حتى لا يبقى الجمهور في نصف ذقن..!

عندما يطلب المدعي العام في إيطاليا خصم 9 نقاط من رصيد نادي يوفنتوس في بنك النقاط والأهداف فتصر المحكمة على خصم 15 نقطة فإن في ذلك تأكيد على قلق قضاة المحكمة الإدارية مما يحدث في إيطاليا من التراجع في منسوب النزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص في منافسات كرة القدم، وما يحيط بالأندية واللاعبين من الظلم خارج قيم النزاهة والعدالة والمصلحة العامة.. * وكان بالإمكان اعتبار ما حدث في نادي السيدة العجوز استثناء وخطأ بشريا نادرا يؤكد قاعدة النزاهة لولا أن ما حدث مؤخراً لم يكن سوى حالة تواصل في نشاط يوفنتوس وأندية إيطالية أخرى مع التلاعب بالعقود وتغيير ارقامها والمغالطة في صفقات الناشئين، ما يؤدي إلى قرارات عقابية أكبر مثل سحب البطولة أو حبس لاعبين..  * وعادة ما يتم التلاعب بالأرقام المالية أو حتى النتائج داخل الأندية الإيطالية بهدف التضليل خصماً من مبادئ النزاهة واللعب النظيف..وقد سبق رصد وتسجيل مكالمات هاتفية بين مسؤولي أندية ايطالية وحكام مباريات فيها ما فيها من مواقف غير نزيهة وتنال من العدالة وأدى ذلك لتهبيط يوفنتوس الدرجة الثانية عام 2006، وخسارة عدد من نجومه..  * والواضح أن تداعيات ما حدث ستصل إلى أندية أخرى مثل نابولي، وسيطيح فيها اداريون باعتبار الفساد عادة هو شبكة من المصالح المتداخلة التي تدفع ثمنها الأندية من سمعتها الدولية وتسيئ لمشاعر ملايين من المحبين والعشاق الضالين لمثل هذه الأندية..  * ومهما كسب ناد من الأندية التي تدير أمورها خارج قواعد اللعب النظيف فإنه سرعان ما يخسر، حتى في عوائد عدم مشاركته في الدوريات الأوروبية كما هو محتمل بعد الفضيحة الأخيرة، فضلاً عن مشاعر جمهوره كلما نام على حلم تلاعبي مزعج، متصل بالتدليس وعدم النزاهة.. وما أثقل على جمهور يصفق للهدف ويفرح بالنقطة ثم يجد فريقه المفضل وقد جاء من يسحب من رصيده النقاطي مايساوي نتائج خمس من مباريات الفوز، مع هرولة مسحوقة باتجاه قاع المنافسة وأدنى الترتيب.. * وجرَّبت جماهير كل من يوفنتوس ونادي إيه سي ميلانو ونادي فيورنتينا ولاتسيو وريجينا مرارة العقوبات بذات خلفية التلاعب وعدم النزاهة عام2006، وحينها قدم فرانكو كرارو رئيس اتحاد كرة القدم الإيطالي استقالته، كما استقالت إدارة نادي يوفنتوس.. وطبيعي أن تتضاعف مشاعر الغضب وصدمة الجمهور، لأن في العقوبات إدانات واضحة وصادرة عن المحكمة الإدارية ولها تداعياتها الأوروبية والعالمية حيث تسوء السمعة، ويحضر الحرمان من التأهل، وتعاق صفقات انتقال نجوم وتزداد تكلفة غسيل السمعة.. وقد بدأ الحديث عن احتمال ظهور كرستيانو رونالدو على خط المطالبة بديون له تصل إلى 20 مليون دولار..   * وفي معرض الحديث عن قضايا عدم النزاهة، وغسيل السمعة يجدر التذكير بأن لكرة القدم أصولا وقواعد لم يتم سلقها بين ليلة وضحاها وإنما خضعت لنقاشات معمقة عبر لجان متخصصة، ولا يجوز أن يفرط أي طرف من الذين يديرونها في التكتيكات والخطط غير النظيفة بأي صورة من الصور، لأن في ذلك إطاحة بالعدالة و بآمال جماهير عريضة نحو متاهات الاضطراب والقلق، وعدم الثقة.. * وسيكون جميلا لو اهتمت كل روابط ومجالس التنسيق بموضوع الشفافية التي توازن بين الوعاء والغطاء، سعياً للحماية، وضمانا للتسويق الذي يخدم كرة القدم ولا يترك أحلام محبيها على طريقة حلاق غادر محله، وترك زبونه في نصف ذقن..!