النيران الصديقة.. للِعشَّاق الضَالِّين..!

كما تتقلُّب النُّجومية تتقلَّب مشاعر مشجعي نفس اللاعب وذات النادي..الأمر الذي تتحول معه المحبة الى اصابات معنوية للمحبوب على شكل نيران صديقة..ودائمًا.. فتِّش عن مشاعر مناصرين وشطحات متابعين.. والحكاية قديمة، منذ كان مشجعي اندية عربية يفرطون في الحماسة تجاه لاعب فإذا اخفق او ضربه السن والتقادم في خاصرة التسجيل او القدرة على منع التسجيل نسوا ونسفوا كل تأريخه فيسمعوه هتافا  يستعير من محمد عبد الوهاب اغنية( اسألك الرحيلا)..  وقد يصل المشجع المتعصب درجة دخول الملعب وفي جيبه ماتيسر من البيض او البندوره وكأنه سيشارك في مهرجان اسباني لتبادل القذف بالطماطم..ولعل بعضكم يتذكر ما اصاب لاعب افريقي في مطار العوده بعد تسببه في هزيمة منتخب بلاده..   وكنت اظن ان فوز برشلونه برباعية في أول اختبار له بعد رحيل ميسي سيجعل بعض مشجعي النادي الكتلوني يقومون بخطوة تنظيم حتى تتضح معالم الفجوة التي تركها رحيله، وبعدها لهم (الخيار) لكن كيد المحبين المنفعلين والعشاق الضالين تصاعد انتظارًا لموقف شماتة اكبر، وهذا ماحدث عندما قام مدرب  باريس سان جرمان باستبدال ميسي في مباراة مع ليون، وقبل الاستبدال كان اوكل مهمة تسديد ضربة الجزاء الى البرازيلي نيمار  فقامت قيامة برشلونيين استعاروا مقولة  (ياشماتة ابله ظاظا فِيَّا) ولعلهم ارادوا تبرير هجرتهم مع لاعبهم المفضل وتجنب الضغوط النفسية لخصومهم الشامتين في انحدار الفريق الكتلوني الى المركز الثامن.. وهكذ توحَّد خصوم الأمس.. هذا يقول: من خرج من داره قل مقداره..وهذا يقول: لقد كان ميسي ملكًا في البرشا، وثالث يتساءل..هل هو متجانس مع زملائه الجدد.. واشدَّهم انفعاليه وقسوة هم الذين استدعوا مفردات التساؤل عما بقي من  العزةوالكرامة ،مستدلين بما اسموه تفضيل المدرب لنيمار  في موضوع ضربة الجزاء..وبأن فريق ميسي الجديد فاز على خصمه بطلوع الروح وبعد ياشاهدين اشهدوا..! عند هذه النقطة اتوقَّف وأقول.. اي لاعب في العالم قد يخذله الحظ..قد يغيِّره المدرب لأن الخطة تقتضي في احدى فترات المباراة تغيير مهمة اللاعب، أو أن وجود اللاعب النجم صار سلبيا في الاطار الجماعي ويحتاج الأمر مراجعة ماحدث في وقت لاحق..وقد تخذله حتى اللياقه أو أي حالة من نقاط الضعف البشري التي لاتكون على اي حال نهاية العالم.. وميسي او رونالدو او غيرهما  لم يخرجوا من احد افلام سوبرمان.. قد يجهش اللاعبون افرادًا وجماعة بالبكاء كما يحدث عندما يسقط ناديا من قاع الدرجة الأولى او  يفقد البطولة فينهار الحلم في اللحظة الأخيرة..وقد تنهار القوةالمحفزة للاعب في لحظة فارقة، فلا يجد غير استبدال الشهد بالدموع..ثم أن حجم العطاء الفردي لنجم يتأثر بخطة المدرب ومنهجه في المباراة وهو امر له كبير  الأهمية. لقد ابدع الايطاليون ببركات مدربهم روبرتو مانشيني.. والأمثله كثيرة على مدربين يصنعون الفارق او لايصنعونه، بأساليب اللعب وليس فقط بهذا الاسم او ذاك.. اما لو سألنا عن اسباب تنامي شطحات محبين قساة وعشاق ضالين فقد نسلِّم بحقائق عديدة ابسطها أنَّه ليس للغيرة بين عشاق الأندية والنجوم اطفائي للحريق، واعلاها النيران الصديقه حتى لو كانت لحظات التقصير في الملعب لتجنب كسرٍ في الجمجمة..!