أعلنت قطر للطاقة وشركة شل عن توقيع اتفاقية طويلة الأمد لتوريد ثلاثة ملايين طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال إلى الصين، على أن تبدأ عمليات التسليم اعتبارًا من يناير 2025، وتمثل هذه الاتفاقية خطوة مهمة في استراتيجية قطر لتعزيز مكانتها كقائد عالمي في صادرات الغاز الطبيعي المسال وسط المنافسة المتزايدة وديناميكيات السوق المتغيرة في الفترة الأخيرة.
هذا الاتفاق يأتي ضمن التطور الطبيعي للعلاقات الاقتصادية المميزة بين قطر والصين، والتي شهدت نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2023 رصدت قاعدة الأمم المتحدة للتجارة الدولية (COMTRADE)، زيادة ملحوظة في التبادل التجاري حيث بلغت صادرات قطر إلى الصين حوالي 20.93 مليار دولار، وتشكل المواد البترولية والغاز الطبيعي المسال الحصة الأكبر منها بقيمة 19.61 مليار دولار، مما يبرز اعتماد السوق الصينية على الطاقة القطرية، ويجعل قطر ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال للصين بعد أستراليا.
في المقابل، سجلت واردات قطر من الصين 3.64 مليار دولار، تضمنت سلعًا متنوعة مثل الآلات والمعدات الإلكترونية ومنتجات الحديد، ويحقق الميزان التجاري بين البلدين بناء على هذه المعلومات فائضًا واضحًا لصالح قطر بقيمة 17.29 مليار دولار، ما يؤكد دورها كمزود رئيسي للطاقة للصين، بينما تستفيد من المنتجات الصينية المتقدمة في تعزيز قطاعاتها الصناعية والبنية التحتية.
من منظور استراتيجي، تلعب هذه الشراكة دورًا محوريًا في تحقيق الطموحات الاقتصادية لكلا البلدين، فبالنسبة لقطر، فإن الاتفاقية مع شل لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى الصين تعد جزءًا من استراتيجية أوسع لتوسيع أسواقها وتنويع قاعدة عملائها، كما يأتي ذلك في إطار مشاريع توسعة حقل الشمال، الذي سيزيد من قدرة قطر الإنتاجية لتلبية الطلب العالمي. على الجانب الآخر، تساهم هذه العلاقات في تعزيز جهود الصين لتحقيق أمن الطاقة وتقليل انبعاثات الكربون، وهو ما يتماشى مع خططها للتحول إلى مصادر طاقة نظيفة.
وفي هذا السياق أشاد السيد سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة بالاتفاقية قائلًا: نحن سعيدون بالدخول في هذه الاتفاقية طويلة الأمد للغاز الطبيعي المسال مع شريكتنا الإستراتيجية شركة شل. ستسهم هذه الاتفاقية في تلبية طلب عملاء شل النهائيين بالصين، وتعزز مساهماتنا في تلبية احتياجات مستخدمي الغاز الطبيعي المسال النهائيين حول العالم .
تمثل الاتفاقية الجديدة بين قطر للطاقة وشركة شل لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى الصين خطوة استراتيجية هامة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ومع استمرار قطر في توسعة قدرتها الإنتاجية عبر مشاريع مثل حقل الشمال، فإن نجاحها سيعتمد على قدرتها على الموازنة بين جوانب القوة التقليدية، مثل الإمداد الموثوق والعقود طويلة الأجل، والمرونة والقدرة التنافسية التي يتطلبها سوق الطاقة العالمي.