المفروض أن موضوع هذا الأسبوع عن دورة الألعاب الآسيوية التي افتتحت أمس السبت في مدينة هانغتشو الصينية.. لكن سياق الدخول إلى الفكرة هنا يتأجل تحت ضغط معلومة اكتشاف ياباني كنت قرأت عنه قبل عقدين من الزمن، يفيد بأن الإنسان الأول كان آسيوياً وليس أفريقيا، وأن طوله حينها كان 3 أمتار وكثيف الشعر، الأمر الذي يبقي على المسحة الرياضية في نقطة.. وفاصلة.. * والسر في اهتمام كاتب السطور بمعلومة غير رياضية رغم الدلالة الجسدية لإنسان الأمتار الثلاثة هي الطبيعية القبلية التي تشد الواحد منا لما هو عربي ثم إلى ما هو قاري ومن يدري..؟ قد تنجذب بلدان عربية عديدة إلى ما هو وطني بعدما حدث ويحدث من كوارث يشيب لها رأس الغراب وتتقطع بها الأرزاف رغم كل ما يتردد عن أصل الإيمان، وأصل الحكمة وأصل الفقه.. * وهنا يتكرر الاشتياق للقارة الآسيوية وتفاصيل أحداثها كبيرها والصغير رغم أن الواحد منا كلما سافر إلى "الشرق" الآسيوي حيث الصين، كلما بحث عن طعام "الغرب".. وشخصيا ما زلت متأثراً بحديث قديم مع السفير الصيني في صنعاء قال لي فيه: نحن في الصين نأكل كل ما في البر إلا القطار وكل ما في البحر إلا السفينة وكل ما في السماء ما عدا الطائرة.. * وأما وبعد أن استأنفت آسياد الصين مشوارها بعد تأجيل عام المخاوف بسبب ما وصف بتحولات كورونية جعلت الرئيس الصيني شي جين بينغ يقول: أوفينا بوعدنا ولم ندخر جهداً في الاستعدادات، فإن في انطلاق الآسياد الكثير من العصف الذهني حول استفهامية كم يجمع عرب آسيا من الميداليات في هذه النسخة..؟ * وحتى نحصل على إجابة ترفع الرأس، لابد من الإشادة بحفل الافتتاح الذي انتصر للقارة الآسيوية وكوكب الأرض وهو يجمع بين تحقيق الإبهار على الطريقة الصينية، وبين استخدام الألعاب الصديقة للبيئة وألعاب نارية إلكترونية والرسوم المتحركة ذات الأبعاد الثلاثية.. * والميزة الإضافية في الفعاليات الرياضية الكبيرة كما هو حال الآسياد أنها تكشف جهود وسخاء التجهيز، حيث لا يغفل الراصدون أي شيء في حدث كبير يقام كل أربع سنوات منذ دورة ألعاب آسيا في الهند عام 1951 تحت إشراف وتنظيم المجلس الأولمبي الآسيوي.. * ولا تقتصر المتابعة على من فاز ومن خسر ومن جلب ميداليات ومراكز أكبر وأفضل؟ وإنما أيضا حجم استغلال المضيف للتجمع الكبير في جوانب اقتصادية وسياحية وحراك اجتماعي وإنساني هو في الحقيقة الهدف الموازي لهدف التنافس الفردي والجماعي على بطولات الألعاب الرياضية المختلفة.. * وإذا كانت الصين سجلت بآسياد هذا العام الاستضافة الثالثة في سياق وتفاصيل تحويل تعدادها السكاني إلى نقاط إيجابية فإن الدوحة بطوحاتها الكبيرة المتجددة ستسجل باستضافتها دورة الألعاب الآسيوية عام 2030 بصمتها الثانية بعد تنظيمها دورة الألعاب الـ 15 في العام 2006 لتكون رابع دولة استضافة لهذا المحفل الكبير.. * وأما بعد افتتاح آسياد الصين رسميا وانطلاق منافسات الدورة سنبقى في انتظار ما الذي سيحققه نجوم وكواكب العرب في نسخة أخرى من منافسات هي موعد أبناء وبنات القارة الصفراء مع آمال أكثر من 12 ألف رياضي تقف خلفهم طموحات 45 دولة آسيوية تبحث عن صناعة الدهشة، و....كل شعب ونصيبه..!