القدرة على التأثير على اتخاذ القرار هو ذلك الشيء الغريب الذي طرح عنترة وكسر قيس وألهم الشعار والكتاب وَتغيرت بسببه مسارات لأمم وحضارات، وكتب فيه الكثيرون واختلف فيه المفسرون، فاصطلح عليه أنه الانجذاب والإعجاب لشيء ما أو لشخص ما وينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين الأشخاص وبين الأشخاص والأشياء حيث يفرز الجسم هرمون الأكسوتوسين والمعروف بهرمون المحبة، ويرجح أن يكون سبب الشعور بالمحبة للأشخاص أو الأشياء هو تفاعل الطاقة المتبادلة النسبي فقد يكون التفاعل الأولي سلبيا فينتج عنه عدم الارتياح الأولي، وإذا كان العكس أدى ذلك إلى الانجذاب والتقارب والمحبة غير المبررة منطقيا حتى يصل إلى درجة الغرام وهي تعني التعلق بالشيء تعلقا شديدًا بحيث لا يستطيع التخلص منه، وتعني أيضًا العذاب الدائم الملازم للشخص كما ورد في القرآن الكريم قوله تعالى (إن عذابها كان غراما) أي ملازما ولا يفترق عنه. ولما كانت قرارات الإنسان في كل المحاور وعلى كل المستويات هي قرارات متأثرة بالحالة العاطفية له كان لابد من دراسة كيفية التأثير على حالة السخط النفسية والعاطفية للتأثير على اتخاذ القرار سواء من الشخص تجاه نفسه أو تجاه الآخرين أو كيفية التأثير على الآخرين فيما يتعلق بقراراتهم تجاهنا، والحقيقة أن هناك عدة أوجه ونظريات في تفسير وتوجيه هذا الأمر أولها أن كل ما هو حولنا يتجاوب بشكل أو بآخر معنا على حسب حالتنا النفسية لذا ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم حديث رقم 6376 قال (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أتلف وما تناكر منها اختلف) رواه أبو هُريرة رضي الله عنه، وقال الإمام ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث "إن الناس تتقارب لمن على شاكلتها فالخير يحن إلى الخير وما غير ذلك يميل آلية، كما ورد عن الإمام ابن بار رحمه الله، أنه ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه بحب الفأل الحسن والكلمة الطيبة في إشارة واضحة أن الاستبشار بالخير يجذبه إليك والاستبشار بالسوء أيضًا سيجذبه إليك. كما وأود الإشارة هنا إلى إمكانية تعزيز النظرة الإيجابية للشخص عن نفسه إذ عمل على ذلك انطلاقًا من إيمانه بقدراته وإمكاناته الشخصية التي منحه إياها الله وأن يستبشر الخير دائما في البيئة المحيطة ويعزز من درة ثقته بالمحيط ويبتعد قدر المستطاع عن الأشخاص والأشياء التي تغشاه بالطاقة السلبية فإنه ولاشك سيكون شخصا أكثر إقبالًا على الحياة وأكثر قبولًا عند الناس في كل المجالات وعلى كل المستويات، وهذا يعيدني إلى اسم المقال وهو الحب المخبري والمعني عنى أنه وبناء على ما سبق من أن المحبة هي تفاعل كيميائي بين الطاقة المحيطة والغدد الصماء في جسم الإنسان والتي تفرز الهرمونات التي تؤثر بدورها على الوظائف الحيوية للجسم وتجعله يحس بالانجذاب والمحبة لشخص ما أو شيء ما، عليه يمكن تحضير معادلة المحبة من خلال العمل على مقوماتها السالفة الذكر وبالنتيجة التأثير على قناعات وقرارات الإنسان تجاه الآخر، شخصا كان أم شيئا، ولكم التعليق، مع محبتي للجميع وإلى أن نلتقيكم على محبة.. هذه تحية وإلى لقاء.