الهند دولة كبيرة بكل المعايير. فهي تحقق منذ سنوات تقدما مدهشا في وقت يعاني خلاله العالم الغربي كما الناشئ من ظروف صعبة جدا. خلال أزمة «الركود الكبير» بدأ من سنة 2008، بينما كانت الاقتصادات الأساسية تتعثر نمت الهند بما يفوق 8% في سنة 2009 وما يفوق 10% في سنة 2010. في فترة 2007 2012، نمت الدول الصناعية مجموع 3% في وقت حققت الهند خلاله 37% والصين 56%. تقع نسبة الاستثمارات من الناتج سنويا في حدود 32% أي أعلى بقليل من نسبة الادخار مما يفرض اقتراضا خارجيا. يقع عجز الموازنة في حدود 5% من الناتج ويرتفع الدين العام الى 65%.الميزان التجاري كما ميزان الحساب الجاري عاجزان بسبب ارتفاع الواردات كثيرا نسبة للصادرات. الاحتياطي النقدي في حدود 350 مليار دولار حاليا يغطي 7 أشهر من الواردات وهذا مقبول جدا عالميا. مشكلة الهند الأكبر هي الفقر وسوء توزيع الدخل. يقدر الناتج الفردي بـ 1584 دولارا سنويا وهو منخفض بكل المعايير، لكنه تحسن من 390 دولارا في سنة 1993 الى 1500 دولار في سنة 2011. 21% من الشعب الهندي يعتبر فقيرا أي يعيش بأقل من دولارين في اليوم، أما الذين لا يحصلون على الغذاء الكافي فهم بحدود 15%. المشكلة الأخرى المرتبطة بالفقر هي التضخم الذي كان في حدود 9% سنويا وانخفض مؤخرا الى 6% مما يفسر انخفاض المستوى المعيشي. من مظاهر سوء توزيع الدخل وجود عدد قليل من أصحاب المليارات (55 شخصا) يحصلون على نسبة مرتفعة من الدخل القومي الهندي أي 17,2%. مقارنة بدول أخرى من ناحية حصة كبار الأغنياء من الناتج، نرى انها 29% في روسيا، 12,5% في المكسيك، 6,5% في البرازيل و4% في الصين. هنا تكمن الى حد بعيد ركائز النضوج الاقتصادي الصيني الذي بالرغم من وجود مساوئ انتاجية عديدة، رعى توزع الدخل وحمى الفقراء أكثر. لكن الهند تتمتع بايجابية سكانية واضحة وهي انه قبل سنة 2020، سيكون متوسط العمر في الصين 37 عاما بينما سيكون 29 في الهند و49 في أوروبا. الهرمية السكانية الهندية الشابة تعطي أفضلية للاقتصاد. ما هي الخصائص الرئيسية للاقتصاد الهندي؟ أولا: تشير احصائيات النمو الى استطاعة الهند المنافسة بنجاح في الاقتصاد العالمي. هنالك قطاع مهم هو التكنولوجيا وفروعه من حواسب وغيرها تتميز فيه الهند وتعتبر رائدة عالميا. سمح هذا الواقع برفع الاحتياطي النقدي للدولة من 294 مليار دولار في سنة 2011 الى متوقع قدره 405 مليارات دولار في أواخر هذه السنة. ثانيا: هنالك تقدم في المعايير الاجتماعية. تدنت نسب الفقر من 46% في سنة 1993 الى ما دون 20%. ارتفع العمر المرتقب من 58 سنة عام 1990 الى 66 سنة اليوم. تدنت نسبة وفيات الأطفال من 125 من الألف في سنة 1990 الى أقل من 50 اليوم. تدنت نسب الأمية من 40% في التسعينات إلى أقل من 15%. انعكست هذه الايجابيات على المناطق والنساء.