تحاصرك الكرة الأوروبية بأشياءها..شئت أم أبيت.. وهذا ماحدث في قضية مشروع دوري السوبر الأوروبي الذي جرى الاعلان عن استحداثه فتوالت رياح التداعيات عاصفة. 48 ساعة فقط احدثت كل ذلك الضجيج، ثم سكنت النيران - ربما الى حين - رئيس نادي ريال مدريد تولَّى كِبَر إطلاق المشروع ضمن موقف جماعي ل12 ناديا اوروبيا،وسرعان ما تقلَّص عددها بالتسرب ليفشل المشروع إلّا من اشارات بأن المعركة انتهت ولكن لم تنته الحرب..! قال المتحمسون للمشروع بأنه سيساعد في أخذ كرة القدم إلى موقعها الصحيح، وأشاروا الى أن المؤسسين سيحصدون مايفوق المليارات الثلاثة من بطولة السوبر في شكلها الجديد.. وفي دغدغة للعواطف اطلق بيريز رئيس الريال اتهامات للاتحاد الأوروبي بالفساد ،وسرقة الأموال، وبأنه لا يعطي الأندية سوى الفتات ولايتمتع بالشفافية، وأن ارباح الأنديه من نظام الدوري الحالي لاتتجاوز ال17%، لكن موجة الرفض للمشروع تصاعدت بصورة متشددة من معارضين وتخاذل مؤسسين ليقع الريال وبرشلونا في مصيدة الوحدة والتغريد خارج سرب رافضين ومتراجعين.. يومان من ردود الأفعال الضاغطة المثيرة تداخل فيها العاطفي مع البزنس مع السياسي،والجماهيري والفني. ودائما.. كان المال حاضرًا حيث كرة القدم في إمَّا أرباح هائلة أو محدودة أو خسائر مقلقة ومؤرقة تجعلك من موقع المتابع الفقير إمَّا لاعبا افتراضيا اساسيا او احتياطيا أو كتلة فضول تتقلب على صفيح تصريحات ومقالات ومانشتات ساخنة في وصف الانقلاب والرد عليه كما حدث من وصفٍ صحفيٍ بأن المشروع سخيف أو أنه مشروع (الخونة الأوغاد..) ولم يكن مشروع أنديه العيار الثقيل ليفشل وينهار من داخله وأطرافه لولا قوة طرح الثورة المضادة القائلة: مشروع السوبر مشروع انفصالي سيحدث انقسامًا،وهو ضد وحدة الصف ، ويعزز اوجاع كورونا بأوجاع أخرى، والاندية تحتاج رفض أي مسعى للتفكيك بهدف الربح، والتذكير بأن كرة القدم وُجِدت للفقراء ولا يجوز سرقتها من أندية الثراء وألعاب رأس المال، وأن النظام الحالي جيد ويسمح للجميع بالمشاركة.. وظهر الرفض كما لو أنه يحذِّر من تَحوُّل الأندية المؤسسه الى نسخة من مجلس الأمن، السيادة والقرار للكبار داخل لعبة الأمم.. وتحت هذه المفردات تدخل كبار رجال السياسة والرياضة. رئيس الوزراء البريطاني(خطة السوبر ضارة للغاية) والرئيس الفرنسي(نرفض المشروع وندعم الاتحادات المحلية) وتدخلات من أعضاء في البرلمان البريطاني،فيما لم يجد رئيس الاتحاد الأوروبي اقل من وصفه أصحاب المشروع (بالثعابين..) الجمهور ايضا كان حاضرًا .. بغالبية ضد المشروع، ادارات، ولاعبون، ومدربون يتحدثون عن انتصار كرة القدم بوأد المشروع، ومعارضون من جماهير الريال والبرشا وميلان واليوفي طالبوا برحيل رئيس الاتحاد الأوروبي الكسندر تشيفيرين.. وفي زحمة الجدل كان القطري ناصر غانم الخليفي يغنم منصب الرئيس الجديد لجمعية الأندية الأوروبية متحدِّثًا عن الحاجة لوحدة الصف.. والمهم..لقد سقط مشروع السوبر..لكنه سيبقى نارًا تحت الرماد تحدث حراكا في التغيير والتطوير رغم وصف المشروع بأنه ( كان صرحا من خيال فهوى..!)