضاد الحيوي أزيثروميسين . إذ يمنع هيدروكسى كلوروكين تكاثر الفيروس في جسم الإنسان، ويعمل على خفض العدوى الفيروسية وصولا لإنهائها لدى مرضى كورونا.
واتخذت دول عدة قرارا ببدء تجارب سريرية لمعالجة عدد من المصابين بفيروس كورونا بهذا العقار، لكنها تظل تجارب لتأكيد فعاليته من ناحية وكشف آثاره الجانبية.
وللعقار آثار جانبية عدة بينها الصداع والدوار والغثيان والطفح الجلدي، إضافة إلى مضاعفات أخرى كالرؤية الضبابية وصعوبة السمع وضعف العضلات.