


عدد المقالات 73
خرج من منزله وفي جيبه العلوي 500 ريال تدفي قلبه وتحسسه بالأمان المالي على الأقل لفترة قصيرة.. لكن بعد أن عاد إلى المنزل في نهاية اليوم, صاح يردد وعلامات التعجب تملئ وجهه «وين فلوسي وين فلوسي؟». فلم يبق من المال الذي خرج به إلا الذكريات الجملية التي جمعتهم سوياً فترة من الزمن! بدأت زوجته المخلصة تحاول أن تساعده في البحث عن المبلغ ولعله سقط هنا أو هنا, وعندما أعياهم التعب وأجهدهم التركيز سألته سؤال المليون ريال. أنت ما شريت شي اليوم؟ هذا السؤال كان كافياً لإغلاق ملف ضياع المبلغ أو لا قدر الله اتهام أحد في المنزل بسرقته. وفعلاً خلال دقائق بدأ شريط اليوم يعود واكتشف أنه دخل أحد المحلات «فجأة» واشترى بالمبلغ إحدى السلع التي أبهرته دعايتها! هذا المشهد المتناقض والفوضوي قد نشاهده يومياً هنا أو هناك خصوصاً في غياب الثقافة المالية الصحيحة عند البعض التي تعتمد على إنشاء ميزانية شهرية مقسمة إلى بنود تبين المصروفات والإيرادات تحمي أموالنا ومدخراتنا من النزوات الشرائية وتلاعب الدعاية بمشاعرنا ورغباتنا وضغط مندوبي البيع والتسويق المحترفين الذين يحاولون بشتى الطرق إقناعنا بأننا لا نستطيع العيش دون هذه السلعة أو تلك الخدمة!! في مشاهداتي اليومي أكتشف أن الشخص الذي أمامي له هدف مالي ولديه الوعي الكافي والإدراك الذي يمكنه من الوصول إليه والشخص الفوضوي صاحب اليد المخروقة الذي يحرق المال بلا أي مسؤولية كما نحرق أعواد الثقاب. في هذا الزمن الذي زادت فيه نسب التضخم وزيادة الأسعار وضعفت في العملات لم يعد من الممكن أن ندير أمورنا المالية بعبث أو تخبط بدون حساب أو تدقيق دون تفريق بين الحاجات التي لا نستطيع أن نعيش دونها وبين الرغبات والشهوات التي لا حدود لها, لا يمكن أن نعيش دون إدارة للأولويات دون تفكير بالمستقبل وزيادة حجم العائلة وزيادة متطلباتها, وبالتأكيد لا نستطيع أن تعيش بمنطق اصرف ما في الجيب بأتيك مافي الغيب!! لقد سقطت مع هذا الارتفاعات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية فكرة المصدر الواحد للدخل وفكرة الأمان الوظيفي وبدأت شرائح المجتمع الواعية تعيد النظر في سلوكياتها الاستهلاكية التي مهما جلبت من المتعة اللحظة فسوف تجلب المعانات المستقبلية للفرد والأسرة. والمبشر بالخير أن ثقافة العمل الحر والتجارة والادخار بغرض الاستثمار بدأت تعود تتصدر من جديد بعد تصدر ثقافة الوظيفة والدخل المحدود لزمن لكن لا يمكن للمجتمع أن يستمر في التنافس على عُشر الرزق وإهمال التسعة أعاشر الباقية التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في التجارة. على أبواب رمضان لا يكون التسوق عادة للتنفيس النفسي أو الاستعراض الاجتماعي وعلينا أن نحرص على تجنب التسوق ونحن صائمون لأن ذلك يزيد من المشتريات ولنتذكر بأننا نرمي حسب الدراسات %50 من الأطعمة في سلال النفيات أي أننا نرمي نصف أمولنا في الشارع بالإضافة إلى ارتكابنا لذنب قد تكون عقوبته سلب هذه النعمة لا قدر الله. حياتكم ستكون أجمل بوعي اقتصادي وتوازن سلوكي وهدف مالي وحسب تدبير وتطلع لما هو أفضل. محبرة الحكيم لم يعد من الممكن أن ندير أمورنا المالية بعبث أو تخبط بدون حساب أو تدقيق • مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير ASTD. sultan@alothaim.com sultanalothaim@:
نيران تصول وتجول في أعماقه أطفأت العقل وعطلت الحكمة وحجبت البصر والبصيرة. أصبح ذاك الإنسان الوادع والمهذب وحشا كاسرا استبدل الهدوء بالغضب والعقل بالانفلات والحكمة وبالانتقام وأصبح إنسانا آخر لا يعرف مدى نقمته وحدود عدوانيته...
