أن تدخل بطولة أمم أفريقيا وأنت حامل للقبها فهي مسؤولية، وأن تدخلها بعد مسافة زمنية قصيرة جدا من احرازك بطولة كأس العرب فهي مسؤولية أكبر. أما أن تدخل البطولة بكل نجومك المحترفين في أوروبا على عكس بطولة عربية كسبت ذهبها رغم غياب عدد كبير من الأسماء الأثقل فإن الأمر يحتاج إلى وقفة تقييم ترتقي الى حجم الخيبة، خاصة لو جاءت المغادرة للبطولة بالمركز الأخير من المجموعة كما حدث لمحاربي الصحراء منتخب الجزائر الشقيق. * والاستهلال هنا لا يلغي الاحترام الشديد للردود الجزائرية العاقلة تجاه خروج منتخبهم من كأس الأمم الافريقية على نحو غير مرض بالمرة. لأن أي رد فعل صاخب تجاه خيبة كروية - ولو كانت مزعجة - قد لا يخدم بقدر ما يضر. * لقد اعجبني الرئيس الجزائري وهو يعلق على مغادرة منتخب بلاده من قاع المجموعة الخامسة بعبارات مشجعة على نحو، هذا هو منطق كرة القدم، مخاطبا اللاعبين بالقول: سنبقى وراءكم.. والرسالة جميلة، لأن المطلوب ان تكون مع شباب بلدك في المرة كما كنت معهم في الحلوة وهم يفرضون أنفسهم أبطالا للقارة الافريقية 2019 وأبطال آخر نسخة لمونديال العرب في الدوحة. هذا الاسلوب في التعليق على ما حدث كرره مسؤولون واعلاميون ومشجعون جزائريون. ما يعطي انطباعا عن وجود حالة (طبطبة) ايجابية واحتواء مؤقت لنجوم المنتخب الجريح. لكن وصفا على لسان احد محبي المنتخب الجزائري اثار في رأسي عصفا ذهنيا وهو يستخدم مفردتين نشترك في استخدامها في اليمن والجزائر عندما قال يصف أداء منتخب الجزائر (مالعبوش مليح). * المغادرة الجزائرية لكأس الأمم الأفريقية بالمركز الأخير في مجموعته، لابد أن تثير عددا من الأسئلة الاستفهامية عن الأسباب، على نحو، ما الذي حدث لحامل اللقب الخارج منذ ايام ببطولة كأس العرب؟ هل هو المناخ؟ الرطوبة والحرارة طالت لاعبي تونس ومصر والمغرب. هل هو المدرب؟ إنه المدرب الذي صنع الكثير والكثير مع محاربي الصحراء. هل هم اللاعبون؟ المنتخب الجزائري خاض المنافسة مكتمل النجوم. ولا أريد اضافة الهواجس الصحية والأمنية كسبب محتمل فهي هواجس مشتركة بين جميع المشاركين في كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا على اراضي الكاميرون! * وحتى وقد غادر محترفو هذا المنتخب المطار الى انديتهم الأوروبية عقب هزيمتهم من كوت ديفوار مباشرة؛ لابد من توقف الاتحاد الجزائري أمام ما حدث من اخفاق بصورة ترتقي الى المستوى المناسب، خاصة لو ثبت ان السبب يتصل بغياب كيمياء التعاون التي حضرت في كأس العرب في الدوحة رغم غياب محترفي الوزن الثقيل وغابت في الكاميرون رغم حضور الجميع!. * في المباريات التي خرج فيها محاربو الصحراء خائبين كنت أسأل نفسي كل مرة، إذا كانت أخطاء دفاعية فلماذا حل سوء التهديف حتى عندما ابتسمت صفارة ضربة الجزاء واين اختفى الصواب الهجومي؟. هل ظهرت قوى غير متوقعة للمنافسين حتى يتذيل حامل اللقب مجموعته وغادر بطريقة غريبة. الأمر أكبر من القول بأن اللاعبين لم يدخلوا المباراة، لأنهم في الحقيقة لم يدخلوا البطولة بشخصيتهم اصلا. * وحتى وقد اجاد كابتن المنتخب رياض محرز الاعتذار بحماسة لافتة لن ينسى عشاق المنتخب الجزائري كون محرز انتقل من حالة مصدر الالهام الذي كان عليه منذ علق شارة الكابتن في النسخة الافريقية الماضية وأحرز معها بطولة افريقيا وبطولة العرب فإذا به يتحول الى خطيب تبريري اثار حماستي لأن اكتب ربما بانفعال اعلامي عربي مشرقي عن منتخب مغاربي احببته فخذلني، وجعل كل محبي هذا المنتخب يطالبون الاتحاد الجزائري بسرعة اخضاع ما حدث لنقاش شامل يتصدره المدرب بلماضي ويثمر عن تجاوز الانتكاسة، وسرعة التعويض، والوفاء باستحقاق التأهل الى نهائيات مونديال الدوحة 2022، وبحيث يقول المشجع الجزائري وانا معه.. لقد تجاوز المحاربون غلطة الشاطر.. وسيعودون للعب المليح!.