أطلقت مؤسسة صلتك اليوم حملة خيرية إنسانية لتوفير فرص عمل وتدريب وتأهيل لـ30 ألف شاب وفتاة من اللاجئين والنازحين السوريين.
وتسعى الحملة التي أطلقتها صلتك تحت عنوان التنافس الخيري لدعم الشباب اللاجئين والنازحين ويقودها 30 شابا وفتاة من قطر على مدار30 يوما لجمع تبرعات تغطي تكاليف تدريب وتوفير فرص عمل لـ 30 ألفاً من الشباب اللاجئين المعوزين والذين يعانون أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة في الداخل السوري ودول الجوار، سعياً لمساعدة هؤلاء الشباب على تأمين الحياة الكريمة لهم ولأسرهم ويغنيهم عن الحاجة والسؤال.
كما تهدف الحملة إلى إشراك الشباب والمجتمع القطري في تقديم المساعدة الإنسانية والحلول المتاحة لأزمة اللاجئين والنازحين السوريين، وتسهم في تعزيز دور الشباب القطري كمواطنين دوليين لمواجهة التحديات العالمية الكبرى، ونشر ثقافة العطاء وتعزيز حس التعاطف والمسؤولية تجاه أقرانهم المحتاجين حول العالم.
وخلال مؤتمر صحفي عقد بهذه المناسبة، أوضح السيد فيصل العمادي، المدير التنفيذي للبرامج في صلتك، أن هذه الحملة تأتي انطلاقاً من إيمان المؤسسة بأن تحقيق السلام والاستقرار في كل مكان في العالم يبدأ من مكافحة الفقر والبطالة والتطرف وتهميش الشباب والنساء من خلال تمكينهم وتوفير الوظائف لهم.. مشيرا إلى أن صلتك تعمل على ربط الشباب المعوز بفرص التدريب المهني وتطوير المهارات المطلوبة لسوق العمل، ومنحهم التمويل اللازم لتأسيس مشاريع مدرة للدخل.
وأوضح أن مؤسسة صلتك نجحت، على مدار السنوات العشر الماضية في توفير مليون وظيفة لشباب انتشلتهم وأسرهم من الفقر وجنبتهم الوقوع في شراك الجماعات المتطرفة، مما غير حياة أسر ومجتمعات بأكملها إلى الأفضل في 17 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من الدول التي تعمل بها صلتك. معبرا عن سعادته بقيام الشباب القطري بهذه الحملة وغيرها من الأفكار البناءة التي تسهم في تغيير حياة إخوانهم السوريين، وبالتجاوب الكبير من جميع أطياف المجتمع القطري تجاه هذه الحملة والتبرع والتطوع من أجل إنجاحها.
وبيّن العمادي، أن هذه الحملة أُطلقت برعاية ودعم مختلف الشركاء من جميع القطاعات تأكيدا لدور دولة قطر الإنساني والتنموي الرائد في مساعدة الشعوب المتضررة بشكل عام واللاجئين السوريين بشكل خاص، ووضعها على رأس قائمة الدول المانحة التي تقدم المساعدات الإنسانية والتنموية على مستوى العالم.
وأضاف المدير التنفيذي للبرامج في صلتك أنه سيتم تخصيص يوم 12 أكتوبر الجاري للتبرع عبر البث التليفزيوني المباشر.. داعيا الجميع إلى دعم الشباب القطري في جهودهم لحشد التمويل اللازم لتوظيف اللاجئين السوريين عبر قنوات التواصل المتاحة طوال شهر أكتوبر.. مشيرا إلى أن حملة التبرعات مستمرة حتى نهاية العام الجاري، على أن تخصص التبرعات المجموعة بعد شهر أكتوبر لمشروعات المؤسسة الأخرى.
