المغرب.. تاج العرب

يستحق المنتخب المغربي أن يضعه كل العرب تاجاً فوق رؤوسهم بعد ما حققه في الجولة الثانية لمونديال كأس العالم 2022 بقطر، إذ قدم ملحمة كروية رائعة وتمكن من الفوز على بلجيكا أحد أبرز المُرشحين للمنافسة على اللقب وهو المنتخب العالمي الذي يمتلك الكثير من النجوم المعروفين، وكذلك بلجيكا هي صاحبة الميدالية البرونزية في مونديال روسيا 2018. المغرب حفظ ماء وجه العرب في الجولة المونديالية الثانية، كونه حقق النقاط الوحيدة لنا بعد خسارة تونس من أستراليا، والسعودية من بولندا، وقطر من السنغال، لنكون قد حصدنا 3 نقاط فقط من أصل 12 في الجولة الثانية، بعد أن كان الحصاد 5 نقاط في الجولة الأولى، لكن يجب ألا ننظر إلى انخفاض عدد النقاط، بل لابد من النظر إلى أن منتخب المغرب بات قريباً جداً من بلوغ دور الستة عشر، كونه بحاجة للتعادل فقط في الجولة الأخيرة أمام كندا التي ودّعت المونديال رسمياً. أما المنتخب السعودي فإنه رفع الرأس بمستواه المتطور للغاية أمام بولندا وهو امتداد لما حصل أمام الأرجنتين، والأخضر أمام بولندا أثبت لنا أن ما حصل في لقاء الأرجنتين من أداء قوي لم يكن محض صدفة، ولكن الكرة أحياناً تعاندك إذا ما أرادت ذلك، وهو ما فعلته مع السعوديين في مباراة بولندا، فالأخضر فعل كل شيء لكنه لم يخرج بنقطة، إذ حتى ركلة الجزاء ضاعت من سالم الدوسري الذي قلما يفعل ذلك، لكن آمال التعويض باقية في المباراة الأخيرة أمام المكسيك. وبالنسبة للمنتخب التونسي فقد حيَّر الجميع، فبعد أدائه المميز أمام الدنمارك وخروجه بنقطة منها، عاد وسقط بالخسارة أمام أستراليا في اللقاء الثاني ووضع نفسه في موقف محرج ضمن سباق التأهل للدور الثاني، وبات بحاجة للفوز على فرنسا القوية جداً وانتظار نتيجة مباراة أستراليا والدنمارك، لعل الله سبحانه وتعالى يكتبها لنسور قرطاج!. والمنتخب القطري يشهد له الجميع بأن مستواه تطور كثيراً في المباراة الثانية أمام السنغال وهاجم مرمى الخصم كثيراً لكنه اصطدم بالعملاق ميندي أحد أفضل حراس العالم، والعنابي (ذبحته) الأخطاء الفردية في الجولة الثانية، وهو ما يؤكد الذي ذكرناه سابقاً من أن المنتخب القطري تأثّر كثيراً بالضغط المونديالي وهو ما ولد الارتباك في بعض الأحيان وهذا كلف الفريق خسارتين جعلتاه خارج المونديال رسمياً.