قبل عدة أيام قمت بزيارة لصديق في مكتبه بمقر عمله وحرصت على أن يكون توقيت الزيارة مع قرب نهاية الدوام حتى لا أشغله عن مهام عمله الأساسية، وعند دخولي إلى مكتبه لم أجد أحدا في إدارته نهائياً، المكاتب فارغة والممرات خاوية رغم أن الوقت ليس وقت انصراف، خاصة الشركات!!
توقعت أني دخلت المكتب الخطأ أو البرج الخطأ أو أي شيء آخر!!
فسألت صديقي بعفوية: (وين الموظفين؟)..!!
فقال: تعال وبتعرف وينهم، ذهبت بمعيته إلى أحد المطاعم الشهيرة ووجدت عشرااات الموظفين هناك في دعوة غداء!!
استغربت!!
فقلت له: طيب والدوام والمهام..؟، فقال: هذه ليست المرة الأولى التي أدعو فيها الموظفين لغداء، بل بين فترة وأخرى، بهدف التخفيف عنهم بسبب إجهاد العمل، فطبيعة عملنا إدارية مالية تحتاج تدقيقا وجهدا ذهنيا كبيرا لا يخلو من التوتر والتعب وأحياناً الضغط الكبير، فوجدت أن التخفيف عنهم ومراعاة نفسياتهم الحل الأمثل لضمان إنتاجية أفضل وزرع روح التعاون بين الموظفين ومرؤوسيهم، ومن تجربة واقعية وجدت أن ناتج العمل عند مراعاتنا للجانب النفسي والاجتماعي للموظفين قد تضاعف عدة مرات وانخفضت حدة التوتر، بل أصبح التعامل أكثر مرونة، فعندما يقدر المسؤول جهد الموظفين ويكافئهم تكون النتيجة أكثر إيجابية في الأداء اليومي، وللعلم صرفت للمتميزين منهم أيضاً مكافأة تشجيعية اليوم، بهدف بث روح المنافسة والحماس بين الموظفين..
لذلك لن تجد استقالات ولا تذمرا ولا طلب نقل، بل تصلني طلبات كثيرة من الخارج بطلب النقل إلى إدارتي، ولله الحمد، رغم كَمِّ العمل والضغط.
بصراحة احترمت عقليته وقيادته وحرصه على راحة موظفيه مع أخذه في الاعتبار نجاحه في مهامه الموكلة له هو من نجاح فريق عمله.
آخر وقفة:
أخ حسن، القيادة فن والقائد الواعي يدرك أهمية الجانب النفسي والاجتماعي للموظف.. ويحرص على إيجاد بيئة عمل ناجحة ومهيأة من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة منه.