جماليات احتفاء (الكاف) بالكرة السمراء..!

وأنا اكتب (نقطة وفاصلة) تذكَّرت القاعدة الفقهية القائلة ( ما لا يدرك كلُّه لا يترك جُلّه..)  * والحكاية أن مصادفة الانشغال عن اكثر من فعالية افريقية بمعول الصدفة وتضارب الأبراج جعلني أعوِّض الحرمان من وقفات المتابعة للابداعات السمراء في الملاعب بمتابعة يوم الحصاد الابداعي الأكبر، المتمثَّل في حفل جوائز الاتحاد الآفريقي لكرة القدم على أرض المغرب الشقيق..  * والحق أن حفل التكريم جاء معبِّراً عن الحالة الابداعية لنجوم القارة الافريقية، مخزن النجوم الرجال والكواكب النساء، وفضاء المواهب، وبنك تزويد الكرة الأوروبية تحديدا بلاعبين ولاعبات هم في الواقع جواهر ثمينه في القوة، المهارة، الذكاء. والفاعلية.  * وصحيح ان منصة التكريم لم تتسع لكل تجليات الابداع الافريقي، لكنها عبرت بالمجمل عن قارة هي في الحقيقة مخزن للتميُّز، ومزرعة جميلة لإنتاج المواهب التي لا يعرف أهميتها إلا الكشافين ومدراء التسويق والمدربين الذين يتميزون بالحذق الاستكشافي. وإدراك أن موهبة اليوم الصغير الواعد هو نجم الغد القادر على لفت الأنظار، ومد الفريق بالدم الجديد بما يرمِّم ما أصاب خزينة النادي والمنتخب من عوار الديون..  *في مركز محمد السادس بالمغرب الذي حضره مشاهير ووزراء ورؤساء اتحادات كان الاحتفال البهيج بمستوى القدرة على فرض قشعريرة إبداع نجومه على المشرق العربي وعلى الجهات الأصلية والفرعية لكوكب الأرض، الكوكب المجسم الكبير لكرة القدم التي صارت لغة عالمية تنحسر امامها كل اللغات.  * من مقرات إقامتنا المختلفة.. وعبر الأثير تابعنا دلالة أن تفوز الكرة السنغالية بخمسة ألقاب من مجموع 12 لقبا وجائزة للاتحاد الافريقي (الكاف ).. ولم يكن في هذا الحضور مفاجأة وإنما تأكيد على قوة العلاقة بين المقدمات والنتائج.. فالمنتخب السنغالي جمع بين حسنتي التربع على قمة الكرة الافريقية بإحرازه بطولة كأس الأمم الافريقية على بساط الاستحقاق، وبين وصوله الى نهائيات كأس العالم (FiFAقطر 2022) على بساط الجدارة.. * وهذا الحضور المميز لمنتخب السنغال يشير بطبيعة الحال إلى أن هذا المنتخب كمجموعة مع أبرز نجومه كأفراد شكَّلُوا روافع لبعض، شاهدناها في النقاط التي حصدها نجومه وفي مقدمتهم نجم باير ميونيخ الحالي ونجم ليفربول السابق ساديو ماني الذي كسب معركته مع النجم العربي المصري الكبير محمد صلاح رغم تفوق الأخير في حسابات النجومية الفردية مع نادي ليفربول الانجليزي، ولم يحالفه التوفيق بخلفية نتائج المنتخب المصري وحضوره الذي لم يرتق الى المستوى الذي يدعم فيه موقع وموقف محمد صلاح على بساط التنافس بين نجوم القارة الافريقية..  * ونفس العائق انتصب أمام طموحات النجم العالمي الكبير رياض محرز، الذي قدم الكثير والمثير أوروبياً، لكنه دفع ثمن الحضور الباهت لمنتخب بلاده الجزائر صاحب الخروج المبكر من كأس الأمم الافريقية.. وهكذا فإن استئثار السنغال بعدد كبير من جوائز الاتحاد الافريقي كان حصاداً طبيعياً لاعتلاء هذا البلد سماء الكرة الافريقية.. * وسيكون جيداً لو تذكرنا أن محمد صلاح نافس اثنين من منتخب السنغال هما ساديو ماني وادوارد ميندي، وأن الأول طار لأكثر من سبع ساعات ليلحق امسية التكريم في المغرب من موقع الواثق بأنه اللاعب الأفضل لا محالة، لأنه نجم كبير أولاً، ولأنه لعب مع منتخب السنغال البطل ثانياً..  * وأما بعد التذكير بأن السيطرة على الجوائز لا تتحقق من مباراة أو من انجاز فردي وإنما من نجومية فردية وحضور جماعي كما هو الحال بالسنغاليين الذين اقتحموا مجال صناعة الأبطال حتى صار اكثر من لاعب فيهم أشهر من رئيس بلاده بشهادة ما حققه ماني وميندي من الحضور الذي فرض الهيمنة السنغالية على جوائز (الكاف..) * أفضل لاعب.. أفضل منتخب.. أفضل لاعبة.. أفضل ناشئ وناشئة.. أفضل منتخب سيدات.. أفضل هدف..  ومسميات أخرى كان الفائزون بها على موعد مع قِطاف الحصاد في أمسية تكريم ملهمة، كان فيها الكثير من التعبيرات والدروس عن احوال ومقالات وسجالات التنافس التي تدعو النجوم العرب الى تجاوز حتى مفهوم بذل المجهود والحضور المشرف إلى تقديم ماهو استثنائي..  * وكعرب.. عليكم اذا أردتم أن تكسبوا البطولة، مجموعة وأفراد عدم نسيان حاجتكم لأن تهزموا متحديكم في المباريات الرافضة للقسمة على اثنين، خاصة في جولات كسر العظم..!