يبحر كثيراً مع رياح الماضي وانكساراته وانتصاراته وآهاته وتعقيداته وأمجاده. فالمتعة العظيمة في مخيلته هي العودة للماضي أو الهروب للمستقبل. وبين هذا وذاك ضيع الحاضر الذي ينتظر منه الكثير من العمل والتركيز والمبادرات والمشاريع. والحاضر...
في يرعان الشباب وعلى أعتاب المرحلة الثانوية وسؤال الوجهة والتخصص والمسار هو السؤال الأبرز على طاولة حياته. الكل حوله يوجهونه ويقترحون عليه لكن حسب ما يردون هم وليس حسب ما يريد هو!! أحس بالممل من...
لطالما أمعن النظر في أحوال الناس من حوله وكان يركز على جانب السعادة لديهم. نظرات الغبطة تخرج من عينه والكثير من الأسئلة يطرحها عقله حيث ظل يردد «يا سعدهم». على الضفة الأخرى كان يقارن أفضل...
كان يُشاهد نشرة الأخبار وحيث السياق في تلك النشرات عن الحروب والدمار. فرئة الإعلام لا تتنفس إلا من خلال الإثارة التي لا تتوفر إلا في مواطن الصراع أو التنافس. كان المذيع يصف حالة الحرب حيث...
عينه دائماً في أعينهم, يرقب ردود الأفعال ويتأمل الوجنات والإيماءات, حريص جداً على رضاهم مهما كلف الأمر. قبل أن ينام يبدأ بعد الأشخاص ويتساءل هل فلان راض علي؟ ويعتقد أنه سوف يحصل رضا كامل الدسم...
وجد ضالته بها؛ فأصبح يستخدم هذه الكلمات لتبرير الكثير من الأحداث من حوله. تعثره الدراسي وانعزاله الاجتماعي وفشل تجارته وأعماله وتأخر الكثير من ملفات حياته. بدأت اللعبة تكون أكثر إغراء ومتعة!! فبدأ الأصدقاء والأقارب من...
تعرفه من قيادته للسيارة، فهو في عجلة دائماً، يصيبه الاكتئاب من منظر الإشارة الحمراء، ويشعر بالضيق عندما يرى السيارات تمشي ببطء من الزحمة! يقود السيارة بتهور لا محدود، وفي النهاية المشوار الذي يذهب إليه هو...
يبهرني مشهد رسول عظيم عليه الصلاة والسلام وهو المعصوم عن الخطأ والمسدد بالوحي يُلح على أصحابه قائلاً «أشيروا عليّ». وعمر رضي الله عنه يدين لأحد الصحابة لأنه أنقذه من قرار خاطئ ويقول «لولى معاذ لهلك...
بعد زيارته لتلك المدينة سألته عن انطباعاته عنها. فقال لي: جميلة بس كل أهلها بخلاء. وعندما انعطف بنا الحديث لسؤاله عن إحدى الشركات قال: شركة ممتازة لكن القائمين عليها كلهم فاسدون!! استمر الحديث حول مرئياته...
تجده يعمل في كل صنعة ويهتم بكل خبر، في الحوار مع الآخرين يفتي في كل شيء ولن تجد لكلمة «لا أعلم» أي تواجد في قاموسه. متعة في العمل التجريب الدائم والانتقال المستمر، فاليوم في وظيفة...
في حياته الكثير من الشعارات والكلمات. تجده نجماً في المجلس ومع الأصدقاء، لكنه ليس كذلك في حياته الحقيقية، فهو ظل لا يرى وخيال لا يشاهد. قررت وقررت وقررت، تلك الكلمة التي تدور في لسانه لكنها...