أنشطة خيرية وإنسانية لدعم الفئات الأكثر احتياجاً في لبنان

alarab
الملاحق 07 أبريل 2024 , 01:23ص
بيروت - قنا

يشهد لبنان خلال شهر رمضان العديد من الأنشطة الخيرية والإنسانية، حيث يتضافر الناس والمؤسسات لتقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجا. فيتسابق المسلمون على فعل الخيرات في الشهر الفضيل وسط أجواء روحانية وإيمانية مميزة.
وفي لبنان، كما في العديد من البلدان الإسلامية، تتزايد الأنشطة الإنسانية وتتنوع، منها مبادرات توزيع الطعام، حيث يقوم عدد من المنظمات الخيرية والجمعيات والمساجد بتنظيم موائد الرحمن، حيث يتم توزيع الطعام بالمجان على الصائمين، وخاصة الفقراء والمحتاجين منهم.
ومن تلك المبادرات السلال الغذائية، حيث تعمل أيادي الخير على تجميع السلال الغذائية التي تحتوي على مواد غذائية أساسية وتوزيعها على العائلات المحتاجة لمساعدتهم على تأمين احتياجاتهم خلال الشهر الكريم وهو ما كثر في الآونة الأخيرة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها لبنان.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور محمد علي الحسيني أمين عام المجلس الإسلامي العربي بلبنان في تصريح لوكالة الأنباء القطرية « قنا»، أن للعمل الخيري والإنساني في هذا الشهر أهمية كبيرة، فرمضان هو شهر التكافل الاجتماعي وإطعام الفقراء وعابري السبيل ومساعدة المحتاجين والمساكين والإحسان إليهم، وفي هذا الشهر ينبغي تفعيل المشاعر الإنسانية من خلال دعم الأعمال الخيرية، والمساهمة في دعم موائد الإفطار.
وشدد الحسيني على أن الإحسان وفعل الخير والتعاون على البر متأصل في شعب لبنان من قديم العصور، ورغم الأزمات التي واجهت لبنان ليس اليوم فقط، بل في حقبات متعددة، كان شعب لبنان متكاتفا ومتعاضدا، لأن التجارب المريرة والحروب علمته أن قوته في وحدته، وأن حلول شهر رمضان على لبنان في هذه الظروف يزيد من لحمته، فتجد الناس تستبق الخيرات، وتتقاسم الطعام، ورغم الوضع الاقتصادي المتردي، فإن اللبنانيين على موعد مع اختبار صبرهم وإيمانهم.
وقال الحسيني: إن أهمية الصيام لا تتوقف عند بعدها الفردي بل تتعداه إلى البعد الاجتماعي، فهو ينمي الروح الجماعية بين أفراد المجتمع، فيشترك الجميع في الشعور بآلام الآخرين ومعاناتهم، ويدركون معاني الجوع وتأثيرها، وهو ما يدفع إلى المسارعة في قضاء حاجات الفقراء وسد جوعهم، كما أن رمضان فرصة لإصلاح ذات البين والقضاء على الأحقاد والخصومات.
وأكد أن ما يميز هذا الشهر يتمثل في إعطاء الصدقة على مدار أيامه، ناهيك عن وجوب دفع زكاة الفطر وفيها (طهره للصائم وطعمة للمساكين)، كما أن الفدية التي أمر بها غير المستطيع للصيام يدفعها عوض ذلك للفقراء والمساكين، وكلها تساهم في معالجة ظاهرة الفقر.
وقال أمين عام المجلس الإسلامي العربي بلبنان لـ «قنا»: إن الله ميز شهر رمضان عن بقية الأشهر، فجعل الصوم فيه فريضة والركن الرابع من أركان الإسلام، وفضله الله لأن فيه أنزل القرآن الكريم، وفيه ليلة مباركة هي ليلة القدر، وفيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، فهو شهر فضيل شرفنا الله تعالى وكرمنا به، وهو فرصة لتجديد الإيمان وتطهير النفس من الخطايا والذنوب، والإقبال على العبادات من صلاة وذكر واستغفار ودعاء وقراءة للقرآن الكريم، ولا شك أن المحروم من حرم فضل هذا الشهر.
وأضاف الحسيني أن الإسلام لم يشرع أمرا إلا فيه خير كثير، وعندما فرض صيام شهر رمضان فلأن فيه الكثير من الفوائد على الصحة الجسدية والنفسية، وليس على المستوى الشخصي فقط، بل على المستوى المجتمعي أيضا، فعلى المستوى الجسدي أثبتت الدراسات الطبية أن الصيام يساهم في تخليص الجسم من السموم ومن الخلايا التالفة، إضافة إلى الكثير من الفوائد، أما من الناحية النفسية فيعلمنا الصوم الصبر وهو ما يعزز القدرة على مواجهة تحديات الحياة. وتتسابق الجمعيات الخيرية في لبنان على تقديم وجبات إفطار مجانية للفقراء خاصة في ظل تزايد أعدادهم في لبنان تحت وطأة الأزمة المالية والاقتصادية في البلاد.
ويطل شهر رمضان هذا العام في لبنان، أسوة بالعام الذي سبقه على وقع ارتفاع الأسعار بعد أن فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 بالمائة من قيمتها وهو ما يزيد من هموم اللبنانيين ويحرمهم البهجة في كل المناسبات السعيدة، ووحدها تبقى أيادي الخير والعطاء من مؤسسات إنسانية ومبادرات فردية قادرة على إدخال السعادة إلى بيوت عدد كبير من العائلات الفقيرة من خلال مساهماتها في تأمين حاجات بعض الأسر المتعففة التي تنتظر هذا الشهر المبارك بفارغ الصبر، لأن الإيمان وحده وبركة هذا الشهر وحدها تخفف من وطأة هذه الظروف القاهرة في لبنان.
وأكد مواطنون لبنانيون لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، أنه رغم الهموم المتراكمة في لبنان من أزمة اقتصادية واعتداءات إسرائيلية على جنوب لبنان أدت إلى نزوح آلاف العائلات من بيوتها، إلا أن للشهر الفضيل وقعا على نفوس اللبنانيين وأن لأيادي الخير والعطاء خاصة من المغتربين فضلا في مساعدة عدد كبير من الأسر المتعففة في هذا الشهر الفضيل.
ويوجد في لبنان عدد كبير من الجمعيات الخيرية التاريخية ومنها «دار الأيتام الإسلامية» التي شكلت منذ السبعينيات من القرن الماضي جزءا من شهر رمضان وفرحته و»جمعية المبرات الخيرية» وهي إحدى مؤسسات الرعاية الكبيرة في بيروت ولها نشاطاتها الخيرية في هذا الشهر المبارك، و»جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية «التي ارتبط اسمها بخدمات في مجال التعليم والصحة وخدمات إنسانية لذوي الدخل المحدود، إلى جانب أعمالها الخيرية في شهر رمضان المبارك.