هاي سنابيس

هاي سنابيس، سنابرز، سرابيس كلها كلمات يُحيي بها بعض أصحاب حسابات السناب شات متابعيهم. والسناب شات هو أحد مواقع التواصل التي انتشرت سريعا لسرعة وصول الرسالة للمتابعين، وهو كغيره من مواقع التواصل الذي يعود على الفرد بالإيجاب أو السلب بحسب من يتابع. يعتبر السناب شات مصدر دخل لصاحب الحساب إن أحسن استخدامه، فإن كان له متابعون كُثر أو كان صاحب شهرة فإنه سيستفيد من عمل أي دعاية يقوم بها وستكون مصدر دخل آخر له، كذلك فالفائدة تعود على المُعلن عنده سواء كان محلا أو فردا يريد البيع أو الشراء. والمشاهير بالسناب شات كثيرون، لكن المضحك أن تضيف حساب أحدهم (ذكرا كان أو أنثى) وهو نكرة بالمجتمع فقط لأنه بين المراهقين وبعض التافهين من الكبار مشهور، لتكتشف أن شهرتهم لم تأتِ إلا من سرد يومياتهم وسفراتهم وضحكاتهم وليتها مفيدة. وهكذا أصبحت حياة جيلنا الحالي مجملين بقشور الدين منتهجين منهج الغرب، لا هدف لهم بالحياة غير ماذا يأكلون وأين سيسافرون وكيف يتفاخرون وماذا يقولون ليضحِكوا من يتابعهم حتى يصبحوا في محيطهم مشهورين!. المحزن المبكي ظهور الفتيات بالسناب شات بما لا يليق بمسلمة، وكأن لا أهل لها!، أو أن لا سلطة لهم عليها!، فعجيب جرأتها على الخروج على حشمتها كمسلمة وبالتالي لن تلتفت لعاداتها وتقاليدها والعرف السائد بالمجتمع. فتجد نساء فوق الخامسة والثلاثين تعرض حساب سنابها عبر مواقع التواصل وتطلب من الجميع متابعتها!، وعند المتابعة تجد ما يخجلك من نفسك ومن متابعتك للتوافه منهن، اللاتي لا هم لهن إلا سرد يومياتهن، وإعطاء نصائح لن تأخذ بها عاقلة أبدا، فلا يعقل أن تنصح بالستر أو احترام النفس والمحافظة على السمعة ممن لم تعمل به، فتنصح بعدم «المغازلة» لتخرج منها حركات توحي لمن يشاهدها بأن هناك من يلاحقها أو يغازلها!.  والمؤسف أنهن قد خلعن الحياء بعدم احتشامهن، فلا يكفي كيلو المكياج على وجهٍ قد تغير بنفخ الشفايف والخدود وتجميل الأنف ورفع الحواجب ليكملنه بلبس لا يليق بمسلمة أبداً، فأين رجالهن؟! تتنقل بين مُجمع ومقهى وتبدل في محل الملابس لتُعرض عبر حسابها ما تلبسه من موضة البناطيل والقمصان ثم تتمكيج أمام كاميرتها كونها خبيرة بالمكياج! ثم تقف في آخر الليل بسيارتها أمام محل للشاي فتطلب «كرك» وسندويتش وتتمايع بالحديث مع البائعين الرجال في أي مكان!، وفجأة تجدها تسافر للسياحة لوحدها فتُصور يومياتها وخصوصياتها متى قامت ونامت!، الأكل الذي أحبته والآخر الذي كرهته!، حتى أنها تصور رجليها وهي جالسة على فراشها، ولا تنس صلاتها فتصور يدها ذات «المناكير» الملونة وهي في وضع التشهد. أما الشباب فهم إما باللبس التقليدي أو الإفرنجي (السبور) يتراقصون ويغنون ويستخفون دمهم ليضحكوا متابعيهم من أجل زيادة المتابعين والشهرة!. هذا جزء مما يتابعه جيل اليوم فكيف سيكونون هم غداً؟ وكيف نخرجهم مما هم فيه ليكونوا بناة المستقبل، رجالها حماة للوطن ونساؤها مربيات للأجيال؟. أساءت بعض الأسر مفهوم استخدام الحرية والانفتاح فجعلته يأخذ ما عند الغرب من حرية لبس وسلوك بالحياة مع المحافظة على بقاء قشور من الدين وهجر العادات والتقاليد، ومثلهم يكونون متذبذبين لم يبقوا كمسلمين ولم يصلوا للغربيين!، ومن الجهل أنهم لم يستثمروا هذه الحرية لتكون بابا لفتح آفاق كثيرة في العلم والبحوث والتي تعود على البلاد والعباد بالنماء والخير. همسة خاصة لبعض السنابيات: خدشتِ حياءك بالخروج عن دينك، وترفعتِ على عاداتك وتقاليدك، وكسبتِ متابعين أخذوا إثمك في متابعتك وتقليدك. همسة خاصة لبعض السنابيين: حططت من قدرك كرجل، فأسقط الرقص هيبتك، وعُرفت شخصيتك بتفاهة حديثك وزاد عدد متابعيك للسخرية منك وأخذت إثم تقليدهم لك.