بلغ إجمالي المخالفات المسجلة في شهر نوفمبر 2016 حوالي 183 ألف مخالفة مرورية، بحسب وزارة التخطيط التنموي والإحصاء، مسجلة بذلك ارتفاعاً بلغ 13.2% مقارنة بشهر أكتوبر الذي سبقه. وترتبط حوادث المرور بتلك المخالفات ارتباطا وثيقا، باتت تشكل استنزافا لموارد الدولة البشرية والمادية.
لوسيل طرحت القضية على بعض المختصين للتعرف على اسباب هذه الزيادة الكبيرة واللافتة للنظر في عدد المخالفات، على الرغم من الإجراءات التي تتخذها الدولة ممثلة بادارة المرور للحد من المخالفات والتخفيف منها قدر الامكان لحماية الارواح ومقدرات الوطن.
حملات توعوية
الى ذلك، قال الخبير الاقتصادي، الدكتور محمد جاسم المسلماني، إن ارتفاع عدد المخالفات المرورية يدلل بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك مشكلة في سلوك الأفراد، مشيرا الى انه على الرغم من وجود الرادارات في كل مكان والتي من المفترض أنها تضبط سلوك الافراد، لكننا على العكس نجد أن المخالفات المرورية تزيد بشكل كبير، وهو ما يوضح أن المشكلة ليست في القانون ولكن المشكلة في سلوكيات الأفراد، والأمر يتعلق بالتوعية المجتمعية ومدى الانضباط والتزام الفرد بالقوانين.
واضاف ان هناك العديد من الاسباب التي تساهم في زيادة المخالفات وبالتالي الحوادث المرورية، من أهمها الانشغال بالجوال أثناء القيادة، والسرعات الجنونية، وضعف الوعي وقلة الانتباه لقواعد السير والمرور والثقافة العامة للقيادة، وهناك اسباب لا علاقة للسائقين بها مثل عيوب الطرق بكافة اشكالها.
ودعا الدكتور المسلماني الى ضرورة وجود مبادرات وحملات توعوية تشارك بها كافة المؤسسات الحكومية والخاصة، وإشراك المدارس والطلبة والأسر والسائقين بحملات التوعية للتعريف بأسباب الحوادث.
آثار اقتصادية
ونوه أن للحوادث المرورية آثاراً اقتصادية كبيرة تتحملها الدول، وقد تكون هذه الخسائر غير منظورة أو غير مباشرة يصعب احتسابها، ويمتد هذا الأثر على الفرد والمجتمع، كما أن الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق تفرض أعباء ثقيلة، على الموارد المالية للأسر المصابة، حيث تقع أسر كثيرة في ضائقة مالية من جراء فقدان من يعولها، بالإضافة إلى عبء رعاية الأفراد المصابين.
الحفاظ على الأرواح
بدوره قال المقدم محمد راضي الهاجري مدير إدارة الإعلام والتوعية المرورية في الإدارة العامة للمرور، أن هذا الارتفاع في عدد المخالفات المرورية يدلل على السلوكيات الخاطئة للسائقين في التعامل مع الطريق، داعيا الى ضرورة الالتزام بقواعد المرور حفاظا على الارواح والمقدرات.
وأضاف لـ لوسيل ، أنه بالرغم من هذه الزيادة في المخالفات المرورية، الا ان أهم المؤشرات الايجابية لدينا كإدارة مرور تتمثل في الحد من عدد الوفيات، الذي سجل تراجعا كبيرا في الاشهر الماضية، ونأمل في ذات الوقت الحد من كافة انواع المخـــالفات.
وأكدت نتائج لاستطلاع رأي أجرته وزارة الداخلية على موقعها الإلكتروني مؤخرا ضرورة تشديد العقوبات وزيادة الوعي بخصوص استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة باعتباره سببا رئيسيا في حوادث المرور والمخالفات المرورية عموما.
وبحسب الاستطلاع دعا 32% من المصوتين الى ضرورة زيادة الوعي بمخاطر الهاتف الجوال اثناء القيادة، في حين صوت 21% لصالح تشديد العقوبات، فيما دعا 44% من العينة إلى ضرورة تشديد العقوبات وزيادة الوعي معا.