اسكندر اليويفا .. رُدود حرَّاقة..!

تابعت تصريحات الكسندر  تشيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وشعرت كأنه يقول لرئيس  رابطة الليجا  المنتقد سياسة باريس سان جرمان في سوق الانتقالات..  لست ياريال مدريد وحدك السائح الثري، وليس باريس سان جرمان المفلس الفرنسي.. وأدركت أمام قوة التصريح ومافيه من الاسترسال النقاطي الواضح أن اليويفا حاسم في عدم ترك أي فخ من فخاخ جرح عدالة  كرة القدم الأوروبية.  * وكان رئيس رابطة الليجا انتقد سياسة باريس سان جرمان في موضوع تعاقده مع كيليان مبابي على حساب الرغبة الريالية الكبيرة في ضمه إلى الفريق الملكي، فإذا بِرَد رئيس الاتحاد الأوروبي حاسماً، بل ومحرجاً، وهو يصل حد كشف نوايا الريال على نحو ظهر في العبارات التالية..  لايحق لريال مدريد أن يقول لنا ماذا نفعل.. أريد أن أعرف من الذي خالف القواعد..؟ إنهم يشعرون بالغضب رغم أن عرض ريال مدريد حسب علمي كان مشابها لعرض باريس سان جرمان.. التعاقد صار في النطاق الطبيعي لكن الريال مستاء من عدم انتقال مبابي إلى صفوفه.. لقد سئمت من سماع هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة.. * ولم ينس تشيفرين الاستشهاد بِكَون هناك مُلاَّكاً في الأندية بعضهم من الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا والشرق الأوسط في اشارة الى  أندية قادرة على تجاوز عائق قوانين اللعب النظيف، بعيداً عن أي مزايدات..هذه التصريحات الصادرة من أعلى موقع على خارطة الكرة الأوروبية برَّأت ساحة باريس سان جرمان، وكشفت عن أن الاحتجاج المدريدي لم يكن موفقا على الأقل من وجهة نظر رئيس اليويفا.. * ومعروف ان مصطلح اللعب النظيف يحمل تحته قواعد بدأ استخدامها منذ سنوات على نطاق رياضي كبير ، تؤكد على أهمية السلوك الصادق والنقي للرياضيين، خارج التدليس والتواطؤ والحيل لإرباك الخصم سعياً من الفيفا ومعه الاتحادات القارية لتأمين منافسات عادلة وشريفة.. * أراد تشيفرين بهذه التصريحات ليس منع الرياليين من التمادي في الخطأ او الاستهانة به وإنما التحذير للجميع.. ولم يكن الأخذ والرد سيأخذ هذا المنحى الحرَّاق والمدى الواسع لولا أن اللاعب مبابي مارس اقصى درجة الحِذق فأرسل محفزات العشم والأمل للريالليين، وبأن توقيعه للريال مسألة وقت فقط، وفي نفس الوقت كان يرفع التكلفة المالية لمشواره الجديد مع باريس سان جرمان ممثلا دور فص الملح الذي ذاب..  * ومعروف في قواعد اللعب النظيف -التى طبقها الفيفا منذ اكثر من عقد- جاءت للتخفيف من حالات الافلاس التي وقعت فيها أندية كثيرة فكان لابد من نصوص تضبط سقف الرواتب مع فرض ضرائب على من لايستوعبون الحاجة إلى التوازن بين المصروفات والايرادات، حتى لايسقط الغطاء داخل الوعاء.  وفي بعض الأندية يحدث ان تعود ملكيتها لأثرياء يعملون في انشطة عديدة فإذا تعرضت شركاتهم لأزمات انعكس ذلك على النادي.. *  ومن هنا برزت ظاهرة تهيئة اللاعبين للتعاطي مع فكرة  تقليص الرواتب واستدعاء المفردات العاطفية في زمن احترافي كما كان يحدث من زمان عند اندية وجماهير تتحدث عن ابن النادي وروح القميص، وجميعنا يتذكر مارافق مغادرة ميسي لبرشلونة ومغادرة كرستيانو رونالدو للريال من عواطف بدت غريبة على زمن الاحتراف..  * إن ما ينفق في الأندية في العالم من اموال كبير جدًّا ولن تحله ضوابط سقف الأجور وإنما التنمية المستدامة داخل كل نادي وتشغيل الأدمغة في موضوع المصروفات والإيرادات، والعزف أكثر على أوتار العاطفة الجماهيرية لتشجيع اللاعبين على تقليص رواتبهم، وشحذ الهمم والمعنويات لأن تكون البطولات المكتسبة  وتسويق فائض اللاعبين والاعلانات وعدم مخالفة قواعد اللعب النظيف وسائل وصول الى التماسك خارج ورطات الديون التي اطاحت بنادي لاتسيو الإيطالي الى موقع متواضع،واستدعت استحداث دوري المؤتمر لاستيعاب المتلعثمين، وعدم اغفال أننا أمام مفاجآت لا ينبغي الاستخفاف بها أمام عدالة كروية حاضرة تتطلب أن تتشبَّع كل عناصر الرياضة داخل النادي ومدرجاته بالروح القانونية، دونما استهانة أو أخطاء ، إدراكاً واستيعاباً لكون النتائج ليست سوى هدف من اهداف الأفراد والمجتمعات.