قالت مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة، في تقريرها الأسبوعي إن أسعار العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت خلال الأسبوع الماضي حوالي 2٪، وعليه يكون شهر مارس قد شهد ارتفاعا قدره نحو 5٪، وبالتالي أغلق الربع الأول بزيادة قدرها 30٪. وأشار التقرير إلى استمرار المخاوف من تراجع الإمدادات تُهيمن على السوق، في الوقت الذي حدت فيه المخاوف حول تباطؤ الاقتصاد العالمي من ارتفاع الأسعار. وأرجع التقرير السبب في تراجع حجم الإمدادات بشكل رئيسي إلى خفض أوبك وشركائها من إنتاجهم، علاوة على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وفنزويلا. من ناحية أخرى، يشهد إنتاج النفط الأمريكي استقراراً عند حدود الـ 12 مليون برميل يوميا، مما ساهم في دعم الأسعار على الرغم من توقع ازدياد وتيرة الإنتاج بشكل أسرع في النصف الثاني من العام الحالي. وأظهر آخر تقرير حول حجم مخزونات النفط في الولايات المتحدة أداء متبايناً، حيث قوبلت الزيادة في مخزونات النفط الخام بانخفاض في مخزونات المنتجات النفطية. ويزداد القلق بشأن أداء الاقتصاد الكلي بسبب نتائج المحادثات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة الى المخاوف من خطر إصابة الاقتصاد الأمريكي بالركود.
وفي ظل وجود دلائل على تراجع الإمدادات، تقوم بعض البنوك الاستثمارية والشركات بمراجعة توقعاتهم لأسعار النفط للعام الحالي، حيث يتوقع بنك Barclays أن يصل متوسط سعر خام برنت إلى 70 دولاراً هذا العام، بينما تتوقع شركة ترافيقورا أن يتراوح سعره بين 66 و67 دولارًا.
على صعيد الغاز، يقول تقرير العطية إن الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال الآسيوي واصلت انخفاضها للأسبوع الرابع عشر على التوالي، حيث انخفضت بنسبة 5.4٪، وتسير نحو معدل الأربعة دولارات، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2010. ولا يزال فائض المعروض يُهيمن على سوق الغاز الطبيعي المسال الآسيوي وسط حالة من وفرة الإمدادات التي تشير إلى عدم اهتمام من قبل المشترين. أما من ناحية العرض، فقد كانت العروض وفيرة خاصة من قبل روسيا وأنغولا وأستراليا وإندونيسيا. في حين حفز انخفاض الأسعار عمليات الشراء في الهند، ضمن حدود قدرتها على الاستيراد. وبقيت أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا أعلى من مثيلاتها الأوروبية للأسبوع الثاني على التوالي، مما أتاح المجال لإعادة توجيه جزء من المبيعات نحو شمال غرب أوروبا الذي سيشهد ارتفاعا في واردات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 70٪ في شهر مارس، وفقا لبيانات الشحن الصادرة عن شركة ريفينيتيف .
وبحسب التقرير فقد تراجعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة على مؤشر هنري هب خلال الأسبوع الماضي، حيث انخفضت بنسبة 3.3٪. وجاء انخفاض الأسعار بسبب التوقعات التي تشير إلى طقس دافئ نسبياً، مما أدى إلى انخفاض الطلب على غاز التدفئة خلال الـ 14 يوماً القادمة، في حين انخفضت صادرات الغاز الطبيعي المسال بسبب استمرار الصيانة في مصنع سابين باس . وشهدت أسعار العقود الآجلة للغاز في المملكة المتحدة انخفاضاً بنسبة 3.5٪ بسبب درجات الحرارة المعتدلة ووفرة الإمدادات من جراء الحجم القياسي لواردات الغاز الطبيعي المسال، والمستويات الكبيرة من التخزين مقارنة بالعام الماضي.
