مواجهة تفكيك ( العُقدة..! )

أحسب نفسي في قائمة جماهير رياضية عربية عريضة ماتزال انشودة (بلاد العرب اوطاني) تطربها..  ولذلك، الكل مهتم بأربعة منتخبات عربية بلغت مونديال 2022 على بساط الكفاءة والاستحقاق.. * وتحت الإحساس بهذه القيمة،إرتفع منسوب الحماسة لدى مجموعة ممن شاركوني المشاهدة التليفزيونية لأحداث المباراة الودية التي جمعت المنتخب المغربي بمنتخب تشيلي امس الأول..  ومبعث الحماسة  وانشراح الصدور للفوز المغربي جاء من اعتبارات أنه كان فوزا صريحا، فكَّك عقدة مغربية برزت في حصيلة نتائج مواجهات أسود الأطلس  مع منتخبات أمريكا اللاتينية، حتى صح القول بأن العقدة كانت مستحكمة بحسابات تاريخ  منتخب واجه ستة منتخبات لاتينية في مباريات رسمية وودية ولم يكسب أي منها ، واكتفى من كل  المواجهات بتعادل واحد،ليكون فوزه بمواجهته الأخيرة مع تشيلي بشارة خير، وحصاد ايجابي لقرار شد الرحال إلى اسبانيا في مهمة الاستعداد لمونديال FiFAقطر2022، وفي الطريق حلحل المغربي عقدة لاتينية أستحكمت،  ثم فرجت بهدفين صريحين..  *  منتخب المغرب ظهر تحت قيادة مدربه وليد الركراكي مميزاَ ، ليس فقط بانتهاج أساليب اللعب الفاعلة التي أثمرت عن هدف من ضربة جزاء وآخر من تسديدة بعيدة المدى..وإنما لأنه تفوَّق في أكثر من وحدةقياس باستثناء  الاستحواذ وعدد التمريرات، مايشير إلى فكر تدريبي وتنفيذي وضع أولوية اللعب المباشر والتسديد، وعدم التعقيد،وهذا مايجب أن تأخذ به المنتخبات العربية بعدم التحضير الطويل للهجمة التي تهدر فرص الوصول الى المنافس وتجعل مرماه في حالة انسداد..  * وفي موضوع نسبةالاستحواذ التي ذهبت لتشيلي 57% الى43% تذكَّرت كلاماً جميلا لمدرب ريال مدريد كارلو انشيلتي قال فيه:   الاستحواذ في كرة القدم على أهميته لم يعد من كرة القدم العصرية وإنما اللعب المباشر المؤثر..  وبسخرية لاذعة قال:  لن يكون بمقدورك أن تحتفل في نهاية الموسم بعدد التمريرات..!  * في ذات جودة أداء لاعبي المغرب كشف  الركراكي قبل مباراة تشيلي بأنه يعيش أجواءً مثالية، وأن المباراة هي محك حقيقي.. وأظهر هذا المدرب  القادم الى رأس هرم الجهاز الفني خلفا للمدرب وحيد خليلو أن الجمهور المغربي سيكتشف أشياء كثيرة في المباراة..ولم يواز حرصه على إظهار فريقه بصورة ايجابية إلا توجيهه رسائل واضحة للاعبي المغرب داخل المنتخب وعلى تخوم الإنتظار عندما رد على اسئلة حول لاعب الاتحاد السعودي عبد الرزاق حمدالله بوضوح  أنه طلب من هذا اللاعب اثبات  جدارته خارج أي ضمانات لحضور المونديال بعبارة : قد يكون معنا وربما لا.. ولم يغفل  اطلاق عبارة فيها مافيها من الإيحاءات.. إذا كان حمدلله لم يشاهد مؤتمري الصحفي فأنا لم اسمع ماقاله..!  * وإذا كان هناك من أمل يجب على منتخباتنا العربية تحقيقه   فهو أن يكون ماتبقى من زمن على  كأس العالم فرصة للمزيد من الإدراك بأن منتخبات قطر والمغرب والسعودية وتونس أمام واجب تمثيل الكرة العربية، وأن أرضية تحقيق الطموحات هي تأمين خلطة من التميز واحترام قواعد التمثيل المشرف..بالجدية وعدم التذمر، والتركيز دفاعا وهجوما عند الاستخلاص وعند الالتحام والتصويب ،مع الاحترام الصارم لرؤى المدرب بما يتناسب مع أجواء احترافية تهتم بالتفاصيل والعناوين بنفس الطموح..  وذات الروح..