تمويل الانتخابات

من هم المتبرعون العمالقة الذين يمولون الانتخابات الأمريكية؟ وعلام يحصلون في مقابل استثماراتهم؟ وما هي الحدود الدنيا والقصوى لإنفاق المال المقدم من كل متبرع وشركة ومؤسسة؟. من وافق من الممولين على التحدث أمام الكاميرا يعدون بالأصابع، وجاءت إجاباتهم على النحو التالي: • دوافع إنفاق المال تبتغي ضمان أن يصل الرجل المناسب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي - من وجهة نظرهم - من أنبل ما يقدمه رجل الأعمال من خدمات للوطن. • الاستثمار في مشروع نابع من وحي الإيمان بحماية الديمقراطية، وترسيخ القيم الأمريكية التقليدية. • الدعم بدافع الإيمان بآراء المرشح ووعوده فيما يخص أمن الولايات المتحدة الأمريكية والضرائب وسياسات التعليم والتوظيف وغيرها. • بغرض (إحداث فارق)، يتمثل في مقابلة من سيتولى الرئاسة في أي وقت واستعداده لمعالجة أي مشكلة تواجهها الاستثمارات والأعمال الخاصة بالمانح. يفتخر أحد الممولين للحزبين الجمهوري والديمقراطي بعشرات الصور التي يعلقها في شركته وهو بمعية رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وزوجاتهم والتي تعبر عن العلاقات القوية والحميمية، التي عمقتها الأموال التي دفعها لتمويل عملياتهم الانتخابية، ووضعته في موقف سمح له فعلا بـ (إحداث فارق). • للحصول على مناصب وزارية ومسؤوليات سياسية والمشاركة في التشكيلة الحكومية الجديدة. علق أحد الممولين واسمه براد فريمان، يتبرع بأمواله لحملات آل بوش، على خيبة أمله من حرمانه من منصب كان يتطلع إليه، بشيء من الطرفة قائلا: (عندما فاز بوش بالرئاسة في عام 2000 اتصل بي وقال إنه يريد مني شيئا مهما جدا فتحمست كثيرا وعندما بدأ يتحدث في التليفون كنت أتخيل بأنه سيعطيني منصب رئيس الاستخبارات الأمريكية، فتحمست كثيرا، وعندما زرته في القصر بدأ يتكلم عن مدى الحميمية التي تربطه أي الرئيس وقطه (أرني) وبدأت أتساءل لماذا يتحدث ويسهب عن علاقته بقطه، وقد كنت في منتهى الحماسة والتوتر والترقب، منتظرا المنصب، وأتساءل عن دوري القادم)، وبعدها قال، أي الرئيس، كما تعلم لم ننزع مخالب (أرني)، لذا لا نستطيع أن نأخذه إلى البيت الأبيض، أنا ولورا، لذلك نريدك أن تأخذه أثناء فترة رئاستي). وبعدها سألته المذيعة علام حصلت من فترة رئاسة جورج بوش فأجابها (حصلت على القط اللعين). • تمول الشركات والمؤسسات الحزبين الرئيسيين لكي تشعر بالطمأنينة من ملاحقة الحكومة لها بمعنى أنها تريد (أشخاصا صالحين وفقا لمعاييرها لتستظل بحمايتهم). وقد خرج البرنامج بجملة من النتائج حول مدى مصداقية ونزاهة النظام الانتخابي الديمقراطي من أهمها: • أن أصحاب المصالح الخاصة من المليارديرات الذين يزعمون أنهم لا يحصلون على شيء مقابل تبرعاتهم السخية، هم في الحقيقة لا يقدمون المال لأنهم يحبون أمريكا ولكن لديهم مصالح في القرارات التي تصدر في واشنطن بهدف ممارسة الضغط للتأثير على التشريعات ومنها بالطبع خفض الضرائب التي يجني منها الممولون ثروة ضخمة، وهم من يتحكم فيما (يحدث في الدولة) ومعظم هؤلاء رفضوا التحدث إلى البرنامج. • النظام بشكل عام غير عادل وليس شريفا ويحابي الأثرياء ورجال الأعمال، فقوانين الإفلاس مثلا تحابي المصارف، وقاسية في المقابل على المواطنين العاديين المستهلكين، فالمصارف وشركات التأمين تمتلك النفوذ والسلطة وقوة الضغط.