


عدد المقالات 196
كثيراً ما لفتت نظري تلك المرأة بهدوئها وابتسامتها، ووجهها الذي يجلب الراحة لمن يراها. هي تعاني من مشاكل عديدة. ورغم ذلك، ابتسامتها لا تفارق محيّاها، ولطالما يصيبني الاستغراب عندما أجلس معها أو أحادثها. ابنها يعاني من مرض عضال، وهي التي ترعاه. ورغم أنه كبر والمفترض أن يحدث العكس فهو من يجب أن يرعاها، لكنه لا يستطيع بسبب مرضه! وليست تلك معاناتها فقط؛ فهي تعاني من مشاكل أخرى، ولكنها مبتسمة، تحمد الله دائماً، مؤمنة صابرة لا تفارق بالها هذه الآية الكريمة: (إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، وتتراءى أمام عينيها دائماً آية الفرج في قوله تعالى: (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)، فنراها راضية منشرحة الصدر، وبشوشة معنا دائماً، تمزح وتضحك من صميم قلبها، ولا يملك الذين من حولها سوى محبتها والشعور بالراحة معها. قد يكمن السر في الرضا، فقد قيل: إن الاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء، والرضا لا يعني الاستسلام للواقع وعدم محاولة تغييره؛ بل يعني الشعور بالراحة والاستمتاع باللحظة التي نعيش بها واستغلالها بشكل جيد، وهذا هو الطريق الصحيح الذي يجب أن نسلكه. علينا أن نعيش اللحظة ونستمتع بها، ونؤمن بالحكمة التي تتكلم عن سر الرضا بأنه الالتفات للموجود وغض الطرف عن المفقود. وقد يكون الصبر مصدر قوة تلك المرأة، ولكن الصبر أمر صعب على الناس، وهنا تكمن القوة. فمن كان صابراً، كان قوياً. وعلينا أن نثق بقوتنا وأننا أقوى مما نتخيل. والمحظوظ هو من يحسن استغلال وقته، يخطط لكل لحظة يعيشها، ويستمتع ويكتشف أدق التفاصيل في حياته، ليكتشف الجمال في لحظاته، فكل شيء سوف نجد جمالاً فيه إذا نظرنا إليه بعين الرضا والتقبل وابتعدنا عن النقد والتذمر. بل أكثر من ذلك، نستطيع تحويل ما يحزننا إلى فرح إذا تجاهلناه واستطعنا استغلال وقتنا بما ينفع ويفيد. ومن يستطيع أن يعيش اللحظة أو يكتسب ذلك الفن وهو فن العيش في اللحظة، فقد امتلك مفتاح التوازن في حياته؛ فهو لا يفكر في ما يتعسه من ذكريات الماضي، ولا يقلق بشأن المستقبل؛ بل يعيش بهدوء ويحاول أن يجد الجمال في ما حوله في المكان والزمان اللذين يعيش فيهما، فلا يتعب ذهنه ويقلق بشأن المستقبل، ولا يدع فرصة لما مر به في الماضي من ذكريات مؤلمة أن يقتحم حياته الهادئة؛ فقلبه مطمئن ونفسه راضية، لذلك تمرّ أغلب لحظاته بمتعة وسكينة وسرور.
ومرة أخرى وأخرى سوف أتحدث عن اللطف! ببساطة كن لطيفاً وكوني لطيفة، كونوا لطفاء! هناك حتماً من لا تجذبه هذه الجمل، ويبقى بعيداً في عالمه المليء بالصراعات، قد يعاني وقد يستمتع بمعاناته وانشغاله بصراعاته! السر...
يعيش الإنسان حياته طامحاً في تحقيق أمنياته وأحلامه، ويسعى لأجلها، ولكن المكافح الذي يملك قوة الإرادة والعزم هو من يصل في النهاية. ويمكنني القول إن النجاح هو شعور الإنسان بالرضا عما فعله ويفعله، فهذا الشعور...
هي حلوة الكلمات، يكاد أن يكون كل ما تنطقه طيباً، فهي تمتلك سيلاً متدفقاً من الكلمات الجميلة، لذلك أعترف براحتي وانشراحي عندما أجالسها، كما أنها تمتلك حساً فكاهياً، فأحاديثها لا تخلو من المرح والمزاح الجميل...
دارت المناقشة أمامي بين امرأتين، وعلا صوتهما وسمعت بعض الكلمات النابية التي كنت أتمنى ألا أسمعها من إحداهن، بينما الأخرى رغم أن صوتها كان عالياً فإنها لم تتلفظ بألفاظ جارحة ولا كلمات نابية. حاولنا التدخل...
رغم أنها ليست صغيرة بالسن، ويفترض أنها ذات خبرة في الحياة، إلا أنها تصدّق أغلب ما تسمعه أو تقرأه من معلومات خاصة عن الأمراض، تفعل ذلك دون التحقق من المعلومة! والحق يقال: إنها قد تكون...
ربما لا أبالغ حين أقول إنني أحسدها في طريقة تعاملها مع الآخرين، وطريقة تعاملهم معها، فحتى السيئين تكتشف جمالاً فيهم، وتتغير طريقتهم في التعامل معها، وهذا هو السر عندما سألتها عنه، قالت لي: إنني أكتشف...
البساطة والجمال كلمتان تقترنان ببعضهما البعض، فحيثما نجد البساطة نجد الجمال كذلك، وكلما رأيت هذه المرأة أرى هذين الشيئين بها، وما يعجبني حقاً بها هو بساطتها، التي تطغى على جميع جوانب حياتها، فلبسها جميل بسيط،...
جلست معها، شخصية هادئة نوعاً ما، وتجاذبنا أطراف الحديث، وأخبرتني أنها تميل للوحدة الآن بعد أن ابتعدت عن أغلب الناس لحماية نفسها كما تقول، وأوصدت الباب أمام الكثير من الأصحاب والمعارف المتعبين والمزعجين من وجهة...
هي امرأة متدفقة بمشاعرها، ذات حنان بالغ لأبنائها، ومن حولها، ولكنني رأيتها اليوم شاحبة باهتة، مبتعدة عن الجميع، ولم تشارك معنا في الأحاديث، فسألتها عن السبب، ولكنها لم تجبني بإجابة شافية، وتركتها وأنا أدعو لها...
هي امرأة تحيط بها هالة من الوقار، أستطيع أن أقول عنها هادئة وصامتة! ولكنها قوية، قوية بهدوئها وصمتها ووقارها، قوية بارتياح الناس معها، فهي تجذب من حولها بتلك الصفات. وقد يكون الأمر غريباً لدى البعض،...
هناك أرواح نستطيع وصفها بأنها بلسم وعلاج للآخرين، وهناك العكس! أرواح مريضة سقيمة! فمن أي الأرواح أنت؟! اجلس مع نفسك قليلاً واطرح عليها هذا السؤال! هل أنت بلسم لمن حولك؟ هل تمتلك لساناً أكثر كلماته...
جلست معها وهي امرأة كبيرة في السن من جنسية عربية، ارتسم الحزن على وجهها فسألتها عن سبب ذلك، فأخذت تشكو لي من جارتها التي تعيش بقربها منذ سنين عديدة وتحبها كثيراً، ولكنها في بعض الأحيان...