دعا المتحدثون في جلسة المدن بوصفها وسيلة جديدة للنمو الاقتصادي التي أقيمت خلال المؤتمر الحادي عشر لإثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، أمس بفندق شيراتون الدوحة، للتوجه نحو المستقبل عبر الاقتصاد والنمو والتطور ضمن المدن الذكية لتقديم حياة أفضل للمواطنين ولمواكبة التنمية المستدامة.
وأكد المشاركون على أهمية توازن القطاعات المختلفة والسياسات الاقتصادية لتحقيق التنمية المستدامة، والبحث عن سبل جديدة لإدارة الموارد واستثمارها بشكل افضل، وخلق فرص عمل أفضل للأفراد وفتح أسواق أفضل للشركات.
مبادرة بـ 150 مليون دولار
فيناي سينغ، من وزارة التجارة الأمريكية، قال إنهم أطلقوا العديد من المبادرات لتطوير البني التحتية في دول مثل الفلبين، والعمل على تشجيع القطاع الخاص الا ان التمويل كان مشكلة أساسية. وشدد على أن البنى التحتية من أهم ركائز المدن الذكية. واضاف في العام الماضي اطلق البيت الأبيض مبادرة تمويل المدن الذكية بقيمة 150 مليون دولار ونعمل حالياً على تنسيق الجهود لمعرفة ما يمكن القيام به لمساعدة المدن الأخرى وتصدير معرفتنا وقدراتنا لمدن أخرى .
وأوضح أن هنالك العديد من المنظمات والوكالات في الولايات المتحدة التي تعمل على البيانات منذ عدة أعوام، وكشفت عن هذه البيانات من خلال بروتوكول تطبيق فتح البيانات وأن هناك عدداً من المنظمات الحكومية التي تعمل علي توفير هذه البيانات لتكون بمثابة الأساس لجهود التطوير.
وقال سينغ، إن التمويل من القضايا المهمة في الولايات المتحدة ولديهم تعاون مع وزارة الخزانة للتوصل للسبل المتاحة لمعالجة قضية التمويل. وأضاف يجب التركيز على أهمية الابداع وهنالك نقص في عدد المشاريع التي تحقق الارباح ونحاول تأمين التمويل الضروري .
بيئة جيدة ومريحة
وقال الاقتصادي الإماراتي، أحمد المنصوري من الاستراتيجيات ، إن حكومة دبي والامارات ركزت على أهمية التسامح حتى إنها خصصت وزارة للتسامح والسعادة، مضيفاً عندما اقول السعادة لا أعني أن يبتسم الناس فقط، بمعنى أنه عندما نقوم ببناء مستشفي لا يجب أن نركز فقط علي التوسع في المشاريع التنموية وزيادة عدد الاسرة، وإنما بضمان بيئة جيدة ومريحة ولابد من تحقيق السعادة والتسامح، فهذه قضايا تهم الشرق الاوسط والتحديات .
وأضاف أن مفهوم المدن الذكية واستدامتها يتعلق بقوة واستدامة البيانات والمعاملات والتكنولوجيا من اجل خفض التلف الذي يمكن أن يحدث في استهلاك المواد والطاقة، ومن أجل مستوى حياة افضل للمواطنين. واشار إلى أن المدن الذكية يمكنها تحويل النشاطات المتفرقة إلى نشطات ذات عائد والمدن الذكية تعني المستقبل.
وقال إنهم بدأوا في التسعينات بمعايير الجودة واتجهوا لتطوير القطاع العام، وقاموا بتدشين الحكومة الالكترونية اضافة لتعزيز مبدأ المنافسة. وتحدث عن الفرق بين المدن الذكية في الدول النامية والدول المتقدمة. وأضاف، إن المدن الصغيرة يمكن أن تقوم بعمل كبير في تقدم المدن والمدن المجاورة وتخلق نشاطات تجارية جديدة مثل موقع (اوبر) وغيرها.
النمو الاقتصادي
جوي بوسكينو، عضو مجلس مدينة لوس انجلوس (الدائرة 15)، قال إن مدينة لوس انجلوس قطعت شوطاً كبيراً في الاعوام العشرة الماضية وتعتبر مدينة عالمية يقطنها اشخاص من 200 جنسية . وأضاف أن المدن تعتبر وسيلة للنمو الاقتصادي منذ سنوات طويلة. واطلقت مدينة لوس انجلوس أكبر مشروع لتحسين حركة النقل العام في الولايات المتحدة اضافة لمرفأ المدينة الذي يستخدم تكنولوجيا صديقة للبيئة. وتخصص مبلغ مليون دولار يومياً تقريباً لتعزيز هذه التكنولوجا خاصة وانها تمتلك أكبر ميناء بحري في الولايات المتحدة.
وقال بالحديث عن المدن الذكية لابد من التطرق لقضايا السلامة العامة والبنى التحتية والشفافية والمساءلة خاصة مع البلديات المحلية، وفي ديسمبر التزم عمدة لوس انجلوس بجانب المجلس البلدي بتطوير المدينة ودفعها للاعتماد أكثر علي التكنولوجيا وقام المجلس بتعيين أول مسؤول للابتكار التكنولوجي، واطلق المجلس البوابة الإلكترونية للبيانات ، مشيراً إلى إعلان المجلس البلدي عن مشروع لربط قاعدة البيانات بشبكة كاليفورنيا للبيانات التعليمية ومن شأنه أن يتمكن الطلاب واساتذة الجامعات وغيرهم من الوصول لأكبر قاعدة بيانات تم جمعها المنطقة. واضاف أن شبكة لوس انجلوس تدير بوابتين للبيانات وحوالي الف منصة للبيانات ويمكن للسكان الوصول للبيانات بما فيها عائدات المدينة والأموال المنفقة، ورواتب الموظفين وغيرها من البيانات، من خلال تطبيق (311) وذلك لمزيد من الشفافية والمساءلة.
إدارة البيانات
وقال الخبير الاقتصادي السيد جاي بروس، إن المشكلة ليست هنالك تعريف واضح للمدن الذكية، وهنالك الكثير من العوامل التي ترتبط ارتباطاً مباشر وغير مباشر بإدارة البيانات، واعمق ما توصلنا اليه من خلال عملنا في الثلاث سنوات الأخيرة مع الحكومات بجميع انحاء العالم، هو أن كل الحكومات والبلديات تعمل بطريقة تضمن لها الوصول لادارة البيانات بشكل افضل من اجل تحقيق المدن الذكية .
وأضاف إن العامل السحري في المدن الذكية يكون عبر فتح البيانات للقطاع الخاص والسماح للسكان والشركات بخلق أنظمة بيئية حول هذه البيانات.
وأضاف ان البلديات تملك اليوم أكثر من أي وقت مضى بيانات في مجالات التعليم والصحة واعتقد ان الوقت قد حان للبلديات للتأثير بشكل أكثر على إدارة هذه البلديات وفتح البيانات امام جميع الجهات، ومازال أمامها فرصة للعب دور فعال في النظام البيئي للمدن الذكية، وحل الكثير من المشاكل مثل مواقف السيارات. وقال نحتاج لحوالي 5 أعوام حتى نصل لحلول ملموسة مشيراً إلى الحاجة الملحة لإدارة البيانات بشكل صحيح .