تألقت رمال الخليج اليوم بشعاع انطلق منذ ألف وأربعمائة وأربعين عاما، وبقي من لحظتها يبحث عن مواطن جديدة بعد أن احتضنته طيبة والمنورة فكانت الدوحة، حيث تزلزل البيت على وقع "وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوَباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"، فلامس الإسلام اليوم وعبر مشهد حوار الثقافات ليبلغ ثمانية مليارات إنسان، اجتمعت بقلوب ستين ألفا احتضنتها المدرجات، وحملتها الفضاءات هناك في البيت، بيت قطر، ليلقاهم بسماحة الإسلام وكرم العروبة في احتفالية عبّرت بها المستديرة الساحرة عن طموح استدعته الشيخة موزا منذ وقت سابق المتوقع في طلبه، وقالت أما آن لكرة القدم أن تحط في أرض تباهت بها أصالة الخيول، وصبر سفينة الصحراء، وغرّدت في سمائها نسور لم تهبط من أعاليها إلا لتعانق رمال الصحراء المرتوية بقيم العروبة، وتَولد الدين الجامع للأمم، الواعد بفرح الحياة وسعادة الانتقال للحياة الأخرى، فكان التطلع للأمل الذي يجوب في العالم ليحط في قطر العرب. وتحت أنظار العالم يُقَبّل الأمير الشاب يد الوالد، ليطلب مباركته ببدء الإعلان عن تحقق رؤيته الحكيمة حيث طُرِحَ ملف الاستضافة، فكانت اللحظة، حيث أشرقت أسارير الأمير الوالد مستقبلا قادة العالم، وأخوة العروبة لتوثيق تمركز كرة 2022 في دوحة العرب، واستضافتها باحتفالية أذهلت القلوب والعقول، وأكدت أن حدود الخيال بلغت نهايتها هنا في الدوحة، بأربع لوحات جمعت الحضارات وقيمها المتوارثة، ولخصت الأديان وعقائدها الراسخة وصاغت لغة إنسانية فريدة سعى لها الجميع لكنها حدثت وتحققت بقرار أمة يقودها أمير شاب بَرّ بوالديه وأحلامهما، وتباهى بسواعد شعب مكنه أن يحتفي مع أمراء وملوك أمم، أنارت لهم اليوم عاصمة رياضة بلاد العرب، ومن ثمانية ملاعب لوشاح أصيل آفاق جديدة للتحدي ومضات نافذة نحو القلوب والضمائر بأن هذا هو المتوقع منكم فهبوا يا قادة الحالمين نحو حاضرهم ومستقبلهم، والتقوا مع أيدي الخبرة والسلام لنتكامل فيما بدأته قطر اليوم. صورة أخرى حملت لكل مشتاق للعروبة وعدا بأن الفجر قارب على الشروق خلف منصة زينها قادة رؤية 2030 لبناء وتطوير هذه الأمة فجاء ولي عهد الأرض المباركة، ورؤساء ارتضوا للتحدي والمواجهة مسؤولية في أعناقهم، واتحدت خطواته المتسارعة نحو المستقبل مع حكمة وشغف أمير البلاد، أي صورة تجسدت أمام المليارات لمبادئ وقيم هي هوية أمة ورسالة أرض اختصها الله برجال صنعوا من خيوط الشمس وصلابة ذرات الرمل أيقونة الخليج، والتي جعلت العالم يعترف بأن الاختلاف نعمة، وأن الحوار شرط حياة، وأن قبول الآخر هو مفهوم البقاء، في هذا العالم المملوك لكل إنسان حالم، ولكل عامل يسعى ليكون حلمه كما هي قطر حلمت فصنعت من التحدي إنجازا باركته القلوب ورقصت له الثقافات هنا في قلب البيت، حيث اتضح أساس الفكرة المتمثل بهدية القميص الأصفر المحفوظ في الوفاء والذي بورك بتوقيع الأمير الوالد، وصنع منه فرحا وهدية استحقها كل من حضر لبيت قطر. فَرِحَ الأمراءُ وسعدت الشعوب وعادت لمساكنها بأيقونة حب مثلت ما تعنيه قطر، غادرت متباهية مدرجات تمتعت برفاهية كرم عربي نوعي، انتشر عبقا أصيلا حين حطت الساحرة رواسيها بين جوانح "أنا لعيب" المتباهي بشمولية اجتماع كل موروث تولد هنا، أو ارتحل هنا، أو استحضر هنا، فجسد بلوحات افتتاح المونديال لفضاء الحالمين تعويذة اللعيب، أن الحالمين قادرون على بلوغ الحلم، فكأس العالم اليوم في قطر، تتفتح أسراره على صدى أذهل جماهير البيت، وبلغ ثمانية مليارات من البشر، هو صوت الأذان المبارك للضمائر والأيدي العاملة من كل الجنسيات، والمتحدث للمؤمنين بالنور واليقين الذي لم تقدر على حجبه كل الأيدي السوداء التي سعت وبكل الطرق للإساءة لقطر وللإسلام، في حين وضعت قطر وبإنجازها اليومي التاريخي مؤشرات سترهق العالم، وتجعله عاجزا عن المقارنة أو العبور.