سيِّدِي الحَكَم.. سيِّدَتي الحَكَمة..!

لايتوقَّف الاتحاد الدولي لكرة القدم ولجانه الفنية المتخصصة عند سقف محدد للطموحات، لأن التغيير دليل حياة .. والكون كله على مواعيد  مع الجديد.  ولولا أن امبراطورية الفيفا وهي  تتبنى أفكار جديدة تأخذ في الحسبان آراء القوى الكروية الكبرى لكان التغيير بحجة التطوير أكثر تسارعاً، وغير خافية علينا ردود الأفعال المعارضة لرغبة الاتحاد الدولي في تنظيم كأس للعالم كل عامين..  * جديد الفيفا وهو يعلن مؤخَّراً قوائم حكام مباريات مونديال FiFAقطر2022 ،  الأساسيين منهم والمساعدين، وحكام غرف الفار ورصيد كل قارة من حكام كأس العالم لهذا العام أنه اختار سِت سيدات للمشاركة في مونديال2022 للرجال لأول مرة في تاريخ الفيفا، وهو مايشير إلى تطور كرة القدم النسائية وانعكاس هذا التطور على كفاءة عنصر التحكيم فيها بالصورة التي عززت الثقة في الإمكانات البدنية للحكمات وسمحت لهن بإدارة  مباريات منتخبات رجالية وتذويب بعض فوارق التكوين الجسماني.. * وهذا القرار بطبيعة الحال يشير إلى واحدة  من صور تأثير كرة القدم الثقافي والانساني والإجتماعي، ويشير أيضاً إلى أننا سنعيش  مع كأس عالم مختلف من حيث جمال الملاعب وكفاءةالتنظيم وسهولةالانتقال، وفرص المشاهدة لأكثر من مباراة في اليوم الواحد، وتفاصيل جودة تجعل حضور هذا المونديال وحتى متابعته عبر الفضاء المفتوح ميداناً لنزهةٍ مدهشةٍ، ومن طراز يعكس ثمرة أن تتوجه دولة  بإمكاناتها نحو استضافة بطولة تحمل معها معطيات التميز بمونديال أكمل..  * ولِأَن من يشرف على تنظيم كأس العالم هو صاحب انجاز وصاحب الانجاز يبذل الغالي لتحقيق النجاح المأمول فإن حكام وحكمات كرة القدم قد جرى اختيارهم بخلفية أنهم الأفضل، وأنَّهم جديرون بضرب مواعيد مع النجاح من موقع الخبرة ،والتاريخ، واللياقة البدنية والذهنية  وسرعة رد الفعل تجاه أحداث مونديال يجمع الأفضل على مستوى العالم..  * ومع الإشارة إلى سابقة إشراك ست حكمات في مونديال الدوحة أعرف أن مناصب القضاة لاتؤنَّث  ربما لتجنب الخلط بين إسم القاضي وإسم (القاضية ) يهفو فضولي الإنساني لسماع المعلقين العرب وهم يصرخون.. (ماهذا ياسيدتي الحكمة.. ؟) كما يحدث عند تعليقهم على هفوات الحكام، وكذلك ردود أفعال اللاعبين والجمهور تجاه الصافرات الصادرة من سيدات الملاعب في لحظات اللعب الخطرة..!  * وسواء كان من يدير مباراة رجل او سيدة فنحن في مناسبة إعلان الفيفا أسماء حكام كأس العالم أمام قضاة وقاضيات ملاعب تم اختيارهم بعناية ضمن اهتمام الفيفا بكل صغيرة وكبيرة، حيث أن هناك أرقام ونسب مئوية تُعطَى للحكم وتحدد الأكثر جدارة بالثقة.. والأفضل بطبيعة الحال هو  من قدم خلال مشواره جهوداً مميزة، مُدرِكاً أن الصعوبة في مهنة التحكيم تكمن في أن كرة القدم صارت أسرع، مايفرض على حكام المباريات الاهتمام الكبير بالمعطى البدني وباللياقة الذهنية التي تستوعب أن قرار قاضي الملعب يجب أن  يُعلَن خلال جزء من الثانية وإلاَّ طاردته تهمة تمويت المباراة.. * ولقد جاءت تقنية الفار لتضمن العدالة إزاء ما يمكن صدوره من قرارات تحكيمية خاطئة في إطار الضعف البشري أو عدم توفُّر زاوية الرؤية أو الحركات التمثيلية أو المخادعة من قبل بعض اللاعبين كما حدث من الراحل مارادونا تجاه الحكم التونسي بن ناصر حتى أن مارادونا اعتذر في مابعد عن مخادعته للحكم، وتبريره الغريب (إنها يد الله..) * ولا خلاف في أنَّ الصعوبة في مهنة التحكيم هي في أنَّ الحكم في ملعب المباراة يمثل دور القاضي الذي ليس لديه أي وقت لاستعراض ملف القضية لتأتي تقنية الفار فتسرق متعة الإثارة عند خطأ لكنها تحقق العدالة وتُجبِر الحكم على التراجع عن الخطأ..  أمَّا نحن في أماكن الفرجة وتباين الميول التشجيعي فإن بيننا من يخرج عن قواعد الاحترام فيؤذي الحكم بلسانه مباشرة أو يقتحم حسابه الأليكتروني ليقدم غريب الإساءات..  * و في هذا السياق تبرز حقيقةأن كثير من المشجعين المتعصبين يرون  الحكم الجيد هو من تكون قراراته لصالحهم، وإن كانت القرارات في صالح غريمهم فهو سيئ حتى لو كانت صافراته قانونية وصحيحة.