175 مشاركاً جديداً في «كل ربيع زهرة»

د. سيف بن علي الحجري: 6 مجالات للسياحة البيئية والعلمية تركز عليها إستراتيجية الدولة

لوسيل

صلاح بديوي

10 ملايين ريال ثمن اللؤلوة الطبيعية الجيدة

8 مناطق للطيور تضم 317 نوعا توجد في حالة طبيعية برية

تواصلت أمس الأول فعاليات برنامج لكل ربيع زهرة للأسبوع الثالث على التوالي بمشاركة اثنتين من الجهات وحضور 175 مشاركاً أغلبهم من أبناء الجالية اليمنية التي زينت فعاليات البرنامج بالأهازيج والأشعار التي تحيي التراث اليمني وتثري الوجدان بالتقارب في الثقافة والوجدان العربي الإسلامي، أما الجهة الثانية فهي مشروع الدوحة للبيئة دي، إي، ايه، بي .
واطلع المشاركون على أبرز نشاطات البرنامج واهتماماته المتعلقة بالحفاظ على البيئة وسبل تنميتها وجهود دولة قطر بهذا المجال.

تطوير الفعاليات

وضمن فعاليات البرنامج أهاب د. سيف بن علي الحجري بالمواطنين من مرتادي البر القطري الحفاظ على الروض والالتزام بقيم البيئة، مؤكداً أن برنامج لكل ربيع زهرة سيطور من فعالياته لكي تمتد إلى مجالات السياحة البيئية والعلمية، وذلك بالتعاون مع المجلس الوطني للسياحة الذي تشكل مؤخراً، وأنه سيجري اتصالات مع قياداته وتنسيق العمل المشترك في تلك المجالات.
وأكد الدكتور سيف بن علي الحجري أنه وفقا لإستراتيجية قطر المستقبلية للسياحة التي أعلنتها الجهات المعنية مؤخراً تستهدف الخطة الراهنة جذب 5.6 مليون سائح سنوياً للدولة بحلول عام 2023، وذلك لكي تسهم السياحة بنسبة 3.8% في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وفي مجالات السياحة البيئية تركز الإستراتيجية السياحية الجديدة لقطر على خبرات محلية، بـ 3 مجالات وهي تنظيم رحلات سفاري في الصحراء، ورحلات صيد وغوص للبحث عن اللؤلؤ، والسياحة البيئية في المحميات الطبيعية المحلية.
وأوضح. د. سيف بن علي الحجري: وبالنسبة للسياحة العلمية يمكن أن ترتكز على 3 مجالات أيضا، ففي ظل بدء تدفق السفن السياحية على دولة قطر ينبغي استثمار تلك الفرصة حيث يتشوق السياح الأجانب لرؤية الصحراء العربية والاستمتاع بمكوناتها وبينهم خبراء وهواة يسعون وراء بحوث حول الطيور النادرة التي تتوفر أنواع منها في قطر أو مشاهدتها وتصويرها، وأيضا يحبون رؤية حيوانات وكائنات برية وبحرية تتوفر بقطر، وأنواع من الحيوانات. واستشهد الحجري ببحيرة أبو نخلة الصناعية التي تقع على بعد أكثر من 12 كيلو متراً جنوب الدوحة والتي يذهب السياح خصيصا للاستمتاع بالأجواء فيها ورؤية عدد من الطيور النادرة وتلك البحيرة يزورها 240 نوعاً من الطيور في شهري نوفمبر وديسمبر من كل عام، من أشهرها غراب البحر السقرطي، كما يستمتعون بزيارة عدد من الجزر، ويسعون لرؤية قرش الحوت والسلاحف منقارية الصقر وغزال المها.

