أشاد سعادة الدكتور مصطفى كوكصو سفير الجمهورية التركية لدى الدوحة، بحفاوة وكرم الشعب القطري، قائلاً بأنه يقضي رمضان لأول مرة في قطر ولكنه يشعر بأنه في بلده وبين أهله.
وأضاف السفير التركي لـ لوسيل أن الشعب القطري عرف بالكرم والجود ويسعدني أن أهنئ الأشقاء القطريين والمقيمين بهذا الشهر الفضيل. وقال: تركيا حكومة وشعباً تتمنى للشعب القطري شهراً مباركاً يسعد فيه الكبير والصغير ويشعر الكل بروحانياته.
وعن أجواء الشهر الفضيل في قطر قال سعادة السفير كوكصو، إن دولة قطر تتميّز بأجواء حيوية خلال شهر رمضان المبارك، أجواء تملؤها المشاعر الروحانية الإيمانية، التي تساعد بشكل كبير على قضاء شهر رمضان بشكل متميز.
يتميز الشهر الفضيل أيضًا في قطر بالأجواء الاجتماعية، خاصة موائد الإفطار والسحور التي يحرص الناس فيها على التواصل مع عائلاتهم وأصحابهم، وفي الظروف الطبيعية كان الجميع يتسابق في تقديم الخدمات وتوفير الأجواء التي يمتاز بها الشهر الفضيل، وبالطبع هذا العام، تأثرت الفعاليات التي اعتاد الجميع حضورها كل رمضان بسبب كورونا، لكني آمل أن يتكيف الجميع مع هذه الظروف وتستمر المطاعم في تقديم خدماتها عبر التقنيات الحديثة التي تراعي الإجراءات الصحية اللازمة.
وعن العادات والتقاليد التراثية في تركيا قال السفير، إن تركيا تنفرد ببعض العادات والتقاليد في شهر رمضان المبارك عن سواها من الدول الإسلامية، فشهر رمضان مميز جدًا عندنا في تركيا، حيث نطلق عليه اسم سلطان الشهور .
وأشهر عادات الشهر الفضيل تظهر واضحة في مدينة إسطنبول، حيث تستقبل رمضان بتزيين وإنارة مساجدها التاريخية، ومدّ وفرش موائد الإفطار في ساحاتها وميادينها، وتنظيم مسابقات القرآن الكريم بأروقة جوامعها، وغيرها من الأنشطة المختلفة الدينية منها والاجتماعية.
أما في الأسواق فتدب فيها الحياة وتعج بالباعة والمشترين قبيل وخلال شهر رمضان، حيث يبتاع منه الأتراك ما لذ وطاب من الحلويات والأكلات التقليدية التي تقدم على موائد الإفطار.
وعن العوامل المشتركة بين البلدين قال السفير كوكصو: بالطبع توجد عوامل مشتركة يلتقي فيها البلدان الشقيقان خلال شهر رمضان المعظم، إذ تمتلئ المساجد بالمصلين طوال الشهر الكريم، وتُفرش الموائد لإفطار الصائمين، وتقام الولائم والعزائم، ويزور الناس بعضهم بعضًا، وتزيد صلاة التراويح من الإحساس بالروحانيات والمشاعر الرمضانية الجميلة.
وأنا هنا في بلدي الثاني قطر حيث أقضي أول رمضان فيه منذ عينت سفيرا للجمهورية التركية، وأحس بشعور متقارب جدًا من الذي كان ينتابني وأنا في بلدي تركيا خلال هذا الشهر العظيم.
وأضاف: هذا هو أول رمضان لي في قطر، لكنني تناولت أطباقًا شهية كثيرة ومتنوعة في قطر، حيث تذوقت طبق الثريد ، والهريس القطري، واللقيمات، وغيرها الكثير من الأطباق القطرية الشهية والمتميزة والتي يهتم القطريون بإعدادها بشكل خاص في رمضان.
واستعرض السفير التركي أهم العادات الرمضانية في بلاده قائلاً: توارثنا نحن الأتراك عن أجدادنا عادات راسخة في شهر رمضان المعظم، وخاصة ليلة الرؤية وأول سحور وأول يوم، حينما تجتمع الأسرة على مائدة إفطار واحدة في جو يضم كل أفرادها، خاصة الجدات والأجداد الذين يمثلون النفحة الجميلة الباقية للحفاظ على تقاليد وعادات رمضان التي تميزه عن باقي شهور السنة.
ومن العادات الجديدة المتميزة هي أن تقيم العديد من البلديات في تركيا خيامًا وشوادر رمضانية في الميادين والأماكن العامة لتقديم طعام الإفطار المجاني لكل من يدركه وقت الإفطار خارج منزله، حيث يتسابق رجال الأعمال والأثرياء في تركيا خلال الشهر الفضيل في إقامة موائد الرحمن زكاة عن أموالهم وتجارتهم والتماسًا للأجر في هذا الشهر الكريم.
وعن أبرز المأكولات التركية في رمضان، يقول السفير: الحساء هو أهم الأطباق على مائدة الإفطار لدى الأتراك، كما يوجد خبز رمضان الخاص فقط بالشهر الكريم.
ويعتاد الأتراك في شهر رمضان أن يبدأوا إفطارهم بتناول التمر أو الزيتون، فيما يبقى طبق الشوربة الساخنة من الأطعمة الأساسية، في حين تعتبر الكنافة والبقلاوة من أكثر الحلويات التي يقبل عليها الأتراك في شهر رمضان المبارك.
وتقوم أيضًا المخابز في جميع أنحاء تركيا بإعداد نوع مميز من الخبز والمعروف باسم خبز بيده ، وهو من أهم أصناف وجبة الإفطار في رمضان والتي تعد ناقصة في حال لم يكن ذلك الخبز الطازج جزءًا منها.
وعن الطقوس الرمضانية التي ستظل تتوارثها الأجيال قال السفير: تجمّع الأسرة والعائلة على مائدة الإفطار، وتبادل التهاني بين الأهل والأصدقاء، وتعليق الأنوار وتزيين المساجد بالأضواء واللافتات، وموائد إفطار الصائمين في الشوارع والميادين، أعتقد أن تلك الطقوس هي الأهم على الإطلاق في شهر رمضان المعظم، لذا من الصعب أن نفقدها أبدًا، وستتوالى السنوات وتظل تلك العادات موجودة قائمة.
ورغم ذلك يرى السفير التركي أن جائحة كورونا أثرت على أجواء رمضان بالسلب، حيث لم تقام صلاة التراويح في المساجد العام الماضي، وامتنعنا عن زيارة أصدقائنا وأهالينا حفاظًا على سلامتهم، وقلّت الأنشطة الرمضانية في الشوارع والميادين، لكننا على أمل أن نتجاوز هذه المحنة وتعود الأجواء إلى طبيعتها، ويذهب عنا هذا الوباء، ونرجع إلى حياتنا الطبيعية.