دول عربية تعاني

التكلم عن الدول العربية دون الدخول في الحالات الفردية لا يكفي. هنالك دول تعاني، منها ليبيا. الناتج الفردي هو 6671$ وهذا قليل لدولة نفطية، علما أن هنالك 6.2 مليون شخص. النمو سلبي أي 24% في سنة 2014 لدولة أهدرت أكثرية إيراداتها. عجز الموازنة 43.5% من الناتج وعجز ميزان الحساب الجاري 30% منه. أما مصر حيث الناتج الفردي 3304$، فعانت وتعاني الكثير من تغيير القيادات والأوضاع. هنالك تأثير على نمو الاقتصاد الذي يحتوي على 90 مليون شخص. نمو 2% سنويا غير كاف، وبالتالي هنالك طلب كبير على العمل في الخارج حتى بأجور منخفضة. عجز الموازنة هو 14% وعجز ميزان الحساب الجاري 5% من الناتج. تملك مصر مقومات كبيرة وهنالك حوار مع صندوق النقد أنتج قرضا بقيمة 12$ مليار. في الأردن حيث الناتج الفردي 5375$، هنالك طاقات كبيرة لم تستثمر بعد، علما أن السكان هم 6.7 مليون. لا يكفي الأردن ما تعانيه من مشاكل بنيوية أساسية، فجأها النزوح السوري. نمو الاقتصاد هو 3% سنويا والعجز المالي 13% وعجز ميزان الحساب الجاري 12% من الناتج. هنالك برنامج بقيمة 2.05$ مليار مع صندوق النقد قرر في أغسطس 2015 لدعم الاستقرار. أما تونس ذات الناتج الفردي 4422$، فهي قائدة الربيع العربي ولم تستفد منه. تونس مع 11 مليون مواطن مستقرة، لكن اعتمادها على السياحة كمصدر أساسي للنمو يفرض عليها تحقيق استقرار أفضل وتطوير للبنية التحتية السياحية. يبلغ النمو السنوي 2.3% والعجز المالي 6% وعجز ميزان الحساب الجاري 9% وهذه نسب غير مريحة. ما حصل في تونس من تغييرات ليس بالقليل، ويشير إلى وعي إنساني وإلى تقدم اجتماعي. هنالك برنامج بقيمة 1.75$ مليار قرر في منتصف 2013 مع صندوق النقد. في المغرب حيث الناتج الفردي 3316$، تحقق نمو قارب 5% في سنة 2013 و2.4% في سنة 2014. هنالك عجز في الموازنة يقدر بـ6% من الناتج سنويا وعجز في ميزان الحساب الجاري يقدر بـ9%. يعتمد المغرب على إنتاج الفوسفات كما على السياحة. في يوليو 2014، أقرضه صندوق النقد الدولي 5$ مليارات لحماية الاقتصاد. يحتوي المغرب على طاقات بشرية لـ33 مليون شخص بإنتاجية عالية تظهر في تنويع الطاقة وغيرها. أما اليمن مع ناتج فردي 1574$، فهي دولة فقيرة رغم جمال الطبيعة والغنى الأرضي. يعاني اليمن من حروب الآخرين على أرضه، فأوضاعه ليست جيدة ونموه سلبي في سنتي 2014 و2015. الموازنة عاجزة أي 8% وميزان الحساب الجاري عاجز أيضا أو 5% من الناتج. أقرضها صندوق النقد في سنة 2014 حوالي 550$ مليون، لكن القرض مجمد بسبب الأوضاع. سكان اليمن يقاربون 28 مليون شخص. هنالك دول أخرى تعاني، بينها لبنان، علما أن مشاكل المنطقة ترتبط بعضها ببعض ولن يتعزز النمو الاقتصادي المتواصل في ظل الصراعات السياسية الحالية.