حققت السياسة النقدية السهلة والنمو العالمي المرتفع "نسبياً" في عام 2017 عوائد كبيرة لغالبية دول العالم وفى المقدمة منها دول الأسواق الناشئة، حيث أشارت وكالة أنباء "بلومبرج" إلى أن العملات والأسهم والسندات فى اقتصادات هذه الدول قد حققت في هذا العام أكبر انتعاش لها خلال السنوات الثماني الماضية، وذلك على الرغم من مرور دول هذه الأسواق بالعديد من الأحداث والمواقف الصعبة. ولقد بدأت هذه الأحداث الصعبة بخطاب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الداعي للحمائية وتبنيه لشعار "أمريكا أولا"، إلى الاختبارات الصاروخية لكوريا الشمالية، بالإضافة إلى الأزمة المالية الحادة في فنزويلا وعجزها عن سداد ما عليها من ديون، وأخيراً رفع البنك المركزي الأمريكي لأسعار الفائدة فى هذا الشهر وإعلانه عن اعتزامه تشديد سياساته النقدية... وعلى الرغم من كل هذه الضغوط فقد ركز المستثمرون فقط على الجوانب الايجابية. ففي الصين ... أعلن الرئيس "شي جين بينج" خلال المؤتمر السنوي التاسع عشر للحزب الشيوعي عن أكبر حملة لخفض مستوى الديون، وارتفعت قيمة الأسهم المحلية بشكل كبير في مؤشر "أم إس سى آي" للأسواق الناشئة بعد أن حظيت بدرجة عالية من المصداقية والشفافية بما مكنها من جذب شرائح جديدة من المستثمرين العالميين الذين لم يكن لديهم ميل للاستثمار في السوق الصينية. وفى الهند... بدأت الإصلاحات الاقتصادية والضرائبية التي قام بها رئيس الوزراء "ناريندرا مودى" تؤتى ثمارها في رفع وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني للهند للمرة الأولى منذ أربعة عشر عاماً .. كما أعلنت الحكومة الهندية عن اعتزامها ضخ مبلغ 2,2 تريليون روبية أي ما يعادل "32 مليار دولار" في بنوكها الحكومية خلال العامين المقبلين بهدف زيادة النمو. وفى روسيا... والتي مازالت تواجه عقوبات اقتصادية غربية متعددة لموقفها من الأزمة الأوكرانية، مما خفض عائدات سنداتها لتقترب من أدنى مستوى لها والذي حدث في مايو الماضي، وذلك في ظل إعلان وزارة الخزانة الأمريكية توسيع العقوبات على السندات السيادية الروسية المصدرة بالعملة المحلية، في أعقاب العقوبات الحالية التي وقعها الرئيس "ترامب" والسارية اعتبارا من شهر أغسطس الماضي. وفى تركيا... تراجعت العملة التركية "الليرة" في هذا العام لمستوى قياسي وكان أداؤها هو الأسوأ بين كافة الأسواق الناشئة، وذلك في أعقاب فوز الرئيس التركي "رجب طيب اردوغان" في الانتخابات الرئاسية وما ترتب على ذلك من تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، واتهام "اردوغان" للبنك المركزي التركي بأنه يسير على الطريق الخاطئ فيما يتعلق بمسألة التضخم المرتفع للغاية وهو الأمر الذي أدى لانخفاض قيمة "الليرة التركية". وفى البرازيل... أدت الجهود التي قام بها الرئيس "ميشيل تامر" لخفض العجز في الموازنة إلى ارتفاع أسعار الأسهم بالبورصة البرازيلية إلى معدلات مرتفعة، وتعمل الحكومة جاهدة في الوقت الراهن على إصلاح نظام التقاعد بالبلاد، وفى الأرجنتين... تعافت هذا العام الأصول الأرجنتينية في ضوء ما قام به الرئيس "موريسيو ماكرى" من خطط أدت إلى تضييق العجز المالي للبلاد، وتعهده بإجراء مجموعة من الأنظمة الضرائبية والمعاشات التقاعدية.