وأكد فيصل العمادي المدير التنفيذي للبرامج في صلتك، أن صلتك استجابت لأزمات اللاجئين أينما وجدوا وعملت على ابتكار برامج مخصصة لهم لإتاحة فرص العمل في الدول المضيفة لهم، وتقديم التدريب وإكسابهم المهارات اللازمة للحصول على عمل في حياتهم الجديدة.. مبينا أن صلتك وفرت برامج مختلفة لدعم آلاف اللاجئين والنازحين في مختلف البلدان منها برامج مخصصة درّبت ووظفت آلاف اللاجئين السوريين في تركيا، وبرنامج دعم رياديي الأعمال من الشباب اللاجئ في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وبرنامج لتدريب الشباب النازح في الداخل السوري وتمليكهم ورشاً وأدوات تساعدهم على العمل في مشاريع مستقبلية، وبرنامج التمكين الاقتصادي للمرأة المعنفة والمعاقة واللاجئة والنازحة في السودان، إضافة إلى برامج عديدة أخرى لتدريب وتوظيف الشباب والشابات الذين نزحوا بسبب الصراعات والكوارث الطبيعية في الصومال .
وشدد على أن الشباب هم محور اهتمام مؤسسته وهم أساس نهضة الأمم إذا ما تم تمكينهم وربطهم بفرص العمل.. مشيرا إلى أن هذه الحملة تأتي استكمالاً للعمل الجاد الذي تقوم به المؤسسة في محاربة الفقر وبطالة الشباب التي تعد من أكثر المشاكل إلحاحاً في العالم العربي.
من جهته أكد الشيخ أحمد البوعينين الداعية الإسلامي أن تفاقم الأوضاع المأساوية للاجئين والنازحين الشباب، يستدعي التحرك من أجلهم بتوفير العمل اللائق لهم وبالتالي إنقاذ أسر بأكملها من الضياع والفقر.. معبرا عن فخره بالشباب القطري الذين يبادرون لعمل الخير، انطلاقاً من إدراكهم بقضايا الأمة والأحداث التي تمر بها وشعورهم بالمسؤولية تجاه إخوانهم اللاجئين والنازحين.
في الإطار ذاته أكد متحدثون عن الشباب الذين أطلقوا هذه الحملة وهم هابس حويل وإيمان الكعبي وسوار الذهب علي ، أن هذه المبادرة جاءت بعد وصول الأزمة السورية عامها الثامن دون أفق قريب للحل مما يستدعي التحرك العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. لافتين إلى أن مأساة اللاجئين لا تقتصر على الفرار من بلدانهم بحثاً عن الأمان بعد فقدان الأهل والأحبة بل أصبحوا يواجهون مشاكل معقدة تتمثل في مشاق الحياة وندرة فرص الحصول على عمل مناسب.
وأوضحوا أن عدم إجادة اللاجئين لغة البلد المضيف، وعدم تناسب خبراتهم مع متطلبات سوق العمل، وعدم توفر المؤهلات الدراسية المطلوبة في سوق العمل في البلد المضيف، أو اضطرارهم لقطع دراستهم وحرمانهم من الحصول على شهادة جامعية تمكنهم من إيجاد عمل لائق أو الوضع الاقتصادي السيئ في البلد المضيف، كل ذلك دفعهم لابتكار هذه المبادرة وتنظيم هذه الحملة التي تعكس حرص أهل قطر وأبنائها على تخفيف المعاناة عن المحتاجين في كل مكان.
وأكد المتحدثون عن الشباب المشارك في حملة التنافس الخيري لدعم الشباب اللاجئين والنازحين ، أن مثل هذه المبادرات الإنسانية ليست بالشيء الجديد على المجتمع القطري الذي يشعر بالمسؤولية تجاه الشباب الذين حرموا من فرص التعليم والعمل بسبب الأزمات السياسة والاقتصادية التي اضطرتهم إلى اللجوء إلى دولهم والعيش في ظروف صعبة.
يذكر أن صلتك هي مؤسسة اجتماعية تنموية دولية غير ربحية غير حكومية مقرها دولة قطر، وتعمل على وصل الشباب بالوظائف والموارد اللازمة لتأسيس وتنمية مشاريعهم من خلال شبكة تتكون من 300 شريك دولي وإقليمي ومحلي بدءاً من المانحين والحكومات، وصولاً إلى القطاع الخاص، والقطاع الأكاديمي، ومنظمات المجتمع المدني ومن خلال مبادرات مبتكرة في مجال ريادة المشاريع والتوظيف.