لماذا يزداد الصرف في رمضان؟!

التفوق الذي تشهده المجمعات والمراكز التجارية قبل رمضان وخلاله في تقديم العروض على السلع الغذائية المختلفة يؤدي لزيادة الاقبال والشراء إما لاستهلاكها أو لتخزينها توفيرا للأشهر المقبلة أو للخوف من عدم توافرها. وهذه الزيادة في الاستهلاك تؤدي لاستغلال بعض التجار رفع الأسعار، فيحققوا أرباحا تفوق أرباحهم طوال السنة وقد يستغلونها لترويج السلع الكاسدة أو التي اقتربت نهاية صلاحيتها ضمن السلع الحديثة. وفي رفع الأسعار إرهاق لأصحاب الدخل المحدود وضغط على ميزانية الأسر في هذا الشهر الكريم. ولا يقتصر الاستهلاك على المواد الغذائية فقط بل تشتري الأسر الأواني بمختلف أنواعها من أجل التجديد أو للولائم، ثم تتهافت السيدات على شراء الملابس لاستخدامها في رمضان. وانتشر قبل سنوات في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بيع اللفائف من العجائن والسمبوسه والمحاشي والكبة فتشتري منها السيدات لتثليجها ثم لاستخدامها برمضان بالإضافة للحلويات وهكذا الحال كل عام.  وكما أن ما سبق يرهق الميزانية فإن التسوق قبل الإفطار قد يُنهيها حيث يشتري الصائم المرهق كل ما تقع عليه عينه ويشتهيه قلبه فيملأ العربة فقط لإحساسه بحاجته لها؛ لذا فإن أفضل وقت للتسوق في رمضان هو أول الصباح أو بعد الفطور. جميل هو تجمع الأسرة على سفرة الطعام، وأجر في تفطير الصائمين لكن وقوف النساء والخدم والفتيات بالمطبخ لساعات طويلة من أجل التفنن بطهي أنواع مختلفة من الطعام لتجهيز سفرة صغيرة أو كبيرة أمر لا يقبله عقل ولا تجيزه الشريعة، فيستهلك رب الأسرة ماله ويضيع فيه وقت النساء فلا يرتحن ولا يذكرن الله، ثم تجد نفسها بعد الإفطار مرهقة لا تقدر على الصلاة. أما ما طُبخ فقد أُكل منه القليل ووزع القليل والباقي تلقته القمامة، ثم تجتهد في اليوم التالي لطبخ جديد! من السهل تغيير هذه العادات والتقاليد لتكون أفضل من أجل الفرد والمجتمع من خلال:1) حملات تثقيفية لحجم العروض المغرية خلال رمضان وجعلها متاحة خلال السنة وهذا سيُعطي نتائج إيجابية يعود نفعها على الفرد والمجتمع وسيردع استغلال التجار،2) التوعية الدينية بعدم الإسراف وأضراره، 3) تقريب التعاون بين أغنياء البلد والجمعيات الخيرية حتى نمحي هذا الأثر السلبي الذي نشهده الآن، فهم أحد وأهم الأسباب وراء إهدار كميات كبيرة من الطعام قد تنتهي عندهم لكنها تبقى ثم تُرمى عند من أخذها، 4) تثقيف المجتمع بأهمية التخزين الصحيح للمواد الغذائية وكيفيتها حتى لا تفسد أو تُركن فتنتهي صلاحيتها. ثم توعية المجتمع بأن: 1) سوء التخطيط يجعل الفرد يستهلك أكثر مما يدخر بل قد يبقى مفلسا لآخر الشهر منتظرا راتب العيد ليستنفده فيبقى بعد العيد مفلسا أيضا؛ لذا يجب أن 1) يحدد الفرد أولوياته وأساسياته ولا يتجاوزها، 2) يحدد عدد الأفراد وبالتالي عدد الولائم التي يعتزم القيام بها، 3) يضع مبلغا لملابس العيد وللعيدية إن اعتاد عليها والذكي من قد وفر من ميزانية الأشهر السابقة لهذا الأمر، 4) يضع ميزانية رمضان ولا ينسى أن يقدم لنفسه الخير في شهر الخير. لكن من المسؤول عن تثقيف المجتمع وتوعيته؟! همسة لإدارة حماية المستهلك ومكافحة الغش التجاري: من ضمن اختصاصاتكم نشر الوعي الاستهلاكي بين أفراد المجتمع، ولديكم قسم للتوعية الاستهلاكية فأين أنتم من توعية المجتمع؟! وأين قسمكم لا نجد له صوتا في مواقع التواصل ولا التلفزيون؟! وأين أنتم من حماية المستهلك من نفسه قبل حمايته من التجار والغش التجاري؟!