ماهي حكاية النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مع مانشستر يونايتد..؟ هل كان انتقاله إلى هذا النادي خطأ العمر من البداية أم أنه تفاجأ بوقوعه تحت ثنائية مقصلة مدرب، وغيرة لاعبين،وتكشيرة حظ.. وياستَّار..؟ * من كان يصدِّق أن رونالدو سيجلس على دكة الاحتياط، ليس من أجل الراحة أو تعزيز جهود زملائه في الشوط الثاني وإنما لدعوته لدخول ملعب المباراة قبل 3 دقائق على نهايتها..ولحظتها لم تهن عليه نفسه فغادر الملعب في حالة من غضب مكتوم يعبر عن الشعور بالإذلال..! * وبعد ماحدث، ذهب البعض إلى أن رونالدو أخطأ طريقه إلى مانشستر وأنه كان يبحث عن ناد آخر ولكن.. إذا لم يكن كريستيانو بقدرة الارتقاء فوق مستوى الكرة الإنجليزية الأقوى في العالم من موقعه الواعي خططا، قوة،مهارة، وارتقاء، ونفاذاً وقنصاً فمن سيكون.. ؟ * هناك من وصف مغادرة رونالدو الملعب بعد أن طلب منه المدرب إجراء عملية الإحماء بالتصرف الطفولي وغير الاحترافي.. لكن الوصف يبدو ظالما، لأن رونالدو بَشَر،والرغبة في إذلاله بدت واضحة.. * ولو أن هذا اللاعب يفهم العربية وأدبها لقال للمدرب تين هاغ: أتهزأ بي يا إبن بلد الزهور ومعي خمس كرات ذهبية، إنَّ هذا لشيئ عجاب..! * وعلى مسئوليتي أجزم في اليقين بأن وراء قرار المدرب ادخاله الملعب قبل دقائق على صفارة نهايتها هو قرار اذلال، إما بترصُّد مدرب أو تحريض نافذين عرفوا كيف يستفزونه الى موقف غضب غير احترافي..و بدت ردَّة فعل الدون عند محبيه تحديدا طبيعية.. * ومن تابع المدرب تين هاغ في المؤتمر الصحفي وهو يرد على سؤال حول رفض رونالدو التسخين وتوجهه غاضباً إلى غرفة الملابس سيعتقد أن أمراً جرى تدبيره بليل،وأن ثمة لاعبين في الفريق ارتاحوا لما حدث.. * الصحفي يسأل حول مغادرة رونالدو، والمدرب يهرب فيتحدث عن 11 لاعبا أحسنوا تمثيل النادي مشيدا (بالجماعية) وعندما يُكَرَّر عليه السؤال يقول: لا أهتم بهذا الموقف، وسأتعامل معه غداً.. وشوفوا الكيد الرجالي عندما يقرر إذلال لاعب كبير،حيث لم يكن تعامل الغد إلا استبعاد رونالدو من خوض المباراة التالية، فضلا عن فرمان التوجيه بأن يجري رونالدو تمارينه منفرداً.. وعند هذه النقطة نتذكر كيف ان الحبس الانفرادي هو عقوبة ثانية للمسجون.. * ولست من الذين يخضعون لعاطفة انفعالية جارفة للعقل تجاه ناد أو لاعب مهما كان الاسم، لكن ماتعرض له الأسطورة البرتغالية الذي ملأ السمع والبصر شهرة ونجومية كان اختبار أعصاب اظهرت رونالدو إنفعاليا وخارج قواعد الفهم بأن المدرب سيد قراره في تحديد التشكيل الأساسي والإحتياطي، ومن يستمر ومن يدخل الملعب ومن يخرج، ومتى.. حتى لو طلب من لاعب اسطوري اللاعب التهيؤ لدخول الملعب في وقت خادش للنجومية..! * رونالدو من جهته أدرك خطأ سماحه للمدرب باستدراجه إلى موقف ظهر فيه بائسا، فكان أن سارع إلى التصريح بأنه يحترم الجميع رغم احساسه بالقهر.. * والواضح أن المدرب يشبه كرة القدم إذا عاندت اللاعب، يا ويله وسواد ليله،أو كما يقول المعلقون على المباريات.. *ويزداد الأمر سوءا لو اجتمع عدم توفيق اللاعب مع غِيرة لاعبين، وبروز السلطة المطلقة للمدرب، حينها لا مجال أمام النجم مهما كان ساطعا غير امتصاص الضربة، وإستدعاء خبرة التعامل مع قرارات حط الشأن بروح من الثلج.. * والآن صارعلى رونالدو أن يمتص الضربة، ويذاكر بنود العقد، بروح وحماس طالب الثانوية العامة، ويجدد قراءة الكرة الإنجليزية، وتقديم جهود استثنائية تأخذ في الاعتبار أن ما حدث جعله تحت مجهر مانشستريونايتد والأندية الانجليزية والعالمية الأخرى.. وعدم اغفال أن كرة القدم لاترحم احداً..وبأن النجومية أيضا بخواتيمها..!