البحث عن اللؤلؤ

وخلال الفعاليات التي دارت أمس الأول حرص أحد الخبراء القطريين على أن يشرح للمشاركين جانبا من معاناة القطري القديم والمواطن الخليجي وهو يبحث عن اللؤلؤ في أعماق مياه الخليج والأدوات البدائية التي كان يستخدمها الباحث عن محار اللؤلؤ وكيف كان البعض منهم يتعرض للموت أثناء ممارسته مهنته والغطس بسبب وقوع بعض الأخطاء، موضحاً أن الباحث عن اللؤلؤ تحت مياه البحر كان يتناول وجبة طعام واحدة باليوم حتى يستطيع ممارسة عمله ليترك جانبا من معدته خاليا لكون أنه مطالب بأخذ أنفاس عميقة من الأوكسجين قبل أن يغطس لمسافة تصل إلى 15 مترا تحت سطح البحر بعد أن يربط كتلة صخرية بحبل في قدميه لتساعده على الغطس وسلة في رقبته يجمع فيها المحارالمنتج للؤلؤ وتستغرق تلك المهمة من قبل الغطاس 2.5 دقيقة يقضيها تحت سطح البحر بعدها تنفد كميات الأوكسجين التي اختزنها ويتم سحبه بالحبال التي يعطي من خلالها إشارة لمن ينتظرون على ظهر مركب فيدركون أن قوة تحمله انتهت والأوكسحين نفد ويشدون الحبل لإخراجه حتى لا يفقد حياته، وإن تأخرت عمليات سحبه من الممكن أن يتعرض للموت. ويلفت الخبير الانتباه إلى أن المشترين للؤلؤ وقتها وكان أغلبهم أجانب كانوا يرافقون الغطاسين في البحر بمراكب لشراء اللؤلؤ منهم فور العثور عليه، ومن أنواعه لؤلؤ أبيض وأبيض مصفر وأسود. وأوضح أن ثمن حبة اللؤلؤة الجيدة يبدأ من 10 ملايين ريال ويمتد إلى ما لا نهاية وفق جودته وكبر حجمه. وأشار الخبير إلى أن اللؤلؤ يتشكل بفعل ترسب حبوب الرمال داخل صدفة المحار وتتجمع لتصبح مادة مهيجة محصورة داخل الجسم الرخو للصدفة، فتبدأ المحارة باستشعار وجود حبيبات الرمال لتشكل طبقات غطاء عليها من مادة الأراغونيت والكونكيولين، وهاتان المادتان هما نفس المواد التي تستعملها الحيوانات في بناء أصدافها، وأغلب اللؤلؤ يعمل على ترتيب مادة الأراغونايت على شكل صفائح مستوية بين كل منها يوجد بروتين كونكيولين ليتشكل بناء مركب يُدعى بنايكر ذي تركيب بلوري يعكس الضوء بطريقة فريدة من نوعها تعطي بريقاً لحبة اللؤلؤ، ومن ناحية أخرى فإنّ نعومة مادة الأراغونيت بطبيعتها تساعد على تشكل صدفة المحار بشكل منحنٍ.
الخبير أشار إلى أن مهنة صيد اللؤلؤ انقرضت في قطر وبقيت مجرد ذكرى إلا من مهرجانات رسمية تنظم بكتارا لغطاسين من أجل صيده، ويعتبر اللؤلؤ الجوهرة الوحيدة التي تتشكل بفعل الحيوان وداخل جسمه، حيث توجد حبة لؤلؤ في كل 10 آلاف صدفة محار. وكان المشاركون بالبرنامج قد التفوا حول الخبير وهم يتابعون بشغف حديثه حول اللؤلؤ مستخدما الأدوات القديمة التي كان الغطاسون يستعملونها.

