قطاع السفر يستعيد نشاطه - الجزء الأول

تضرر قطاع السفر وفقد بريقه وتألقه وحيويته المعهودة، على مدى أكثر من سنتين، بسبب الإجراءات الاحترازية وسياسات الإغلاق والحظر وتقييد حرية السفر بين الدول ومناطق الاستقطاب السياحي التي صاحبت تفشي جائحة "كوفيد١٩"، فتراجعت نسبة المسافرين بشكل حاد، وضعف القطاع السياحي وتراجعت إيراداته كذلك، وتعطلت الأنشطة والأعمال المرتبطة به كالفندقة والمطاعم والمقاهي والأسواق الشعبية والملاهي ووسائل النقل المعتمدة على السفر والسياحة وكذلك المستشفيات الخاصة في الدول التي استثمرت فيها كنوع من السياحة العلاجية. وتحولت العديد من المطارات والأسواق والمنتجعات والساحات الصاخبة بالسياح والمعالم والصروح الأثرية. إلى حالة من الركود، وعانت المشاريع السياحية من خسائر باهظة وأعلن بعضها عن الإفلاس والإغلاق، وسرح الملايين من أعمالهم، في مشهد محزن لم يحدث منذ عقود. وفي سلطنة عمان استعاض المواطنون بالسياحة الداخلية، التي وجدو فيها بديلا عن السفر إلى الخارج، وتعرف الكثيرون على المدن والقرى والأودية والشواطئ والجبال والرمال والحارات القديمة والإمكانات السياحية التي تتمتع بها عمان فاكتشفوا الجمال والأناقة والتنوع، وساهم هذا النشاط الداخلي في التعويض وإن بمستوى أقل عن السياح الذين يتدفقون من الخارج. وفي الأسابيع الأخيرة من عام ٢٠٢١، وبدايات ٢٠٢٢، تنفست هذه القطاعات الصعداء، مع الإعلانات التدريجية عن رفع الحظر وإنهاء الكثير من الإجراءات وفتح نشاط السفر وإلغاء فحوصات ال"pcr"، والعروض التجارية المغرية التي تسعى إلى استقطاب السياح. وبدأت الوفود والمجموعات السياحية والأسر والأفراد في الانتقال والتطواف والترحال والسفر بين دول العالم ومدنه كل لغاياته وأهدافه ومقاصده من أجل أداء الشعائر والمناسك الدينية، وبغرض السياحة والاكتشاف والاستمتاع والعلاج والتسوق والعمل والزيارات فاستعادت الفنادق والمطارات ووسائل النقل وكل ما يرتبط بقطاع السفر نشاطها السابق، وعلى المستوى الشخصي، ورغم عشقي للسفر والتطواف والاستجمام واكتشاف كل ما هو جديد، إلا أن "كوفيد ١٩"، حرمني من الطيران بين دول العالم، لأكثر من سنتين ونصف، وقد كتبت سابقا، معبرا عن مشاعري حول السفر في ظل الإجراءات الخاصة بكورونا، الذي "نغَّص علينا حياتنا وضيَّق حدود حركتنا، فلم أستسغ السفر بعد أن فقدت متعته المعهودة ومذاقه العذب، فقد كنت مطالَبا بفحوصات مكلفة ماليا، تتكرر في كل دولة ومطار، وعند المغادرة والعودة، وإذا ظهرت النتائج بأنني حامل للفيروس فهذا يعني إعاقتي من السفر أو تأخيري وتقييدي في البلد التي شرفت بزيارتها، ومقيدا بإجراءات لبس الكمامات والتباعد، والشعور بالقلق من العدوى، والتوجُّس من كل راكب في الطائرة يجلس بجنبي وقد تنحنح وسعل وأظهر شعورا بالحرارة والحمى، والخشية من لمس أي شيء بما في ذلك الأنف والعين والفم والأجساد الأخرى الحية والجامدة ولبس الأسورة والحجر لمدة أسبوع على الأقل في المنزل بمجرد الوصول إلى الوطن، فأي راحة وبهجة ومتعة ونكهة يشعر بها المسافر وهذه الإجراءات والاحترازات تقيده وتقلق راحته وتجثم على صدره؟". وفي أول نشاط للسفر إلى الخارج في فترة ما بعد "كوفيد١٩"، قررت مع عدد من الأصدقاء زيارة كل من "إيطاليا" و"سلوفينيا"، حجزنا رحلتنا على "الطيران القطري"، بدون تردد أو بحث في الخيارات، فقيمة أسعار تذاكره المريحة والمنافسة لصالح المسافر، وجودة خدماته مقارنة بغيره على ضوء تجارب سابقة، ولأنني أهوى ورفقاء الرحلة، التحليق في أجواء الدوحة والتمتع بمنظر ناطحات السحاب والأبراج العالية التي تحتضن الضباب، والتطواف في قاعات وأسواق وممرات ومقاهي مطارها المتفرد بأناقته ومعماره المدهش وخدماته المتنوعة وضخامته التي تبهر السائر والمتجول في مرافقه الفسيحة. جميعها حفزتنا على اختياره.