لن تنطفئ سمعة الكرة العربية في مونديال قطر ٢٠٢٢ لأنها بكل بساطة مونديال كل العرب.. لذلك تسجل المنتخبات العربية حضورا كرويا لافتا في هذا المونديال الذي يقام في أرض عربية خليجية خالصة.
منتخب المغرب ضرب بلجيكا بقوة في الجولة الثانية بهدفين حسب قرار "سيدي الحكم" حسب عبارة رؤوف خليف ولكن في الحقيقة أسود الأطلس أكلوا الأخضر واليابس في مباراتهم أمام بلجيكا المصنف رقم (٢) على مستوى العالم والذي تربع لفترات طويلة على عرش الصدارة في التصنيف العالمي.
لم تعد المنتخبات العربية تهاب المواجهات الكبيرة بل أصبحت تضرب موعداً مع الانتصارات والإنجازات في هذا المونديال القطري الذي تلعب فيه الأرض والجمهور لصالح منتخباتنا.. ففي قطر كل شيء يتكلم عربي (البحر والصحراء) تتكلم عربي.
المغرب جمع (٤ نقاط) من فوز عريض ومهم جدا خطفه بكل جدارة واستحقاق بعد أداء رجولي رفيع المستوى في لقاء للتاريخ.. وأصبح المغرب يضع قدما في الدور الثاني قبل الجولة الثالثة الحاسمة.. مجموعة الموت سيخرج منها أسود الأطلس الذي حافظ على شباكه نظيفة حتى الآن.
حرفيا المنتخب المغربي يكتب التاريخ بحروف من ذهب ليكون أول منتخب عربي وأفريقي يتصدر جدول ترتيب مجموعة بدون هزيمة ولم يتلق أي هدف في المونديال يسجل هدفين ويكون أول منتخب أفريقي وعربي يحقق الفوز على بلجيكا في مباراة رسمية.
وهكذا أصبحت المنتخبات العربية في مونديال قطر لها كلمة مسموعة وتعيد صياغة التاريخ الكروي بعد العروض الفنية الجميلة للمنتخب السعودي الذي أسقط منتخب الأرجنتين المرشح الأبرز للفوز باللقب.. ولم يكن منتخب تونس بعيداً في المباراة الأولى أمام الدنمارك لتحقيق الفوز فاكتفى بالتعادل قبل أن يسقط في فخ أستراليا.. ومع ذلك تبقى آمال كبار وعرض لتحقيق الحلم العربي في مونديال الأحلام القطري.
تبقى الجولة الأخيرة هي الحاسمة وتملك المنتخبات العربية حظوظها الكبيرة ومصائرها في يدها وليست في يد الآخرين وهو الأمر الذي يعطي ميزة إضافية لمنتخباتنا العربية.. السعودي يحتاج أن يكون حاضرا أمام المكسيك في المواجهة الحاسمة وكما فعلها أمام ميسي ورفاقه وكسروا رأسه.. يستطيعون بمستواهم المبهر وإصرارهم الكبير أن يكتبوا تاريخا جديدا منذ الظهور الجميل للكرة السعودية في مونديال العم سام ١٩٩٤م.
ورغم أن منتخب قطر خرج رسمياً من المونديال إلا أنه مطالب في مباراته الثالثة أن يقدم مستواه الفني الراقي الذي كان يعزف على أوتاره الراوي ويعلو صوت الهيدوس وعندما يرنو عفيف يرتفع أداء مونتاري.. خرج منتخب قطر من المونديال ولكن لن يخرج المونديال من قطر.