المشاركون يتحدثون

وقال زين المرقب رئيس الجالية اليمنية: إيمانا من الجالية اليمنية بالدوحة بروح التعاون مع المجتمع القطري الأصيل شاركت الجالية اليمنية في البرنامج البيئي السنوي (لكل ربيع زهرة) لهذا العام 2019م. وتعتبر الجالية اليمنية من أقدم الجاليات العربية المقيمة في دولة قطر ومن أوائل الجاليات التي كونت مجالس للجالية حيث تكون مجلس الجالية قبل أربعين عاما تحت مسميات عدة كهيئات التعاون الأهلي، ورابطة اليمنيين بالدوحة، ومجلس الجالية اليمنية، كلها ومهما اختلفت مسمياتها كان هدفها واحدا وهو العمل لصالح المغتربين اليمنيين والعمل كحلقة وصل بين المقيمين اليمنيين وبعضهم البعض وبينهم وبين المجتمع القطري . وأكد أنور علي هيلان المتحدث باسم الجالية اليمنية: الجالية اليمنية ترى أن دولة قطر وطنها الثاني وتحرص على أن تعكس من خلال مشاركتها بالبرنامج الصورة الحضارية لليمن من خلال سلوكيات المشاركين وتراثهم الحضاري حيث يعكسونه في كل الأنشطة القطرية التي يعدون للمشاركة فيها، وتعاون الجالية اليمنية دوما مميز، وما مشاركتها اليوم إلا نموذج مشرف، وتعبير عن صلة روح التعاون والتفاعل مع المجتمع القطري الكريم.
وأشار إلى أن الجالية اليمنية تمر هذه الأيام بظروف استثنائية نتيجة الحرب التي عصفت ببلادها، والجالية اليمنية في دولة قطر تتوجه بالشكر والامتنان لمواقف قطر الدائمة من اليمن ومناصرة قضاياه الإنسانية ودعم المواقف السياسية.

مناطق الطيور

وكشف الدكتور حسن علي المشرف على فعاليات المكتشفون بالبرنامج خلال حديثه عن الطيور بالفعالية أنه يوجد في دولة قطر 8 مناطق تضم 323 نوعا من الطيور منها 317 نوعا توجد في حالة طبيعية برية والأخرى إما مستجلبة أو مستوردة. وأوضح أن من أهم مواقع الطيور في قطر جزيرة العالية مساحتها 65 هكتارا تقع على بعد 5 كم من الضواحي الشمالية للدوحة وتبعد مساحة 3 كم عن الشواطئ ويكثر بالجزيرة غراب البحر السقراطي وخطاف البحر المتوج الصغير.
واستطرد: جزيرة الاسحاط - واحد هكتار - ثاني المواقع التي تبعد مساحة 10 كم تقريبا عن الساحل الجنوبي الشرقي لدولة قطر ويزورها ويتوالد فيها غراب البحر السقراطي، ويليه موقع شجيرات القرم بالذخيرة وهي منطقة مساحتها حوالي 3 آلاف هكتار وتنمو فيها أشجار القرم على مساحة ألف هكتار وتتواجد فيها الطيور بكثرة.
وأضاف د. حسن علي: ننتقل إلى موقع خور العديد ومساحته 12 ألف هكتار يضم عددا من الجزر الرملية ويقع عند الطرف الجنوبي لدولة قطر وهذا الموقع تتوالد فيه أعداد من العقاب النساري وخطاف البحر القزويني وبه النحام الكبير وغراب البحر الكبير وغراب البحر السقراطي وأعداد من البط والنورس والطيور الخطافة وطيور الماء الأخرى.
وأوضح أن خامس المواقع هو موقع جزيرة شراعوه، مساحتها حوالي 30 هكتارا وتبعد 65 كم شرق البر الرئيسي لدولة قطر ويبلغ طولها أقل بقليل من الكيلو متر الواحد وبعرض حوالي 500 م وتتوالد بالجزيرة أعداد من غراب البحر السقراطي وخطاف البحر الأبيض الخد والعقاب النسري والطائر الاستوائي أحمر المنقار. إلى جانب 3 مواقع أخرى للطيور الشواطئ والخلجان، وداخل البر القطري .
واختتم حديثه بأنه توجد في قطر 5 طيور مهددة بالانقراض منها طائر مهاجر و3 طيور شاردة وواحد يتوالد محليا، موضحا أنه توجد 4 مهددات للطيور ألا وهي الصيد الجائر، التوسع العمراني، تلوث مياه الشرب المتوفرة للطيور بمياه الصرف الصحي، عدم التنسيق بين الجهات المعنية، وتوجد 5 مجموعات من الطيور بالدولة تتوالد محليا، مهاجرة تعبر سماء قطر، تزور قطر خاصة في الشتاء، شاردة أو هاربة، مستوردة أو مستجلبة.