بعد أن أصبحت مهمة العنابي صعبة في كأس العرب.. حان الوقت لبناء منتخب قوي وجديد

alarab
رياضة 06 ديسمبر 2025 , 01:01ص
إسماعيل مرزوق

ربما لايزال الامل قائما امام منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم لبلوغ ربع نهائي كأس العرب 2025، وان كان سيحتاج الى الاستفادة من نتائج الاخرين وتحديدا من نتيجة مباراة سوريا مع فلسطين الأقرب الى التأهل بعد ان وصلا للنقطة للرابعة، وسيحتاج أيضا الى الفوز على الأقل بفارق هدفين على تونس. 
ومع ذلك فان التعادل مع سوريا ومن قبلها الخسارة امام فلسطين اكدا بما لايدع مجالا للشك ان العنابي أصبح في حاجة ماسة الى التغيير، والى البناء والى النظر الى المستقبل واعداد الجيل الجديد الذي يتحمل المسئولية اعتبارا من كأس العالم 2026 وكأس اسيا 2027.
لم يعد العنابي يملك من الجيل الذهبي الذي حقق كأس اسيا 2019 و2023، سوى عدد قليل ونادر من اللاعبين أبرزهم أكرم عفيف، وأيضا المعز علي، بعد ان لعب العمر دوره وأدى الى الاعتزال والى الإصابات والى التوقف للبعض عن اللعب، أمثال حسن الهيدوس وبوعلام خوخي وبيدور وكريم بوضيف وبسام الراوي وغيرهم الذين كانوا يمثلون العمود الفقري للفريق. ووصل منتخبنا الان الى مرحلة انتقالية صعبة، مرحلة يتم فيها الدفع بالشباب والعناصر الجديدة بجانب ما تبقى من أصحاب الخبرة، حتى يمكن اعداد فريق جديد قادر على مواصلة المسيرة والإنجازات وقادر على تشريف الكرة القطرية في المحافل القادمة واولها مونديال 2026 وكأس اسيا. بلا شك نتمنى عودة المصابين بأحسن حال وشفاءهم واكتمال لياقتهم، لكن القضية الان أصبحت ما بعد هذا الجيل، وما يجب ان نفكر فيه من الان، والخطط التي يجب ان يتم وضعها من الان أيضا لتجهيز العنابي الجديد للمستقبل القريب والبعيد.  وحتى يكون العمل صحيحا، لا بد ان نعمل من الان على البناء اكثر من تحقيق الإنجازات، فالعنابي في حاجة الى دماء وأفكار جديدة والى استراتيجية مختلفة حتى يستطيع الفريق تشريف بلاده في المونديال وتحقيق نتائج جيدة، وحتى يكون قادرا على الدفاع عن لقبه القاري بالسعودية بعد عام تقريبا من الان. 
ولا يجب ان تقتصر نظرتنا على كأس العرب التي كنا نتمنى المنافسة عليها ولانزال ونتمنى تمسك منتخبنا بالأمل حتى اللحظة الأخيرة من مباراته مع تونس غدا الاحد، وعلينا ان ننظر للمستقبل، ونبدأ في وضع لبنة الاعداد الجديدة، وفي إقامة المباريات الودية القوية، وإقامة المعسكرات، وفي اختيار أسماء جديدة لديها الإمكانيات والقدرة على تمثيل العنابي دوليا. وعلينا ان نكون واقعيين ونعتبر مباراة تونس غدا الاحد بداية اعداد الجيل الجديد، ولا يجب ان تكون نظرتنا قاصرة على عبور مباراة او محاولة الوصول الى ربع النهائي، فالمهم الان بناء الجيل الجديد، ومن المهم الان تجهيز الادعم للمونديال وهو امر في غاية الصعوبة خاصة والمتبقي أشهر معدودة وهي فترة لا تكفي للوصول الى ما نريده لكنها قد تعتبر بداية جيدة لمرحلة مستقبلية افضل، وبعدها باشهر اقل ستكون بطولة اسيا يناير 2027. 
وما قدمه العنابي في كأس العرب يعتبر بداية ونواة للجيل الجديد، يجب ان تستمر ويجب الا تتوقف حتى لو كانت هناك أخطاء من جانب المدرب يجب تداركها في المرحلة المستقبلية.