جميعنا نسعى للربح، وكلنا نبحث عن أسرع الطرق لتحقيقه، والبعض يستثمر بلا تردد والبعض الآخر يمضي حياته بانتظار الفرصة المناسبة، أحدهم ينصح قائلا عليك بالاستثمارات الآمنة (الذهب والعقار) فانهما وان مرضا لا يموتان، يتدخل اخر ليقول ولكن ما هو العائد او الربح الممكن الحصول عليه من هذا الاستثمار خاصة ان لم ترتفع قيمتهما السوقية؟
مستثمر ذو خبرة يقول عليك بالاستثمار بأسواق المال فانت وان لم تستفد من ارتفاعات اسعار الاسهم فإنك ستحصل على عوائد وتوزيعات سنوية مجزية، خاصة إذا كان استثمارك بالأسهم الكبيرة وذات العوائد الجيدة وبالتالي فهي استثمارات آمنة.
فكرة من أحد الخبراء تفتح امامك بابا جديدا، لم لا تستثمر بالسندات الحكومية واذونات الخزانة، او العملات والايداعات المصرفية في الدول الناشئة، فهي وان لم تكن ذات العوائد الأكثر ارتفاعا، الا انها مرتبطة بالدول المستثمر بها والتي غالبا ما تفي بالتزاماتها، يكمل ليقول هي إذن آمنة.
تدور الافكار وتزداد الحيرة، فالاستثمار الآمن حلم يراود الجميع، ولكن يبقى السؤال الاهم، ما هو الاستثمار الآمن؟ وما هي شروطه؟
نظرة سريعة على اسعار الذهب والتي وان ارتفعت بالأشهر الاخيرة لتصل الى ما يقارب 1600 دولار امريكي للأونصة الا انها ما زالت اقل من اسعار اغسطس 2011 والتي تجاوزت الـ 1900 دولار للأونصة في ذلك الوقت.
نظرة اخرى لأسعار العقار فإنها وبرغم انخفاضها بالفترة الاخيرة الا انها لم تصل للأسعار المتدنية القديمة والتي قد لا نراها مرة اخرى.
تحليل سريع للاستثمار بالسندات والعملات قد تذهب بنا لدول عديدة خسرت أكثر من 50% من قيمة عملاتها، ليتحول مستثمروها الى متابعين دائمين لأخبار وتطورات الظروف الجيوسياسية وتأثيرها على هذه الدول.
متابعة يومية لأسواق المال والبورصات ترينا انها تتحرك ما بين ارتفاع وانخفاض وما بين ربح وخسارة، فالرابح الاكبر بالأمس أصبح اليوم الخاسر الاكبر والخاسر الاكبر اليوم قد يصبح غدا هدفا للمحافظ الاستثمارية والمؤسسات المالية.
تزداد الحيرة ونسأل بنبرة اقوى، اذن ما هو الاستثمار الآمن؟
اجيب وبرأيي الشخصي، جميعها استثمارات خطيرة ان كانت قائمة على سياسة المغامرة الغير مدروسة والمخاطرة الغير محسوبة العواقب، وجميعها استثمارات آمنة إذا كانت مبنية على الدراسة ومعرفة الاسواق، محصنة بالمتابعة اليومية، مراعية لحسن اختيار التوقيت المناسب للدخول والخروج بل وبعيدة عن القرارات العاطفية والامنيات.
عندما سأل الابن أباه، إن وقع رجل كاذب وآخر صادق ببحر كبير، فمن منهما لديه فرص أفضل للنجاة؟ كان جواب الأب واقعيا: يا بني، طبعا هو من يجيد السباحة بشكل أفضل.
